قبل قمة الأحد.. كلوب يتحدث عن تطورات مشكلته مع صلاح    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة "محمد" عبدالفتاح البرهان في تركيا    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالفيديو.. الفنانة شهد أزهري تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد وتقدم وصلة رقص مثيرة خلال حفل خاص بالسعودية على أنغام (دقستي ليه يا بليدة)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    عيساوي: البيضة والحجر    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    العقاد والمسيح والحب    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي في حوار «المفاجآت والأسرار» «2-1»

طالب القيادي ونائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الشيخ إبراهيم السنوسي بإعطاء أهل دارفور إقليماً بسلطات ونائباً بسلطات، وليس «مساعد حلة»، بجانب إعطائهم حرية اختيار الولاة حتى يكون ذلك كافياً لإيقاف فكرة تقرير المصير. وقطع السنوسي بانهيار مشروعهم الإسلامي وعدم وجود أي أمل في إعادة توحيد الحركة الإسلامية مجدداً.. وقال السنوسي لا يستطيع أحد أن يتكهن بمستقبل السودان.. وأردف: أن كثيراً ممن في النظام أصبحوا يتحدثون عن رحيل الرئيس وبدأ الصراع في القمة بين قيادات المؤتمر الوطني في من يكون رئيساً ومن ذاك يكون نائباً.
دعنا أولاً نتعرف على مطالبكم هل هي إجراء إصلاحات أم تغيير للنظام؟
- أصبح لا مجال عندنا لإصلاح النظام لأننا قد استيأسنا كما استيأس كل الشعب السودان، لإطالة عمر النظام لعقدين من الزمان ولذلك لا سبيل للإصلاح، لأن الفساد في هذا النظام من رأسه إلى قدميه ولا سبيل «للترقيعات»، ولذلك لا بد من ذهابه كله ويتأسس نظام جديد ويبدأ الشعب السوداني مسيرة جديدة.
سياسياً إلى أي مدى أنت متفائل من جدوى المواجهات مع المؤتمر الوطني؟
-لا يمكن أن تتم غاية مثل التي نطلبها «بتغيير» وليس «بترقيع» إلا أن تكون هناك مواجهة وهذه سنة الله.. ومقاومة الباطل سنة الله في الأرض فمن أراد إصلاحاً لا بد أن يدفع ثمناً. ولأن النظام أغلق كل الأبواب التي كانت من قبل يمكن أن تقود إلى حوار وإصلاح «قبل أن يتطور ويطفح الكيل» لكن النظام حريص على التشبث بالسلطة والبقاء في الحكم، لذلك أصبح لا يجد الناس محطة في منتصف الطريق، و تصبح المواجهة أمر طبيعي «ومن كانت العليا همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب».
لكن يبدو أن أمر المواجهة لم يحسم بعد داخل أروقة المعارضة.. ولم يحدث حتى الآن أي تطور في موقفكم من المؤتمر الوطني؟
- صحيح النظام ما طال عمره وبقى في السلطة إلا بضعف المعارضة، وما استمر إلا لاستمراره في تشقيق المعارضة وإضعافها واتباع سياسة الترغيب والترهيب مما لا يجعل المعارضة تتفق أبداً، وهذه الحوارات التي تبدأ بين الفينة والأخرى بين النظام وبعض شرائح المعارضة هي بغرض تطويل بقائه في الحكم، ولكن هذه الشرائح التي تحاور ستصل في النهاية إلى طريق مسدود، وستعلم أن ليس من مصلحتها فقط وإنما من مصلحة البلاد كلها أن تفكك الحوار وتدخل في اصطفاف ضد النظام.
