وجدت هذه الرسالة بموقع سودانيز أون لاين وسانشرها ليتأكد كاتبها أنها يمكن أن تجد حظها من النشر مثلها مثل الرسائل الأخرى، وهي بقلم د. ديوك فليد وسأنشرها اليوم ونحاول الرد عليه لأنه يستحق ذلك، فهو من المتابعين لما نكتب فشكراً جزيلاً أخي ديوك فإلى الرسالة: سيدتي آمنة السيدح أنشر لك هذا الرد على مقالك بعنوان (أيها الأطباء الاستقالة أشرف لكم) المنشور في صحيفة آخر لحظة بتاريخ 17 مارس 2011م، وبما أن موقع الصحيفة لا يفسح المجال للتعليق على المقالات مثل مواقع أخرى، فلابد من نشر هذا الرد على صفحات.. الشبكة العنبكوتية. بعد أن قرأت مقالك لم أستطع تمالك نفسي من الشعور بالأسى تجاهك، وتجاه الكثيرين من الصحفيين الذين حذوا حذوك، لك الحق في أن لا تعرفي شيئاً عن واقع معاناة الطبيب السوداني، لكن المثير للضحك والحزن في آن واحد هو محاولتك التباكي على المواطن السوداني المسكين الذي لا تعرفين عنه شيئاً!! نعم سيدتي الذي يرتاد المستشفيات الحكومية هو المواطن المسكين الفقير الذي لا يملك ما يدفعه للعيادات الخاصة أو المستشفيات الخاصة أو العلاج بالخارج، قلت في مقالك المسموم: (كنت أتمنى أن أسمع يوماً أن الأطباء قد أضربوا من أجل توفير ماكينة أو حتى ميزان ضغط أو معينات عمل، فهذا يكون أشرف لهم، لأنهم يريدون تأدية واجبهم بصورة أفضل.. بالفعل فعلوا سيدتي.. وعلا صوتهم وجلد ظهرهم وأهينت النساء منهم.. لكن لم تسمعي أيضاً!! و كيف لك أن تسمعي وهم يدورون في مدار آخر غير المدار الذي تعيشين فيه. اختزلت كل مطالب الأطباء في أقل المطالب شأناً وأقلها أهمية وآخرها في مذكرتهم هي المال!! لكني لا ألومك فأنت لا تعرفين.. وكيف لك سيدتي أن تعرفي ومثلك يذهب ليتعالج في المستوصفات الخاصة.. (لا أراك الله مكروهاً قط)، كيف لك أن تعرفي وأنت حين أشتد عليك المرض وابتلاء المولى عز وجل ذهبت للعلاج بالخارج في دولة شقيقة، ثم عدت لتقام لك الاحتفالات والأغاني.. (الحمد لله الذي شفاك وعافاك).كيف لك أن تعرفي وأنت تقولين في مقال سابق أن الدجاج أصبح وجبة شبه أساسية في موائد البيوت.. كيف لك أن تعرفي سيدتي وأنت (تنظرين) بكل سذاجة أن الثورات العربية التي أطاحت بالطغاة ونصرت الشعوب المقهورة الجائعة الخائفة الممنوعة من الصلاة والحجاب ونصرة أخوانهم، هي ثورات مفتعلة تديرها أمريكا وإسرائيل ضد مصالح أمريكا وإسرائيل!!. كيف لك أن تعرفي وأنت تقودين حملة لمقاطعة السلع الغالية والمستوردة ولا تدركين أن أغلبية الشعب لا يفكر في هذه السلع، إنما في السلع الضرورية التي لا يستطيع الاستغناء عنها. كيف لك أن تعرفي وأنت تتحدثين عن سلطة المواطن والتحكم بالأسعار بالعزف عن الطلب في ظل واقع الشح الذي يعيشه الناس. سيدتي ما أنت إلا ماري انطوانيت أخرى تجلسين في قصرك العاجي وأنت أشد البعد عن واقع عموم الناس، فما بين عملك ومؤتمراتك وكتاباتك وحياتك الاجتماعية لا تعرفين شيئاً عن عموم الشعب، وما من دليل أدمغ من سلسلة مقالاتك التي تخاطبين فيها طبقات اجتماعية متقدمة تعيش حالة فصام تام عن واقع بقية الناس. لن أفند ما قلته في مقالك، لكني سأقتبس ما كتبت في مقال سابق نشر في آخر لحظة بتاريخ الأحد 6 مارس 2011م بالحرف الواحد: حوار أصحاب المهنة الواحدة يقرب وجهات النظر، ويضع المشاكل في إطار محدد، يسهل بعد ذلك عرضها على المسؤول الذي سيطالبون به على الفيس بوك.. فالحوار أمر مهم خاصة مع الفئات المتقاربة في مهنتها وفي عمرها وفي فكرها.. حتى إذا اختلفت أيديلوجيتها.. فالمشاكل عندما تطرح وتحدد أطرها.. وتبدأ خطوات حلها الفعلية.. إذن هي دعوة دخول المسؤولين والكبار للفيس بوك، فتلاقح الأفكار بين الأجيال هو ما يسمى (بالخبرة) وطرح الأسئلة والإجابة عليها هو ما يسمى الحل.. وهي دعوة لاندياح الخبرات والحلول. جهلك الواضح بحيثيات قضية الأطباء يضعك في خانة النفاق، فقبل أن توجهي رسالة منمقة للمسؤولين لتقصي الحقائق من الفيس بوك، فالأولى كصحفية أن تقومي بذلك ودونك موقع لجنة الأطباء الذي عرض تفاصيل القضية وتاريخها أيضاً.. عار عليك إن لم تفعلي عظيم.. أما إن كان عن تجاهل مقصود.. فالأشرف لنا الاستقالة فعلاً لأنكم صرتم بلا شرف.. أو ضمير. د. ديوك فليد (نشر بموقع اللجنة الدائمة).