بدأت بالأمس الرد على د. ديوك فيلد الذي نشر في هذا المكان في أواخر الأسبوع الماضي، والآن أكمل ما بدأته حيث إن الدكتور قد وصفني بماري انطوانيت، وقال إنني قد قدت حملة لمقاطعة السلع الغالية والمستوردة وإنني لا أدرك أن أغلبية الشعب لا تفكر في هذه السلع، وإنما تئن من السلع الضرورية التي لا تستطيع الاستغناء عنها. وأنا بدوري أقول لك إنني أحمل بالإضافة لشهاداتي الجامعية في الإعلام شهادة أخرى في الاقتصاد.. إذن كتابتي كانت عن علم ودراية وخبرة حول كيفية محاربة سياسة التحرير الاقتصادي التي يقود لواءها المواطن.. فالاقتصاد الحر لا يمكِّن الدول من محاربة التجار، بل المواطن هو الذي يتحكم في الطلب، ويمكنك أن تراجع السلوك الاقتصادي للدول التي لها باع طويل في سياسة التحرير الاقتصادي وكيف استطاعت ترويض السوق الذي كاد أن يقضي عليها.. فلو فعلت ماري انطوانيت أخرى لما وجدت قصتها تُروى وتضرب بها الأمثال.. أما ما قلته عن أنني أجلس في قصر عاجي وأشدَّ بعداً عن واقع عموم الناس، وأنني لا أعرف شيئاً، وأنا بين عملي ومؤتمراتي وكتاباتي وحياتي الاجتماعية.. أقول لك إذا كنت أقوم بذلك كله، إذن أنا مع الناس، ولست بعيدة عنهم.. فكل المؤتمرات التي أذهب إليها لها علاقة إما بالمواطن أو المهنة.. أما كتاباتي التي تقرأها بنفسك ولا تعجبك لأنك تنظر إليها بمنظارك فقط.. أما عن الدليل الذي أوردته بأنني لا أعلم شيئاً عن حياة الناس، وتمثل في دعوتي لأصحاب المهنة الواحدة بالدخول للفيس بوك ومناقشة قضاياهم والاستفادة من وجودهم وتميُّز فئاتهم العمرية وتخصصاتهم، ثم دعوتهم للمسؤولين للدخول معهم في الفيس بوك لإيجاد الحلول وتبادل الخبرات.. فأنا لا أرى عيباً في ذلك، فالأنترنت و«دروبه» أصبح مكاناً للالتقاء غير مكلِّف ومتاح بأرخص الأسعار.. وأظنك لا تخالفني الرأي بأنه المساعد الأساسي في إسقاط الأنظمة، إذن بأمكانه الاصلاح أيضاً.. أما عن جهلي الواضح بقضية الأطباء فأنا استقصي معلوماتي من الأخبار التي تصرح بها لجنتكم الموقرة، ولم أعلم بها صدفة، بل كنت أتابعها.. وقد اتفق أو اختلف معكم فيها، فالمطالب مشروعة.. لكنني أصر على أنني أرفض طريقتكم في المطالبة والتي تستخدمون فيها المواطن، وإذا واصلتم بهذه الطريقة سأواصل الكتابة.. وإذا كنت تنكر عليّ ما كتبته فهناك من لم ينكره، بل استحسنه، يعني ما أكتبه رأي يجد التأييد والرفض يختلف الناس حوله ويتفقون.. أما طريقتكم في الحصول على مطالبكم فهي مرفوضة من الجميع، لأنكم تعملون على قتل مرضاهم.. أما أن نضرب نحن «الصحافيون» أو نعتصم أو نتجاهل قضية، فلن نقتل أحداً ولن يعاني منا المواطن من ويلات المرض ولن تتدهور صحته.. لذا لا يدخل الشرف أو الضمير.. فهما صنوان لمهنتك وما تقومون به حنث لقسم «أبو قراط»، بالإضافة للاعراف والأخلاق الإنسانية.. لذا قلت لكم الاستقالة أشرف لكم، وأكررها الاستقالة أشرف من قتل البشر.. وأظن أن إصراركم وقوتكم في طرح القضايا لو فعلتموه في قاعات محاضراتكم لخرج منكم من يُشار له بالبنان.. وبدلاً من أن نملأ صفحات الصحف بأخطاء بعضكم الذين لا يُحاسبون.. ولو تفرغنا لكم لأصدرنا صحفاً بأخطائكم البائنة.. أما إذا كنتم تريدون الاستقالة لأن تجاهلنا لقضاياكم مقصود فاهتمامنا لن يقلل من قضيتكم أو يزيدها، فها أنتم قد اتخذتم منابر أخرى غير الصحف واتجهتم للنشر الإلكتروني.. إذن الشرف والضمير الذي تتحدث عنه ليس للنشر علاقة به، بل هو متعلق بمهنتكم!! د. ديوك.... إذا عدتم عدنا..!