أُدرك أنك لست من أنصار الحوار مع المؤتمر الوطني ولكن هناك أحزاب ذات ثقل تحاوره، ألا تعتقد أن ذلك سيذهب بريحكم ويهدر مزيداً من وقتكم في من يحاور ومن يقاطع ومن يواجه؟
- صحيح سنهدر من وقت المعارضة، وبالنسبة لنا ذلك واضح تماماً، ولكن بعض الشرائح المعارضة ترى أنه يمكن أن يصل إلى حل مع النظام، وهي تعلم تماماً أن هذا النظام لا سبيل معه للحلول، ولكن حرصاً على أن لا ينشق الصف وأن يسير الجميع بنفس واحد وخطوات ملتحمة مع بعضها البعض، ولكن قطعاً لن يستمر الحال على تلك الوتيرة، فإذا رأت بعض الشرائح في المعارضة هذه الوتيرة وحوار المراوغة سيختلف الناس وكل سيتخذ سبيله في إسقاط النظام.
المعارضة متهمة بتقديم الشارع كصيد للحكومة وكبش فداء لها وتريد السلطة دون تضحية؟
- ولنقل ذلك.. المعارضة هي جزء من الشعب لو تقدمت المعارضة أو تقدم الشعب كلاهما جزء من جسم واحد، ولكن بطريقة أخرى نقول إن المعارضة هي القيادة للشعب، ولذلك ينبغي للقيادة أن تتقدم حتى يتبعها، ولكن إذا تأخرت المعارضة وفاتها الزمن قطعاً سيتخلى عنها الشعب وسيسبقها وحينها ستندم، و ليس في كل زمان ومكان بالضرورة أن تكون المعارضة هي المتقدمة للشعب لإسقاط الأنظمة، و في السوابق التي حدثت في الساحة العربية في بعض البلدان لم تكن هنالك أحزاب وإنما فجرها الشباب والطلاب، ولذلك يبدو أن الشعب يريد أن يعطي فرصة للمعارضة بأن تتقدم، وإذا سبقها ستندم يومها قيادة المعارضة على تخلفها عن الركب.
أبوجنزير أثبت أن المعارضة تمزح في زمن الجد، فقد غابت عن الميدان أحزاب متشددة ومتعجلة لإسقاط النظام؟
ما حدث في أبوجنزير ليس بالضرورة أن يعطي معنى أن المعارضة لم تكن جادة، وإنما أسباب كثيرة جداً أدت لما حدث منها الإعلان المسبق، إعلان مكان التجمع ووقته أعطى الحكومة الفرصة لأن تستعد استعداداً كاملاً، والحكومة الآن خائفة جداً لأنها تخشى مما حدث في ميدان التحرير وفي ميدان الياسمين، واحتاطت احتياطيات مبالغ فيها بما حشدته من شرطة ومن إجراءات قمعية لصدت الشعب، أيضاً عدم وجود ترتيبات فنية.. العمل بقيام ثورات ومظاهرات يحتاج إلى ترتيبات فنية متعددة، ونحن قطعاً متخصصون فيها.. الحركة الإسلامية منذ ترتيباتنا للمظاهرات التي قدناها في شعبان 1973م «مظاهرات شعبية عمت كل السودان»، بل إن تلك واحدة من الأسباب التي أوصلت الحركة الإسلامية إلى السلطة وزادت شعبيتها وقدرتها على إخراج المظاهرات، لم يكن ذلك في حسباننا، لأنه لم يكن هناك اتفاق كامل على إخراج جماهير المعارضة بل إن بعض فصائل المعارضة لم تكن مقتنعة بمبدأ الخروج والمواجهة وهي تريد الحوار.. وهذا لا يعني أن ليس للمعارضة جماهير بل إن الشعب السوداني الآن مهيأ تماماً للثورة ضد النظام لأن السخط واضح من أحاديث الناس في الشارع والمركبات العامه، لكن هذا السخط يحتاج تنظيماً بطريقة معينة ومفاجأة حتى نكمل مسيرة الغضب.. وهذا من اختصاصي و في تاريخي إخراج المظاهرات والمواجهات مع الأنظمة السابقة، ولذلك فلتكن تلك المرة الأولى التي لم ننجح، ولكن سنردها مرات ومرات وقطعاً سترى الحكومة يوماً من الأيام من المفاجآت التي ستقود قطعاً لإسقاطها.
