عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين أمانة المنظمات بالمؤتمر الوطني في حوار القضايا الآنية
نشر في آخر لحظة يوم 29 - 03 - 2011

هناك قضايا كثيرة تدور رحاها في الداخل والخارج على رأسها قضايا التغيير في العالم العربي وتأثيراتها على علاقة السودان بدول الجوار، بالإضافة لقضايا التغيير داخل المؤتمر الوطني، وقضايا جنوبيي المؤتمر الوطني، وأوضاعهم في الجنوب.. كل هذا مع مؤتمر القدس العالمي الذي عقد في أوائل هذا الشهر بالخرطوم كان ما بحثناه وتحاورنا فيه مع القيادي البارز في المؤتمر الوطني وأمين أمانة المنظمات به د. قطبي المهدي.. الذي تحدّث بشفافية عن تلك القضايا فكانت مضابط الحوار كالتالي:
د. قطبي المهدي ما هي دلالات عقد مؤتمر القدس العالمي الذي تزامن مع الثورات في الدول العربية؟
- هذا مؤتمر راتب يعقد كل عام في هذه المواعيد، لكن كانت مصادفة أن يعقد خلال الأحداث الجارية في الوطن العربي، وبالطبع فإن فلسطين معنية بها والقدس لحد كبير.. يعني كان أهل القدس الصامدون يتطلعون لأن يحدث تغيير في الساحة يكون في مصلحة الاهتمام بقضيتهم لأن الأنظمة الموجودة في البلدين اللذين حدث فيهما التغيير لم تكن تقف مع قضيتهم بالصورة المطلوبة، فأبورقيبة كان من أوائل الذين نادوا بالاعتراف بإسرائيل منذ الستينيات، وفي مصر وفي الفترة الأخيرة بالذات وقت الحصار على غزة كانت ذروة المواقف منذ كامب ديفيد، التي جعلت الفلسطينيين يعملون على تغيير المواقف، وهذا لم يحدث إلا بتغيير في النظام.. لذا أعتقد أن انعقاد هذا المؤتمر وسط هذه الأحداث أعطى لمؤسسة القدس كمؤسسة متضامنة مع قضية القدس ومجتهدة في الدفاع عن كيان وهوية القدس العربية الإسلامية وسلامة المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، اكتسب المؤتمر أهمية خاصة، وأن غالبية من خاطبوه كانوا يمثلون هذه الجهات، فقد جاء الشيخ راشد الغنوشي من تونس ود. عصام العريان من مصر وإمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ د. عكرمة صبري وحضر عدد كبير من القيادات الفلسطينية كلها منها خالد مشعل وموسى أبو مرزوق ود. محمد الزهار من غزة والأب انطوان دونق، وممثلون لفتح الانتفاضة وغيرها، وأكثر من 30 دولة.. لذلك كان المؤتمر ناجحاً وممثلاً للأمة العربية المناصرة للقضية الفلسطينية التي افتقدناها كثيراً جداً.
ما رأيكم في حركات الشباب القائمة الآن والتي أسقطت الامبراطوريات وكيف ستخدم القضية الفلسطينية؟
- اجتماعات مجلس الأمناء قيمت المشروعات وقدمت خطتها الجديدة لأن قضية القدس دخلت في مراحلها الأخيرة فإسرائيل قطعت شوطاً كبيراً في تهويد مدينة القدس وأصبحت المقدسات في خطر لأن القدس أصبح حي صغير بعد أن كان مدينة وممنوع فيه البناء وحتى الحفريات تحت المسجد الأقصى تهدد الآن بانهياره وقد ركزنا على ذلك وكما رأيتم قد أوقفنا أوقافاً في السودان للمساهمة في هذه القضية.. لكن القضية العامة قد وجدت حظها من لقاءات المسؤولين ومقابلاتهم مع الحكومة والدولة وبعض قيادات المعارضة.
وفي الإجابة المباشرة على سؤالك أعتقد أن ما جرى في ميدان التحرير وبعض الأحداث في الدول الأخرى يؤكد أن هناك جيل جديد سنحت له الفرصة للتغيير عكس الأجيال الأخرى فهذا الجيل توفرت له إمكانيات لم توفر لغيره مكنته من ردم الفراغات وأصبح من الممكن أن يعمل الجميع من أجل الأهداف العليا هذا ما لمسناه من خلال حواراتنا مع القيادات وبالتالي أفسح المجالات لهذا الجيل أصبحت قضية متفق عليها من الجميع أن هؤلاء الشباب يمكن أن يوحدوا الأمة ويحشدوا كل الطاقات من أجل الهدف الذي يجتمعون عليه وهو استقلال الإرادة القومية بحيث لا تخضع لأي إرادة خارجية وقضايا الديموقراطية والحوار بدلاً من الصراعات التي حدثت في السابق ويمكن أن نقول إن هذه هي الأهداف المجمع عليها وإنهم يستطيعون العمل من أجل الهدف الواحد.
