ظاهرة مخيفة بدأت تدق أبواب مجتمعاتنا، ليس من اليوم بل قبل عدة السنوات ألا وهي الواسطة وقبلية التوظيف، نحارب القبلية والعنصرية من جهة، ومن جهة أخرى نروج لها فعلياً.. يعني كلام الطير... ونقرأ على الملأ لا فرق بين عجمي ولا عربي إلا بالتقوى.. وفي ثوانٍ معدودة يطوي الصفحه قائلاً لأحد اقربائه (ما مشكلة حتى لو ما إتخرج هسي, نعينه وبعدين يتخرج بي راحته) في ظن منه أنه بيعمل الخير في أهله حتى لو ما بيستحق...اتقوا الله الواسطة والقبلية هي أكثر نواقيس الخطر التي بدأت تدق في هيكل التوظيف.. الطالب والطالبة بعد تخرجهم يدركون تماماً عدم فائدة تقديم شهاداتهم لأنه تحصيل حاصل ..إذ لم يكن لهم قريب مدير أو وزير قريب، أو جار مسئوول.. أو أن يكون الوزير الفلاني من نفس قبيلتهم والمدير الفلتكاني من نفس القبيلة أيضاً، هذا ليس كلام ولا كلام والسلام.. أنا أسرد ما هو على أرض الواقع وعلى عيون الاشهاد، التوظيف في وطني قبلي وواسطة رضينا أم أبينا.. التقديم للوظيفة تحصيل حاصل في الحالتين .. للمقبولين مسبقاً، يقدم طلبه لدواعٍ أمنيه وحركه في شكل: التقديم أولاً والواسطة تأتي لاحقاً، عشان تكون قدمت عادي زيك زي الباقين واللامقبولين مسبقاً: يقدم الطلب لدواعٍ أمنية برضو وحركة في شكل: قدم أولاً وسيرفض طلبك ثانياً، وشرف المحاولة يكفيك والله حرام ... واثباتاً لهذا الكلام ...فلتقوموا ياجهات المراقبة والمتابعة إذ كان لأمر التعيينات مراقبة أو متابعة أصلاً، وأنا لا أشك بل متأكدة أن الحبل متروك على الغارب في هكذا أمر احصروا البنوك والشركات والمؤسسات والوزارات.. ستجدوا أن أغلب الوظائف مشغولة بغير تخصصاتها.. وستجدوا أن وجه الشبه الوحيد هو نفس القبيلة للمدير العام أو الوزير العام أو الرئيس العام وستجدوا العجب العجاب.. ولا تتفاجأوا عندما تجدوا خريج هندسة يعمل في التسويق، وخريج إعلام في المحاسبة تارة وإعلام تارة أخرى، وخريج اقتصاد تجده مهندس تشغيل، وخريجة آداب تدير فرعاً كاملاً باصطاف متكامل من عتاولة الاقتصاد وصفوة المحاسبين ولا تفتح فاهك متفاجئاً، عندما تجد خريج دبلوم متفوق وظيفياً على خريج بكالريوس، وأن صاحب الماجستير مغمور لسبب أنه لا يقرب للمدير العام أو الوزير الفلاني اتقوا الله يجعل لكم مخرجاً في هولاء الشباب، ولماذا تبهركم ثورتهم.. فثورتهم ليست من فراغ، خافوا يوماً لا واسطة فيه وتلقون الله فلا واسطة ولا محسوبية ولا قبلية تنفعكم.. فثورتهم ليست من فراغ . بصراحه وبدون مجاملة اغلب الوظائف لا يشغلها ذوو التخصص وأهل الخبرة بصراحة.....فلتعيدوا النظر في تلك الأخطاء الجسام ولتكونوا ولاة أمر صادقين مع شعبكم، واذكرواقول رسول الله محمد (ص) في قوله لو فاطمه بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها..اتدرون لماذا نعاني ولا نجد المخارج لمعاناتنا...تقوى الله هي المخرج والدليل اتقوا الله في الشباب واحذروا يوم لا يرحمونكم فيه ولا يثنيهم إلا دحركم كما دحرتم سنوات عمرهم الجميلة وقمة عنفوانهم وعطائهم ..لحظه...لا تضطروا الشباب لرفع يافطة (عايزيين نشتغل يا كبييييييييييييييير) كما فعل أبناء شمال الوادي في يوم الدحر ذاك.