إذن تعدون الآن مفاجآت للحكومة وتديرون أكيد حملة لإسقاطها لأنكم أكثر من تأذى منها؟
- قطعاً إذا أردنا أن نواجه النظام وإخراج المظاهرات فلن يكون تسريبها بهذه الصورة، ولنا تاريخ في ذلك، وأنا في مرات ضد النميري كنت قائداً لمسيرة أمان السودان وإخراج موكب عام 1973م عندما كنا نريد إسقاط الحزب الشيوعي وغيرها من المرات المشهورة جداً، وهناك مرات ومرات قادمات والحرب سجال وكر و فر.. ونحن نعرف كيف يخرج الشعب، حتى لو اقتصر ذلك علينا نحن في المؤتمر الشعبي، لأننا نحن اصحاب «الوجيعة» والضرر.
عفواً.. وحدها كوادركم تكفي لحرب مع الحكومة؟
- طبعاً إسقاط النظام ليس من السوابق التي حدثت في مصر وتونس، نحن لنا سوابق في السودان في ثورة أكتوبر 1964، وأنا حضرتها والانتفاضة1985، فكيف خرج الشعب؟! ليس بالضرورة أن يكون حزباً واحداً، ولكن إذا عرفت مكامن الضرر للنظام تستطيع أن تخرج الناس إلى الشارع، وتاريخ الحركة الإسلامية في السودان يقوم على ذلك.. وشعبيتنا وازدياد أعدادها نتيجة لمعرفتنا بكيفية إخراج الشارع وتحريك المظاهرات.
أحزاب معارضة تقول إنها مع تغيير النظام ولكن سلمياً وبطريقة سلسة وغير دموية، كيف لنا أن نفهم ذلك؟
- ما نقصد بالمواجهة هي تلك المظاهرات السلمية التي بدأت، ومظاهرة تونس لم تكن عنيفة وفي مصر كذلك.. الفكرة هي إخراج المظاهرات لتكون سلمية احتجاجية تعبر عن رأي الشعب وكذلك إذا لم تتركها الحكومة وإذا اتخذت من وسائل سيرد الشعب عليها بالمثل.. لكن المبدأ أن تخرج سلمية ستجد تأييداً ليس من الشعب، بل وعالمياً، لأنه الآن الجميع يتفقون على حتمية أن يعبِّر الشعب وله الحرية في ذلك، أما إذا بدأت عنيفة وبالتخريب قطعاً لن تجد تأييداًً لا من الداخل ولا من الخارج.
ماذا لو أبدى «الوطني» الرغبة في التفاوض حتى مع حزبكم وهل ستقدمون تنازلات إزاء طرحٍ كهذا؟
-لا نتحدث عن أي حوار مع هذا المؤتمر الوطني.. صولات وجولات قد سبقت، فهذا الحزب لا وفاء له ولا عهد له حتى إذا اتفقت معه، ثانياً لنا شروط من قبل حددتها الهيئة القيادية في الحزب، أولاً لا بد من إعطاء الشعب حريته ونشر الديمقراطية والالتزم بتهيئة المناخ الذي يمكن أن يجرى فيه الحوار وإطلاق سراح المعتقلين وإبداء حسن النوايا حول تحييد الأمن وتحييد أجهزة الإعلام التي تنفرد بها الحكومة، هذه مناخات لا بد من تهيأتها قبل أن يكون هناك حوار، ونحن سلفاً قررنا أن لا سبيل للحوار مع هذا النظام، أمثال الحوارات التي تدور مع فصائل المعارضة، وقد سبقها حوار مع حزب الأمة ماذا كانت نتيجته واتفاقيات ماذا كانت نتيجتها، وحوارات مع أحزاب أخرى.. نحن نرى أن الحوار معه قد انقضى وقته وانتفت وسائله وما بقى لنا نحن من صفات للحوار كيف لنا أن نحاور وإخوتنا محكوم عليهم بأكثر من خمسة عشر عاماً في السجن، والأمين العام معتقل، وحرب اقتصادية على كل السودان والشعب السوداني كله مسجون وكله يكتوي بنار الغلاء والفساد، وهو الآن يعلم أن النظام قد ملأه الفساد من رأسه إلى قدميه، وكيف ونحن بعد أن كشفنا كل عورات النظام والقساوة وعدم العدالة وما حدث في دارفور، كيف نذهب ونحاوره، لن يقبل منا الشعب ذلك ولذلك لا سبيل لمحاورته.
