زارني خريج من معارفي وهو من أذكى الخريجين، و من أوائل دفعته، قلت خير إن شاء الله، قال جئت شاكياً همومي وأحزاني وإني أطلب المخرج من الله عز وجل.. كثير من أبناء دفعتي تعينوا ووجدوا وظائف في القطاع الحكومي وفي القطاع الخاص منهم من اشتغل في وظائف حساسة ومنهم من توظف في شركات الاتصالات، وكلما رأيتهم لابسين البدل الجديدة والكرفتات ورأيت العربات الحديثة ألعن حظي، وأصب جام غضبي على الواسطة والمحسوبية وعدم النظر إلى الكفاءات في إجراءات التوظيف وأن القوائم تأتي بالغنائم وقد فاز بها أصحاب العمائم. قلت: ابني أنا لا أبرر، ولكني أقول إن الأرزاق بيد الله وأن الغنى بيد الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. قلت: ابني هل تلتزم وتعمل بنصيحتي.. قال: ما جئتك إلاّ صادقاً في طلب المخرج والله على ما أقول شهيد. قلت: كيف إذاً صلاتك، قال: متقطعة قلت لم؟ قال: المثل يقول إذا كثرت عليك الهموم اتندل نوم. أخي القاريء علة هذا الخريج أنه ينوم ولا يصلي الصبح ولا يحضر وقت توزيع الأرزاق والبركة وإن الشيطان يعقد على أذن النائم ثلاث عقد ليمنعه من هذا الخير العظيم وإن من حضر «القسمة يقسم». ابني من فجر غد صلي صبحك حاضر وداوم على سورة الواقعة واذكر الأسماء التي يطلب بها الرزق مثل يا مغني يا رزاق يا وهاب يا باسط وغير من الأسماء. والح في دعائك وتيقن بسرعة الإجابة لعل الله عز وجل ينظر إليك بعين الرحمة فيبدل حالك من حال إلى أحسن حال ولا تقطع زيارتك لي فالمحبة في الله هي من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة. غاب عني فترة لا تقل عن الأربعين يوماً ثم جاء لزيارتي يلبس البدلة الجديدة والكرفتة ويركب عربة بسائق بمرافقة شاب صيني فرحبت بهم ومازحت الصيني فقلت له «ميهاو» قال هل تعرف الصيني، قلت له من منا لا يعرف الصيني دعاية إم. تي.إن حافظنها حرف حرف. أخبرني صاحبي الخريج أن الله عز وجل قد منّ عليه وأكرمه بوظيفة في شركة صينية تتاجر في الأجهزة الالكترونية وتدفع له بالدولار قلت مبروك أظن قد وجدت واسطة كبيرة. قال لا والله بعد ما التزمت بما أمرتني به وجدت إعلاناً بوظيفة وقد عينوني من أول مرة فالحمد لله الذي جعل لي مخرجاً ألحقني بركب أهل البدل الجديدة.. فإني والله قد وجدت ولن أفرط أبداً.. (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً) سورة الطلاق الآية «2».