التجمع إسلامي مسيحي لكن غلب عليه الطابع الإسلامي هل تناقشتم عن هوية هذه الثورات هل هناك شبه إسلامية.. نحن نبحث عن أب شرعي لهذه الثورات.. هل تشير فرحت الإسلاميين بها إلى ضلوعهم فيها؟
- أولاً نقول إن ملاحظتك الأولى صحيحة إن فرحت الاسلاميين بهذه الثورات لأن هذه الحكومات كانت تضطهدهم ونحن في السودان فرحين بهذه الثورات لأننا تضررنا من الأنظمة كما تضررت الحركات الشعبية كلها بالتالي أن تغييراً قد يأتي بقوة تتفق معنا بتحرير الإرادة القومية وهذه هي مشكلتنا نحن في السودان مع الامبريالية عموماً وستتفق معنا في الموقف مع فلسطين فالسودان من الدول القلائل التي لم تطبع علاقاتها مع إسرائيل واقفين مع الفلسطينيين لذا نعتقد أن الحكومات الجديدة سيكون لنا معها قدر من التطبيع لمواصلة المشوار..
ثانياً: الإسلاميون يقفون مع المقاومة الفلسطينية هو الذي جعل المشاركة الإسلامية عالية لكن المؤسسة ليست للإسلاميين فقط فهناك مسيحيون في هذا المؤتمر من فلسطين ولبنان والسودان وغيرها وهي لها مؤسساتها التي تحمي بها معتقداتها الفلسطينية.
د. قطبي لم أجد في إجابتك ما أبحث عنه في سؤالي عن الأب الشرعي لهذه الثورات خاصة وأن خالد مشعل في حديثه ربط جلوس الحكومات على كراسي الحكم بالوقوف مع القضية الفلسطينية بينما هم أنفسهم مختلفون؟
- أهم شيء في حديث مشعل أنه طرح مبادرة للوحدة الفلسطينية وقال إن الوحدة تكون في العمل المشترك من أجل مقاومة الاحتلال وقد طرح فكرة جديدة للوحدة لأن الناس كانت تطالب بالوحدة بين نقيضين أحدهما اتجه للمقاومة والآخر اتخذ خط التفاوض على القضية.
ما سمعناه عن التهويد يؤكد أنه في نهاياته هل وضعتم خطة لتلافي ذلك ألا ترى أنكم تأخرتم «كمنظمة» وما هو المخرج من هذا النّفق المُظلم؟
- صحيح الناس تأخروا كما لاحظتم في مراحل القضية كانت الشعارات هي الغالبة وحدثت ثورات مشابهة لثورات اليوم كلها كانت باسم فلسطين حتى فوجئوا بهزيمة 1967 وكانت الجماهير غاضبة جداً وانطلقت بعدها ثورة فتح وأعطت انطباعات لنجاح حركة التحرير وفي 1973 استطاع السادات أن يقنع الناس بأن الحوارات والمفاوضات يمكن أن تصنع السلام خاصة بعد استعادة سيناء والسويس وكانت الشعوب قد تأكدت أن الحكومات عاجزة وبدأ الاعتراف بإسرائيل «لحدي» ما أصحاب القضية اعتراف بإسرائيل بأوسلو على أمل أن يحصلوا على دويلة صغيرة بعد أن أصبحوا مشردين في العالم العربي.
وبعد أن دخلت القضية في عامها ال(13) وجد الفلسطينيون أن قضية المقاومة هي الأصل ولا خيار غيرها. الآن وصل الناس لقناعة بأن الجماهير تأخذ زمام المبادرة وألا تنتظر الأنظمة فقد ضاعت فلسطين بسبب انتظار الأنظمة وضاعت القدس لأن الإسرائيليين وحدوها في إدارة واحدة وأنهم في هذه السنة أو السنة القادمة سيتولون على القدس ويطردوا ما تبقى من الفلسطينيين وقالوا إن الساحة حول المسجد الأقصى ليست تابعة لها وإنهم من حقهم أن يصلوا فيه بل «عملوا» مخطط الهيكل الذي سيوضع في ساحة الأقصى «وعملوا» حجر الأساس لذا شعر الناس بأن الموضوع وصل لنهاياته وأن الناس يجب أن يتحركوا..
ألا تعتقد أن العالم العربي يحتاج لخطوة تؤخر الإسرائيليين عن إكمال مخططاتهم؟
- الوضع معقد بالنسبة للقدس فإسرائيل تمنع البناء والأوقاف في القدس واضطررنا لإنشائها خارج فلسطين.. هم يعتقدون أن القدس قضيتهم المحورية.. والأرض في القدس الآن تُباع بالسنتمتر.
