قطع المنتخب الوطني الشاب خطوات بعيدة في سبيل الوصول إلى المبتغي ..وهو الظهور المنتظر بأولمبياد لندن صيف العام المقبل. تعادل إيجابي بهدف لكل طرف ..أقصى منتخبنا الشاب نظيره الغاني ..وأكدوا به نتيجة جولة الذهاب. والجميل في الأمر أن التأهل بدأ من خارج الأرض ..ولم يكن التعادل أمس الأول إلا تأكيداً على إنجاز الذهاب! تخطي المنتخب الشاب منتخبا محترما قادماً من دولة تعرف أن أساس كرة القدم هم الناشئون والشباب..وهذا تأكيد لجدارة شبابنا بالتأهل إلى دوري المجموعات. غانا دولة تعتبر من الدول المنتجة للاعبي كرة القدم ..وترفد الملاعب العالمية والقارية بأفضل اللاعبين، كما أن منتخباتها عادة تكون نتاج تدرج طبيعي من الصغر وحتى مستوى الفريق الأول! ولا تكف الكرة الغانية عن تقديم المواهب الفذة لكرة القدم العالمية ..وعادة ما يلمع أسم أو أسمين على مستوى الكرة العالمية! من قبل ذاع إسم عبيدي بيليه ..وصار من أفضل المواهب التي شاهدها عشاق كرة القدم على مستوى العالم. وبين عبيدي بيليه ..وحتى جيل إبنه إيوا ..والنجم الكبير أسامواه جيان ..الذي يقال أنه الآن هدف واضح لبايرن ميونخ الألماني ..تنشأ ألأجيال وتنمو مواهب! والمنتخبات الغانية في مراحلها السنية هي التي تحقق النتائج المذهلة ..حيث كثيرا ما سمعنا عن إنتصارات متلاحقة لشباب غانا ..وبطولات على مستوى العالم! حتى المنتخب الغاني الذي ظهر بمستوى متطور إبان فترة المونديال الأسمر بجنوب أفريقيا كانت بداياته الحقيقية بالجارة مصر عندما صعدوا منصبة التتويج كأبطال لأفريقيا على مستوى الفرق الشابة! وقطعا المنتخب الذي خسر أمام منتخبنا الشاب لن يتفرق هكذا ..إنما سيتم التدعيم اللازم..وستعالج الأخطاء ..ويبدأ إنطلاقة جديدة! إذن ماذا عن منتخبنا الشاب الذي أقصى الغاني ..وكيف تكون النظرة إلى أيامه المقبلة. الآن ننتظر من شبابنا الترقي إلى الأمام على حساب المنتخبات التي ستلعب بجوارها بمرحلة المجموعات ..وبعدها تكون هناك نظرة أخرى! وما يدخل السرور هو أن المجموعة الحالية ستخوض جولات إضافية ضمن مرحلة المجموعات ..فحتى وأن لم يتأهلوا إلى الاولمبياد ..لا قدر الله يكونوا قد نالوا قدرا طيبا من الخبرات! الطبيعي أن يكون التخطيط يرتكز على المحافظة على العناصر الحالية وتدعيمها تدريجيا من أدنى إلى أعلى، حتى يصلوا إلى مرحلة يتولون فيها مسئولية الدفاع عن ألوان المنتخب الأول خاصة وأن عناصره الأساسية الحالية يقف معظمها على مشارف الوداع! وأكثر ما نخشاه ..أن يهمل أفراد المنتخب الشاب ..تماما مثلما ضاعت علينا فرصة الإهتمام بمنتخب شاب ضاع بين ركام الأهمال وأعني المنتخب الذي ظهر بكأس العالم للناشئين بإيطاليا الذي تحول نجومه اليوم إلى مدربين ولم ينجزوا طوال سنوات عمره للسودان أي إنجاز بارز برغم أنه كان بإمكانهم فعل الكثير إن وجدو الأهتمام اللازم!