هي ليست حاجة واحدة وانما حاجات وحاجات .. فالعالم من حولنا يزداد غرابة كل يوم والا مامعنى ان تستمر حمامات الدم في ( ساحل العاج ) لأن الرئيس السابق لايعترف بالرئيس الحالي رغم انه جاء بالانتخاب وتم الاعتراف به دوليا .. انها ( بلطجة ) من نوع محير لا تختلف كثيرا عن بلطجة الانظمة العربية التي تريد ابقاء الرؤساء رغم انف شعوبهم التي ظلت تهتف بسقوطهم وازاحة انظمتهم !! كما لا أفهم لماذا تصمت ( الجامعة العربية ) على نقل مهام الحظر الجوي على ليبيا الى حلف ( الناتو ) رغم انها تعهدت في اول مؤتمر صحفي لها بعد الاتفاق على تحويل الملف الليبي الى مجلس الامن بأن حلف شمال الاطلسي لن يسمح له ابدا بالتدخل العسكري .. وهاهو حلف ( الناتو ) يتسلم ذمام الامر في ليبيا دون ان يتفوه احد من الجامعة العربية .. او يبرر على الاقل لماذا لم يؤخذ بكلامها وتعهداتها .. وكأن مهمتها انتهت بتسليم الملف الى مجلس الامن .. نقول ذلك و نحن ندرك جيدا ان العالم كله تقريبا اصبح يتفق على ضرورة ايقاف تهديدات النظام الليبي ولم يعد يفرق كثيرا على يد من تكون نهاية هذا النظام .. التحالف او الناتو اوالعناية الالهية .. وهو سبب كاف ربما لصمت الجامعة العربية ولكنه لن يعفيها مستقبلا من تبرير ماحدث !! وبذات الغموض الذي يلف العالم مازلنا نتساءل عن اسباب ( الصمت الدولي ) ايذاء الانتهاكات الاسرائيلية الاخيرة بعد ان اعتقدنا ان العالم قد استيقظ ضميره وعاد اليه رشده وانحاز للقانون الدولي والشرعية الاممية بدليل وقوفه مع ثورات الشعوب العربية الاخيرة ومدافعته عن حقوقها المشروعة في الحرية و الكرامة والعدالة .. لكن الواضح ان اسرائيل ستظل للأسف خارج القانون وفوق المساءلة مهما ارتكبت من مذابح ومجاذر ومهما جنت في حق الشعوب من تشريد وسفك للدماء !! واللافت والمثير ايضا بين ضبابية المشهد السياسي حالات ( الطرد الدبلوماسي ) التي انتشرت مؤخرا بين دول الخليج وايران حيث قامت معظمها بطرد السفراء الايرانيين وهو ماتعاملت معه طهران بالمثل في اعقاب مناخات الاحتقان السياسي التي سادت المنطقة ومانتج عنها من احتجاجات وتظاهرات شعبية اتهمت دول الخليج في اعقابها ايران بالوقوف وراءها والعمل على اشعال الفتنة الطائفية .. والمسألة في مجملها تنذر بخطر كبير اذا ماتصاعدت لغة الاتهامات المتبادلة وتهدد فعليا امن واستقرار هذه المنطقة الاستراتيجية والحيوية وهو مايتطلب تحكيم المنطق ولغة العقل وتفويت الفرصة على سيناريو تصديع وتخريب وزعزعة السلام في المنطقة بدلا من الانجرار الى مواجهات جديدة ووقوع مالا تحمد عقباه !! ومن المضحكات المبكيات ماتناقلته الاخبار مؤخرا عن ان ( مازيمبي الكنغولي ) عرض (عشرة الاف دولار) رشوة لطاقم تحكيم مباراته مع ( سيمبا ) في بطولة دوري ابطال افريقيا لكرة القدم ولكن طاقم التحكيم رفض الرشوة وفضح الامر امام الرأي العام .. والقصة غير مدهشة من حيث كونها تتحدث عن استمرار مسلسل الرشاوي في الوسط الرياضي الافريقي .. حيث اصبحت الرشوة امرا مألوفا للأسف ولكنها غريبة من جانب مبلغ الرشوة نفسه الذي لايستحق ان يغامر حكم مباراة لبيع ضميره من اجله الا اذا كانت نفسه دنيئة وتقديراته طائشة .. ورغم ذلك هناك حالات اخرى تتحدث عن رشاوى كروية افريقية اقل من هذا المبلغ بكثير ويسيل لها لعاب بعض الحكام الافارقة .. نعني طبعا حكام كرة القدم الافارقة وليس حكام الشعوب الافارقة الذين لايجرؤ احد على اتهامهم بالفساد لأنهم فوق الشبهات ومايفعله اكثرهم من (نهب مصلح ) جرت عليه العادة وأقرته اعراف السياسة .. حيث مال الدولة هو مال الحاكم .. هل بعد هذا يمكن ان نتوقع حكام كرة افارقة يرفضون الرشاوى المقدمة لهم .. الا فيما ندر !! اما المدهش حقا هو ان تظل (بلجيكا ) بدون ( حكومة ) طوال الاشهر السابقة بسبب الخلاف الطائفي والسياسي .. ومع ذلك الامور هناك تسير بشكل طبيعي جدا .. وهذا ( النموذج البلجيكي ) يؤشر الى فرضية خيالية تقول بامكانية الاستغناء مستقبلا عن ( الحكومات ) طالما ان اوضاع الشعوب مستقرة وتحكمها الدساتير والقوانين .. انها طبعا حالة مؤقتة في بلجيكا ولكنها فريدة واستثنائية وتوضح ان ( الوعي ) و( التقدم ) و( احترام الحقوق والواجبات ) ضمانة دائمة للاستقرار سواء في ظل وجود اي حكومة او غيابها لسبب او اخر .. !! واخيرا اليس كارثيا ان يصل الخطر الاشعاعي في اليابان الى الماء والغذاء والهواء .. الايعني هذا امكانية اتساع دائرة الخطر وضرورة ان يتخذ العالم التحوطات والتدابير اللازمة بدلا من ممارسة الفرجة المجانية على الكارثة البيئية والانسانية والاعتقاد الخاطيء بأنه بعيد جغرافيا عن الخطر وكأن اليابان تقع في كوكب اخر غير الارض .. متى يفهم العالم ان نهاية اي مفاعل نووي لن تكون سلمية وان الانفجار ان لم يأت بأمر من البشر سيأتي بفرمان من الطبيعة .. ماحدث يستحق وقفة .. ومصير الترسانة النووية المكدسة والمخزنة يحتاج ايضا الى وقفة وبحث وحل !! ماوراء اللقطة : الاشياء المحيرة كثيرة ولكن اصبحت الغرابة جزءا من العادي والمألوف في ظل عدوى ( عدم الاكثراث ) التي تغلف الان قشرة الكرة الارضية .. وايضا في ظل اتساع ( طبقة الاوزون ) التي اثرت كثيرا على حاسة شم الخطر وضعف السمع للحقيقة وربما تدني ذائقة التأمل في هذا الكون الفسيح !!