جلس حوالي 400 ألف طالب وطالبة لامتحان الشهادة السودانية «اسألوا الله معي أن يوفقهم» فقد سعوا للنجاح والتوفيق من الله.. فالنتيجة التي سيحصلون عليها سترسم ملامح مستقبلهم فمنهم من سيحصل على نسبة تدخله كلية الطب فيصبح طبيباً أو كلية الهندسة فيصبح مهندساً وهكذا.. المهم هذا الامتحان سيُحدّد مصير الجالسين.. وأظن أنّ غالبية هؤلاء الممتحنين قد تعرضّوا لضغوط كثيرة وكبيرة سواء من الأسر أو من المدارس حتى يتفوقوا فالنجاح في كثير من الأحيان لم يصبح الغاية بل التفوق.. ورغم أن الجميع يتمناه ويسعى إليه إلا أنّ التباهي أصبح سمة غالبة على الغاية الأساسية.. لذا نتمنى أن لا يتأثر الطلاب بجنوح أسرهم للبوبار وحتى الإذاعة والإعلان في المائة الأوائل لم يكن من أجل التفوق ولا الحصول على أعلى الدرجات من أجل الدخول لكلية مميزة وحكومية وغير مرهقة لجيوب الأسرة.. بالمناسبة قد يظن بعضكم أن مرحلة ما بعد الامتحان تقل أهمية عن الفترة التي سبقته.. لكن الواقع يكذب ذلك فالطالب يدخل في صراع اختيار رغباته الجامعية والأسرة تفرض رغباتها ويتكاتف المجتمع وبتطلعاته يخضع الطالب له ويضيع آماله وأحلامه.. ولقد لاحظوا أن الآمال والتطلعات قد اختلفت وأصبح للطب شركاء في الرغبات والأماني فعندما كنت حضوراً في احتفال روضة كلية التربية بتلاميذها كانت تُعلن عن أمنية كل منهم فمنهم من قال «طبيب- مهندس، شرطي، كاتب صحافي، معلم، أستاذ جامعة، طيّار» وغيرها من الأماني التي تنم عن اتّساع أعداد المتعلمين من الآباء والأمهات وبقية أفراد العائلة كما أن الفضائيات عنصر مهم لا يمكن تجاوزه.. ومن هنا نحن ندعو الأمهات والآباء.. لمساعدة أبنائهم على اختيار رغباتهم وتعزيزها بدلاً من الإصرار على رغبتهم كأسرة.. سادتي هناك جانب مهم جداً يجب أن ينتبه إليه الطلاب الممتحنون وهو التركيز للحصول على أعلى درجة ليتمكنوا من الدخول للجامعات الحكومية ذات الرسوم المقدور عليها من أصحاب الأسر المحدودة «نسبياً» ورغم أن هناك بعضها يبالغ في بعض المرات إلا أن الجامعات الحكومية «حنونة» وفي ظني أن هذا التفكير قد يجنب الطالب وأسرته مشاكل كثيرة يمكن أن تلازمه في السنين القادمة. وأخواني الممتحنين: جودوا أداءكم وقلوبنا معكم