ولكن المؤتمر الوطني لا يري نفسه في موضع أزمة حتى يقدم هو التنازلات؟
- فيما قلت سابقاً لا بد من تقديم التنازلات، ونحن الآن في موضع المقهور المظلوم، حالنا الذي نحن فيه الآن إذا قبلناه فهو التنازل، سقفنا ليس تنازل، سقفنا المطلوب هو أن يتنازل النظام.. هو الذي لا بد أن يهيئ للحوار ولا بد أن يقدم التنازلات، سقفنا الأعلى للحوار تخلي هذا النظام عن السلطة أن يسلمها وليذهب.. أما إذا أراد من الأحزاب الأخرى أن تتنازل فهذا شأن الأحزاب.
تقصد إقصاءه حتى من انتخابات مقبلة كما حدث في تونس ومصر، عزل رموز النظام؟
حين يسلموا السلطة الأمر متروك بعد ذلك للشعب إما أن يقرر حينها حل المؤتمر الوطني كما حل الحزب الدستوري أو تركه، ولكن قطعاً هناك الكثير جداً من أجهزة النظام لا بد أن تذهب، لا بد من حل جهاز الأمن كما حل في تونس ومصر «جهاز القمع هذا»، مقدرات الشعب كلها قد أهدرها هذا النظام سفاهة وفساداً، عبث بأموال الشعب وسخَّر مؤسسات الدولة للحزب الحاكم ورموزه ولأفراد وعوائل الحزب الحاكم، لذلك لا سبيل لأن تتحدث عن ماذا يفعل الشعب فيها مع المؤتمر الوطني ورموزه، وشيء طبيعي إذا سقط هذا النظام أن يقف رموزه في المحاكم، وما حدث في السودان في ثورة أكتوبر سلم فيها العساكر السلطة مقابل أن لا يحاكموا، لكن في عهد نميري سقط النظام وحوكموا، وما حدث الآن في مصر وتونس حوكم أيضاً رموز النظام العسكريين الذين كانوا يقبعون في وزارات الداخلية والفاسدين الذين كانوا يحكمون ويسرقون أموال الشعب.
تفسيركم للتعقيدات التي أعقبت لقاء الوطني مع الأمة والاتحادي ولم تبرز نتائج حتى الآن؟
- قلت من قبل يريد بتلك الحوارات تشكيك المعارضة وإضعافها وفي الآخر المزيد من البقاء في السلطة وتمديد أجله.. وهو يرى أن هذين الحزبين الكبيرين يمكن أن يؤثرا في المعارضة أكثر من غيرهما، ولكنه يعلم أن الحكومة والحزب الحاكم لا تعلمان ما يعتمل في نفوس الشعب من معارضته واحتجاج على النظام.. وهذه الأحزاب الكبيرة لا تستطيع أن توقف غضب الشعب على النظام، ومن يعتقد ذلك فهذا واهم، ومؤكد أن هذه الأحزاب ستدرك يوماً ما أن لا سبيل للحوار مع هذا النظام، بل إن الحوار معه يفقدها شعبيتها، لذلك كثير من قواعد هذه الأحزاب التي تحاور وقطعاً من الشباب «تتململ» وهي غاضبة، وقطعاً ستخرج وليس من قواعد الأحزاب التي تحاور بل من قواعد الموتمر الوطني، الآن في جلسات الشباب التي عقدت مع رئيس الجمهورية ثار الطلاب والشباب على الرئيس وقالوا له: لا يستطيعون أن يقفوا مع المؤتمر الوطني أو يتحدثوا إلي الشعب لأن فساد النظام ورموزه لا يجعلهم يستطيعون الحديث مع الآخرين، ولا تستطيع أن تدافع عن المؤتمر الوطني وهذا الغبن الذي في القواعد سيطفو يوماً ما إلى السطح.