ونحن كمجتمع مدني سنعمل ما في وسعنا كما أن هناك خطة إعلامية لتعريف الناس بما يحدث في القدس كما أن هناك دور دولي يمكن أن يتخذ فلو أن كل دولة من الدول العربية رفعت مذكرة رافضة لما يحدث في القدس.. ما في حل غير إنو الدول العربية تأخذ موقف..
هل القوة العسكرية جزء من هذه القوى التي يمكن أن تستخدم؟
- حتى القوة العسكرية لكن هناك ثقل اقتصادي وأمني يمكن أن تستخدمه القوى العربية فضلاً عن أن بلداً مثل أمريكا كل مصالحها الاقتصادية في الدول العربية كذلك في أوروبا عموماً الوضع لم يعد كالسابق فإذا كان حسن نصر الله استطاع أن يهزمهم مرتين وكذلك حماس التي هزمتهم في غزة الآن تتحرك سفن الحرية والتي تأتي إلى غزة من الدول الأوربية وغيرها وقد أدينت إسرائيل لتعرضها للباخرة لأنها خرقت قانون أعالي البحار وخرج ضدها قرار وإسرائيل خسرت حلفاءها في المنطقة حيث خسرت إيران وتركيا، الآن نحن نطمع في الصمود.
لماذا لم يأت القرضاوي للمؤتمر هل صحيح أنه لم يأت لأن الحكومة رفضت إطلاق سراح الترابي أم لرأيه في الثورات القائمة؟
- حتى أكون منصفاً للدكتور القرضاوي نحن لم نستلم أسباب عدم حضوره وبالنسبة لما ذكرت ثانياً فهو لم يأت لحكومة السودان فهو رئيس لهذا المؤتمر وهو الذي طلب من الحكومة مشاركته وقد وافقت الحكومة. وخاطب المؤتمر الرئيس المشير عمر البشير كأول رئيس حكومة يخاطب المؤتمر.. واعتذر القرضاوي ولم يحدد الأسباب وهو شيخنا وأستاذنا وتربطه مع السودان علاقات حميمة بالترابي و بغيره.
هل أحسستم أنكم نجحتم في عقد المؤتمر وهل أنتم راضون عمّا خرج به؟
- بالنّسبة للمنظمة مجرد أن يوافق السودان على عقد المؤتمر ويتكفل بتكلفته وكون أن رئيس الجمهورية يخاطب المؤتمر بخطاب قوي جداً أعطى للمؤتمر دفعة كبيرة بالإضافة لافتتاح وقف القدس في وسط الخرطوم وفي ولايات أخرى بالإضافة لقيام منظمات نساء من أجل القدس ورجال الأعمال من أجل القدس وإعلاميين من أجل القدس وشباب من أجل القدس وهذا كله له يعتبر نجاحاً كما لا ننسى مشاركة كل القوى من الخارج في المؤتمر.
فنحن في السودان مازلنا ملتزمين بلاءات الخرطوم الثلاث لا اعتراف لا تفاوض لا سلام وقد تنازلت معظم الدول العربية ففاوضت واعترفت وسالمت وقد وجدت كل الدول العربية أن العالم الغربي يرهن علاقته مع الدول بحسن علاقتها مع إسرائيل وقد أدركت الدول العربية ذلك وأصلحت علاقاتها مع العدو الصهيوني واعتقد أن هذا هو سبب المشاكل التي يعاني منها السودان. فكل الضغوط التي تمارس عليه لرفضه للتطبيع مع إسرائيل.
د. قطبي ننتقل الى محور آخر وهو محور زيارة المشير البشير إلى القاهرة.. ماهو المغزى من هذه الزيارة في هذا التوقيت؟
- هذه ملاحظة جيدة وإنها لم تأخذ مكانها في الإعلام وأعتقد أن ذهاب الرئيس الى مصر في هذا التوقيت له دلالات كبيرة وكما قلت لقد كانت علاقتنا متوترة جداً مع النظام المصري فهو كان يعتقد أنه الوصي على الأنظمة العربية الأخرى وعمل تنويراً لتلك الأنظمة وقال إن حكومة السودان حكومة فقيرة وإسلامية وستؤثر على المنطقة وبالفعل تمكن من تخريب علاقاتنا مع دول كثيرة جداً بالإضافة لتقاريرهم للإدارة الأمريكية لأنهم يعتقدون أن السودان شأن مصري فقد تحدثت مع بعض الأمريكان وقالوا إن أهمية السودان بالنسبة لنا في أهمية مصر لا تهم لديهم مصالح مع مصر وأنهم يتحدثون عن السودان من خلال تقارير مصر لذلك نقول إنه خرب علاقتنا مع الغرب والعرب وأسوأ ما فيه أنه احتل حلايب بالتالي نحن نعتقد أنه كان نظاماً معادياً وزواله يفتح الفرصة لقيام علاقات جيدة مع مصر لذلك كان من الطبيعي أن يزور الرئيس مصر لإعلان تأييده للتغيير ولتمتين العلاقات مع الشقيقة وأتمنى أن يزور كل الدول التي حدث فيها التغيير مثل تونس التي كانت تُعادي السودان.
