فتح وزير العمل داك دوب بيشوب مكتبه وقلبه وعقله لحوار بطعم الوداع للشمال والوزارة بعد أن أعد كشوفات العاملين بالدولة من الجنوبيين توطئة لرفتهم وفقاً لتداعيات اتّفاق السلام الشامل المبرم بضاحية نيفاشا الكينية في التاسع من يناير 2005 الذي أفضى لانفصال الجنوب عبر الاستفتاء الذي جرى مؤخرًا وقال الوزير لن نسلم الحكم للحركة الشعبية في الجنوب صباحًا ونتآمر ضدها ليلاً ولا علاقة لنا بجورج أطور المتمرد على الحركة موضحًا أن أطور لم يزر الخرطوم منذ عام 1983 وأثنى على قيادة المؤتمر الوطني، المشير عمر البشير ونائبيه علي عثمان ونافع علي نافع.. فإلى مضابط الحوار : ما هي المشكلة التي تستدعي بقاء قوات اليونميس؟ - المنطقة بها مشكلة ويجب أن يتم الحل. لكن اليونميس هل هي طرف في الحل أم الشريكين فقط؟ -المانديت والتفويض الممنوح لا يسمح لها بالتدخل وإنما فقط تسجيل الخروقات والحوادث. هل تتوقع أن يتم تجاوز مرحلة تبادل الاتهامات بإيواء معارضة مسلحة في الشمال والجنوب؟ - المؤتمر الوطني علاقته «شنو» بجورج أطور، وهو أكثر الناس كراهية للمؤتمر الوطني وأشد ضراوة في حربه على الحكومة ولم يزر الشمال منذ تمرده عام 1983م، فهو لم يتعامل مع الشمال أو يتعامل مع المؤتمر الوطني، فكيف يُقدم له مساعدات ونحن في المؤتمر الوطني لم نتعامل مع أطور ونحن لن نسلم حكومة الجنوب الحكم بالنهار ونتآمر ضدها في المساء وهذا يتنافى مع مبادئنا وأخلاقياتنا في التعامل.. ولكن إخواننا في الحركة لا زالوا يأوون فصائل دارفور المسلحة وهذا غير صحيح، والرئيس طالب حكومة الجنوب بطردهم. لكن يقولون إنهم سودانيون وإن الانفصال لم يتم تنفيذه بعد؟ - إذا كانوا مواطنين عاديين وليسوا مسلحين لماذا لم يذهبوا إلى دارفور! والجنوب لماذا يدفع فاتورة الحرب في دارفور، والأموال أحق بها تنمية المواطن في الجنوب لترتاح الحكومة من الحرب وتتجه للتنمية، ونحن راضين كل الرضا عن نتيجة الاستفتاء. كيف تنظر لعلاقة دولة الجنوب بجيرانها؟ - قيادة المؤتمر الوطني ترى ضرورة مساعدة الجنوب والتعاون معه، ومع وجود العلاقات الاجتماعية والتعايش والتاريخ المشترك وبعد اختيار الانفصال لا توجد احتكاكات بين الشماليين والجنوبيين في الجنوب، لأن الأسباب انتفت والشماليون كلهم تجار وإذا «ما داير شماليين معناها ما داير تأكل.. ضحك مجلجلاً.. الشمالي يوفر ليك الذرة والسكر والسلع الاستهلاكية»، وبعد نهاية الاستفتاء أصبحت علاقة الشماليين والجنوبيين أقوى لأن المعتقدات التي كانت في رأس الجنوبي زالت، وكما قال شيخ علي عثمان العلاقة بين الشمالي والجنوبي لابد أن تكون ودية لاستمرار السلام، والجنوبي محتاج للشمال. التوتر في مناطق التماس هل سيؤدي إلى نشوب حرب بين الدولتين أم بين المجتمعات المحلية؟ - اعتدل في جلسته وقال «اسمع أنا داير أقوليك كلام» الرعاة العرب اعتمادهم الكلي على ماشيتهم، وإذا قتلت هذه «البهائم» لاشك سيقتلك ويعمل حرب من أجل البقاء.. وأنا شاهد عيان على وصول الرعاة إلى منطقة على الحدود السودانية الأثيوبية بأعالي النيل وجاءوا إلى محافظ ماتيانق و اتفق معهم على دفع الرسوم ثم «يسرحوا» طوال فترة الخريف وحتى شهر مايو، وشعرت بأنهم تمتعوا بالأمان بعد أن دفعوا القروش والمحافظ أبلغ السلاطين بعدم الاعتداء على أحد من الرعاة أو ماشيتهم. تريد أن تقول لا توجد مشاكل على مستوى الشعوب؟ - قبائل التماس متزاوجون..الدينكا والقبائل الجنوبية والعرب من الرنك حتى منطقة «يابوس » على الحدود السودانية الأثيوبية.. وتجد المسيرية والتعايشة والبقارة موجودين في الرنك كمواطنين و«مافيش مشكلة». التركيبة القبلية في الجنوب إذا لم تراع بحسب الثقل السكاني لكل قبيلة سيؤدي ذلك إلى قيام حرب أهلية ثانية في الجنوب؟ - ما في مشكلة كبيرة، والدينكا ليست القبيلة الكبيرة على الإطلاق، والوظائف العليا ممثلة فيها القبائل الأخرى قائد الجيش الشعبي نويري و باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية ومشار نائب الرئيس، ومديري مكتب سلفاكير من أبناء الاستوائية، ولا داعي لوجود ثورة ضد الدينكا، ولكن مستقبلاً يمكن مراجعة تمثيل الثقل القبلي. ما هو شعورك في يوم التاسع من يوليو القادم آخر موعد لتنفيذ انفصال الجنوب وفق اتفاق نيفاشا؟ - دعني أشكر السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير عبر صحيفة «آخر لحظة».. ونطالب إخواننا في حكومة الجنوب والحركة في أن يستثمروا علاقاتهم المتميزة مع الأمريكان والاتحاد الأوربي بمنح البشير جائزة نوبل للسلام لأنه صدق في تعهداته والتزم بتنفيذ كامل اتفاق السلام واحترم رغبة الجنوبيين في الانفصال، وكلنا لم نتوقع أن الجنوب سينفصل وأنه عمل على استدامة السلام بين الشمال والجنوب.. وأشكر الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية الذي يتحلى بالحكمة والصدق وبعد النظر وقوة الإيمان وإذا وعد صدق، وتعلمنا منه الكثير وسنندم لو فقدنا الرئيس ونائبه علي عثمان، وهذه الخبرات سنتزود بها لقيادة المعارك خلال المرحلة المقبلة ونحشد الناس حول المبادئ التي نؤمن بها. رؤاكم هذه ألا تعتقد بأنها ستتعارض مع مشروع السودان الجديد للحركة؟ - ما في حاجة اسمها سودان جنوبي جديد،لأننا كلنا جنوبيون ولم نوافق على اسم السودان الجنوبي واتفقنا على اسم دولة جنوب السودان، وهناك أمل لعودة الوحدة وهذا ما نتمناه. بمن تتأثر في الأداء التنظيمي في المؤتمر الوطني؟ - دكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، فهو يعرف أسماء «5» مليون عضو في المؤتمر الوطني اسماً اسماً ويعرف كل «الكباتن» الذين يديرون دفة العمل السياسي في المركز والولايات وملم بمشاكلهم، وعندما تشكو له أي مشكلة تجده يعرف التفاصيل. لكن يشاع عنه أنه شخصية مصادمة ويميل لمهاترة خصومه في المعارضة؟ -لا.. نافع صادق ويحب الوطن وغيور في حبه للوطن، ولا يريد الأحزاب الضعيفة الهشة التي تتحدث عن تعويضها بالأموال ولا تهتم بمشاكل المواطن كيف تتحدث عن تعويض لحزبك وقيادته بالمليارات وتغض الطرف عن مشاكل المواطن السوداني، وأحزاب جوبا فشلت في إقناع الحركة بالوحدة. هل أنتم، دستوريو المؤتمر الوطني، نادمون لفقدكم الوظائف جراء الانفصال؟ - نحن في المؤتمر الوطني تقلدنا وظائف دستورية كثيرة ومتدرجة من محافظ ووالي لأعالي النيل و وزير للعمل وعضو مجلس وطني و أمين أمانة أعالي النيل الكبرى في المؤتمر الوطني.