أعلنت اللجنة التي شكلتها الحكومة لوضع تصور لإمكانية خصخصة هيئة الإمدادات الطبية رفضها التام لتنفيذ الخصخصة والإبقاء عليها كمؤسسة حكومية تعمل على توفير الأدوية الضرورية والمنقذة للحياة.. واعتقد أن الهيئة مؤسسة لا تحتمل الخصخصة لأنها تعمل في مجال توفير الأدوية الضرورية والمنقذة للحياة التي تحتاجها المستشفيات، وبالتالي هي ليست مؤسسة ربحية أو وكيلة لشركات ومصانع خارجية فمهمتها لا يمكن أن يستعاض عنها بأي كيان.. بالتالي لا يمكن عرضها للبيع، فمن سيشتري وماذا سيشتري.. إدارة داخل وزارة كل ما تملكه بنايات ومساحات واسعة من الأرض في أماكن إستراتيجية.. «والله حاجة غريبة».. نحن بدورنا نضم صوتنا لصوت اللجنة ونطالب برفع هيئة الإمدادات من قائمة الشركات التي يشملها قرار الخصخصة وليس الاستيراد الذي يكلف الدولة أموالاً طائلة.. فالتصنيع الوطني مهم جداً، كما أن هناك ثغرة أخرى يمكن أن يسدها التصنيع بالداخل وهي استيعاب كمية من الصيادلة ويعمل على تدريب الخريجين.. فهلا وعينا الدرس.. المهم سادتي وبعودة لقضية الإمدادات الطبية نؤكد على أهمية بقائها في جلباب الحكومة، بالإضافة لتنظيم عملها في التخصص الذي أنشئت من أجله وهو توفير الأدوية المنقذة للحياة والأمصال.. وفوق ذلك كله لابد من وضع صيغة جديدة للتعامل المادي معها خاصة وأنها مؤسسة حكومية تتعامل مع مؤسسات حكومية أخرى وكلاهما يتبعان لوزارتي الصحة والمالية، إذن القضية محلولة والربحية صفة غير ملازمة لهما.. وكنت قد فكرت في إمكانية التعامل بين تلك المؤسسات بنظام أشبه بتعامل البنوك وأن يكون الورق والمكاتبات هي المعتمدة وأن لا تدخل الأموال في العملية حتى لا تكون «خميرة عكننه» تضع المرضى بين مطرقتهم وسندان المستشفيات.. سادتي نحن ننتظر قرار مجلس الوزراء معكم.سادتي إذا كانت الحكومة تحاول الاتجاه نحو القطاع العام بالشعور واللاشعور فلماذا لا تفتح المجال لدخول شركات خاصة تعمل في مجال التصنيع الدوائي، فهذه الخطوة تعتبر الأفضل فإنها تعمل على تعزيز الأمن الدوائي فالصناعة تكفي البلاد شر الاستيراد وتحكم السوق الخارجي في أسعار الدواء، كما أنه يعمل على وفرة الدواء وبالتالي لن يلجأ أهل الصيدلة لفتح الاعتمادات، ويتحكم السوق الأسود في العملة الحرة.. سادتي لقد قام اتحاد الصيادلة بخطوة مهمة و هي تكريم وزير الصناعة، وفي ظني هذه رسالة بليغة خاصة وأن هناك تنبيه آخر وهو تكريم مدير وصاحب مصنع ايمافارما وهما رسالتان تحتاجان للوقوف عليهما.. أي اعتقد أنهم يريدون للدولة أن تنتبه لأهمية التصنيع الوطني ويريدون للصيادلة أن يتجهوا نحو التصنيع.