د. قطبي يتحدّث بعض الناس عن لماذا لم يطرح الرئيس قضية حلايب خلال زيارته؟
- هو يعتقد أن الوقت غير مناسب فالنقاش حول حلايب ليس مناسب الآن وهي يمكن أن تناقش في مستويات أخرى.
دكتور على ذكر ثورة التغيير ماذا عن التغيير الذي سيحدث في المؤتمر الوطني وهل صحيح أن الرئيس لن يترشح للرئاسة مرة أخرى أم أن هذا حديث للاستهلاك الإعلامي؟
- والله شوفي أحياناً تتملكك فكرة بأن هناك مشروعات لم تكتمل وأنك كرئيس يجب أن تبقى لإكمالها لكن البشير شخصياً ليس لديه هذا الإحساس وهذه الأفكار لكن البعض يعتقد أن البشير قد أنجز وأنه رئيس مقبول واستطاع أن يلم الجميع حوله فلماذا يذهب خاصة وأن الاستقرار يقتضي استقرار القيادة وهذا ما يجعل القبيلة تتمسك بقيادتها حتى لا يأتي أحد يغير في المفاهيم ويهدم الاستقرار.. وهذا يحدث أيضاً في الحكومات الملكية مثل بريطانيا التي تحافظ على النظام الملكي رغم أنه لا يحكم لكن عنده رمزية.. وكذا يحدث في الأنظمة الملكية العربية فهي تستمر لضمان الاستقرار.. وأنا أعتقد أنه في السودان لا تقتضي الضرورة بقاء عمر البشير لأن الوضع التاريخي كان يحتم بقائه في السلطة للمشكلة التي كانت قائمة في السودان.
هل ستحسم هذه القضية مؤسسات الحزب بسهولة أم أن هناك صقوراً وحمائم؟
- لا أظن أن تكون هناك مشكلة في عدم ترشيح البشير لدورة رئاسية ثانية فإذا رأيت الرئيس في اجتماعات المكتب القيادي ستُلاحظين الاختلاف فالوضع مختلف والبشير يجلس مع الناس أخو أخوان كما أن هناك مؤسسية في الحزب وهي الأفضل من بين الأحزاب الأخرى فالحزب ليس قبلي ولا أسري بالتالي الوضع المؤسسي سيساعد كثيراً جداً في تخطي المرحلة القادمة؟
- هل ستنتخبون رئيس شاب أم من القيادات الأخرى؟
- هل ترى البشير شاباً أم غير شاب؟
أنا من الذين يعتقدون أن البشير من المفترض أن يبقى.
لكن من سيأتي رئيس هل الأستاذ علي عثمان أم د.نافع أم من تتوقع في كرسي الرئاسة؟
- أعتقد أن الأستاذ علي عثمان من القيادات الشابة المؤدبة والعاقلة ومعتدل المزاج وتجربته طويلة في السياسة السودانية وهو من حيث تجربته في الحكومة والمعارضة جاهز لأن يأتي رئيساً وكل منهم ممكن يبقى رئيس منذ اليوم الأول.
ماذا عن جنوبيي المؤتمر الوطني ماذا تتوقع لهم؟
- القصة دي طويلة وكان من المفترض أن يمنح الجنوبيين «المعانا» مساحة كبيرة كحركة جنوبية لأنه عند ذهابهم للجنوب كأعضاء في حزب شمالي لا ينظر لهم كسياسيين جنوبيين نعم لابد لهم أن يتبنوا قضايا الجنوب كقياديين وسياسيين وجنوبيين حتى لا يتركوا للحركة الشعبية الحديث عن الجنوب منفردين فقد ظل جنوبيي المؤتمر الوطني يمثلون حكومة الشمال. النقاش الآن يدور حول دورهم في الجنوب فهناك من يعتقد أن دورهم انتهى بمجرد انفصال الجنوب.. هل يجب البحث عن دورهم ورسالتهم في المرحلة القادمة.
ألا يواجههم مصير ياسر عرمان في الشمال بعد عودته من الحركة الشعبية؟
- لا لن يواجههم مصير ياسر عرمان.. لأن ياسر عرمان قاتل ضد بلاده وضد وحدتها.. وهم لم «يعملوا» مثله فهم قاتلوا من أجل بلدهم ومن أجل وحدتها الشيء الثاني أن الانفصال ستظهر سلبياته والحركة الشعبية سيتخلى عنها العالم الغربي سبب الصراعات والمذابح التي تحدث في الجنوب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.