يتحدث المؤتمر الوطني عن إصلاحات وكشف للفساد ومحاسبة الجهات المسؤولة هل ذلك مواجهة صادقة مع الذات أم لتجنُّب الأسوأ؟
- كيف تقولين إن المؤتمر الوطني يتحدث عن الفساد وفساده من قمته إلى قاعدته، واللجنة التي كوِّنت الفساد في إعضائها الجدد، فكيف للفاسد أن يأتي بإصلاح!.. ليس هذه فحسب، النظام كله فاسد وما قلتِ عنه من إصلاحات يقوم بها يجب أن تكون بالتنازل عن السلطة وأن يتنحى الرئيس وأن يأخذ عبرة مما حدث
ل«بن علي وحسني مبارك والقذافي».. عليه أن يتنازل قبل أن يدمر البلد ويقتل أبناء شعبه، والتنازل يجب أن لا يكون جزيئاً، بل يتركون السلطة ويسلمونها لحكومة انتقالية تتولى أمر السودان، ولو فعل ذلك سيجد ترحيباً لأن تلك بداية الإصلاح الصحيح.. الشعب لا يقبل المؤتمر الوطني ويريد هو التمسك بالسلطة ورموزه تفسد، هل هذا إصلاح.. والغلاء سببه سياسات الحكومة السيئة غير المرشَّدة وليس الغلاء بسبب أن السودان ليس لديه موارد، تعلمين ما للسودان من موارد من قبل ومن بعد ومن بترول، لا يعرف الناس أين ذهبت موارده هل هي إصلاحات لرفع الغلاء أن تجعل «6» رغيفات بجنيه هذا وهم، في الوقت الذي تصرف فيه أموالاً بمئات الدولارات على أمن النظام، ولو صرفت على الشعب السوداني لحسَّنت أحواله، ولو أن الأموال التي تصرف على الدستوريين «74» وزيراً ومئات المستشارين والوزراء وآلاف من أعضاء البرلمان والمجالس الشعبية ومئات المحافظين ومن معهم من خدم وحشم.. لو صرفت هذه الأموال على التعليم لكفته ولو صرفت على الصحة لكفتها الناس لا تجد الشاش والأدوية، لا بد أن يذهب هذا النظام حتى تحول هذه الأموال إلى حياة الناس المعيشية.. حتى القذافي نفسه قال «أكَّلت الشعب الليبي في الوقت الذي كان يأكل منه الشعب السوداني من القمامة».. أصبحنا مسخرة، وفي بلد تدعي أنها بترولية تزيد المحروقات، في بلد تدعي أن لديها كم من مصانع السكر لا يستطيع المواطن شراء السكر، كل الأجهزة التنفيذية في الدولة لا يخرج منها قرار إلا وأخذوا العمولة فيه، ولم يوقع عطاء إلا وكانت العمولة فيه.. تحدث لي شخص أنه أتى إلى السودان لتقديم عطاءات لمباني، وكنا نتوقع أن تجادلنا الحكومة في تقليل قيمة العطاء، و تفاجأنا بزيادة قيمة العطاء لتأخذه عمولة!!
تكالب الأعداء حول الوطن يعتبره البعض إستراتيجية تستخدمونها في هذه المرحلة للإعجاز وتصفية ما علق من حسابات!
- طبعاً نريد إسقاط النظام هذا شعار أصبح بالنسبة لنا محبباً، و في سبيل إسقاطه نحرض كل فئات الشعب السوداني وليس ذلك سراً وإنما علناً ونعبئ كل الشعب السوداني للإطاحة بالنظام، وهذا أمر متاح لنا لأنهم سدوا كل الأبواب الأخرى.. والنظام يتبجج بأنه لم يأتِ عبر الشارع بالانتخابات وإنما جاء بالبندقية وما دُمنا جئنا بالبندقية فمن يستطيع حملها فليسقطنا.. وإذا كانوا يتبجحون بذلك وبيدهم البنادق والمسيل للدموع والقنابل، نحن لا سبيل لنا في مواجهة ذلك إلا أن نوحد كل صفوف الشعب السوداني ونعبئها ونحرضها بكل ما نمتلك من قوة الكلمة لمواجهة هذا النظام حتى يتم إسقاطه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.