دكتورة عبير: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. ومشكورة جداً على المقالات التثقيفية الجميلة المفيدة، أنا أختك «أ.ج» لديّ ابن في سن المراهقة «19 سنة»، وهو مريض بالصرع وتنتابه النوبات لفترات متباعدة، وذلك بفضل المداومة على العلاج، لو تكرمتِ أن يكون موضوعك القادم عن التثقيف الصحي لمرض الصرع.. ووفقك الله وسدد خطاك؟ - الأخت العزيزة: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، حياك الله وأعانك وابنك على هذا الداء، وكتب له الله به الأجر الكثير على معاناته وصبره. الصرع هو من اضطرابات المخ المزمنة، ومن سماته النوبات المتكررة وهو حالة عصبية تحدث من وقت لآخر اختلالاً وقتياً في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ. وينشأ النشاط الكهربائي للمخ من ملايين الشحنات الكهربائية البسيطة من بين الخلايا العصبية من المخ، وأثناء انتشارها إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا الاختلال يحدث بسبب انطلاق شحنات كهربائية شاذة ومتقطعة لها تأثير كهربائي أقوى من تأثير الشحنات العادية، وهذه الشحنات تؤثر على وعي الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن وتسمى بالتشنجات الصرعية. ويمكن أن نتحدث عن الصرع عند التعرض لنوبتين أو أكثر، فعندما تستمر وتتكرر نوبات التشنج بدون وجود سبب عضوي ظاهر أو عندما يكون تأثير المرض الذي أدى إلى التشنج لا يمكن علاجه. نادراً ما ينشأ مرض الصرع عن أسباب وراثية، هناك أنماط معينة من حالات الصرع يمكن أن تكون وراثية أو غالباً ما يحدث نتيجة لخلل في الدماغ لأي سبب من الأسباب. هناك معلومة يجب أن تصل إلى الأذهان: وهي أن مرض الصرع لا ينتقل بالعدوى، إذ لا يمكن أن ينتقل إليك من أي مريض مصاب بالمرض. ü تصنيف مرض الصرع: تم تصنيف المرض على حسب التشنجات التي تحدث للمريض إلى: «8» نوبات جزئية، «12» نوبة عامة. كما يقسم كل نوع من الفئات إلى فئات فرعية كثيرة، وتختلف هذه النوبات في درجة تكرارها ونوع الإصابة بها اختلافاً واسعاً من شخص لآخر. يمثل الصرع الجزئي 70% من الحالات، وهنا يكون التزايد في التفريغ الكهربي في المخ محدداً بمنطقة واحدة، ومن ثم فإن الأعراض تتغير بتغير المنطقة المصابة من المخ.. وهناك نوعان منها: 1. نوبة صرع جزئي بسيطة. 2. نوبة صرع جزئي معقدة، ويمكن أن تتحول إلى نوبة الصرع العامة. يمثل الصرع العام 30% من الحالات، وهنا يكون المخ كله متأثراً بالنوبة. ü السؤال الذي يفرض نفسه: هل أي شخص معرض للإصابة بمرض الصرع، وما هي العوامل المؤدية إلى الإصابة به؟ - ليس هناك سبب معروف للإصابة بمرض الصرع في حوالي 7-10% من الحالات. - لكن البقية المصابة ترجع إصابتها لأسباب متعلقة بالضرر الذي يحدث للمخ لأسباب معروفة «صرع ثانوي»، مثل نقص الأوكسجين والتعرض لكسر أو رضوض في الجمجمة أو سكتة دماغية أو عدوى في الدماغ مثل التهاب السحايا، التهاب المخ، الوزمة الدماغية والأكياس في الدماغ والأورام الدماغية ومرض الإيدز والسيلان وبعض الأدوية والكحول. - دائماً ينظر للصرع على أنه من أمراض الطفولة، ولكن من الممكن أن يحدث في أي سن من سنين العمر وخاصة الطفولة وسن المراهقة، وهناك سن أيضاً يحدث فيها الصرع وهي سن ما بعد الستين عاماً نتيجة الأمراض الدماغية الوعائية. ü هناك خلط شائع بين الناس ألا وهو: التشنج والصرع، وهل يمكن أن تحدث مثل هذه النوبات لشخص لا يعاني من الصرع؟ - التشنج هو أحد أعراض مرض الصرع، وحدوث نوبة تشنج واحدة في شخص ما.. لا تعني بالضرورة أن هذا الشخص يعاني من الصرع، فمثلاً ارتفاع درجة الحرارة أو نقص الأوكسجين وعوامل أخرى يمكن أن تؤدي إلى حدوث نوبة تشنج واحدة. - أما الصرع فهو مرض دائم وتحدث به نوبات متكررة من التشنج، وهو حالة مزمنة لنوبات متكررة غير مستثارة، أما النوبات المستثارة مثل المخدرات والكحول ليست صرعية، ولكن الأحداث المتعلقة بها أحداث نوبات حقيقية. - والفرق بين النوبات الصرعية وغير الصرعية من حيث عدم توفر الدليل على وجود نشاط كهربائي غير طبيعي في المخ بعد النوبة، وكذلك من حيث عدم حدوثها بشكل متكرر، ومن أمثلة النوبات غير الصرعية: انخفاض نسبة السكر في الدم- نزيف أو جلطة المخ.