(دعا والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر وزارة الصحة الولائية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة في إدارة المستشفيات، إضافة إلى استمرار التفاكر مع الجامعات حول الشراكة، حيث إن الورشة التي أقيمت أمس حول الشراكة بين وزارة الصحة بالخرطوم والجامعات كشفت عن عدم التزام الجامعات بميزانية الفصل الثاني بالمستشفيات والعقود الموقعة معها، إضافة إلى عدم توفر التخصصات النادرة)، ونحن بدورنا نقول إن هذه الشراكة فاشلة وإن الورشة كان يجب أن توصي بوقف تلك الشراكة التي أرهقت مستشفيات الخرطوم وجعلتها في أحيان كثيرة مبانٍ بدون خدمات.. فإذا كانت واحدة من أولويات الاتفاق توفير الأطباء ذوي التخصصات النادرة ولم تفعل، فماذا تنتظر وزارة الصحة من تلك الجامعات.. فمن المعروف أن كل جامعة تضم في(اصطافها) أطباء متخصصين في تخصصات نادرة لا تستطيع الوزارة الاتحادية توفيرهم، فلماذا التمسك بها.. خاصة وأنها لم تلتزم بالفصل الثاني أيضاً.. سادتي القضية واضحة ولا تحتاج لطول عناء، بل ولا تحتاج للورشة التي عقدت أصلاً، لكن يمكن أن نقول إن الوزارة أرادت أن يطمئن قلبها على أن قرارها بأيلولة المستشفيات الولائية للجامعات، لم يكن موفقاً وأن عليها الآن أن تخلع القناع الذي تلبسه لتجامل به الجامعات ومديريها، فالصحة لا تحتمل المجاملات ولا التسويف.. وعلى الوزارة أن تعترف بأن القرار لم يكن صحيحاً وأن عليها إلغاء العقودات حتى وإن كانت تحمل شروطاً جزائية.قبل انعقاد هذه الورشة قامت السيدة وزيرة الصحة إقبال أحمد البشير بطواف على بعض المستشفيات التي تديرها الجامعات ورأت بعيني رأسها ما وصلت إليه تلك المستشفيات، وأصدرت قرارات مهمة وتحذيرات لإدارات تلك المستشفيات بعد أن سمعت من العاملين فيها ما لم تكن تتخيله.. وفي ظني أن هذه الجامعات إذا أرادت أن تدرب طلابها في هذه المستشفيات فلن تمانع الحكومة، لكن أن توكل إليها الإدارة، فهذا أمر غير مقبول وقد أثبت فشله.المهم سادتي عندما أصدر رئيس الجمهورية في احتفال بمستشفى الخرطوم، قراراً بأيلولة المستشفيات الاتحادية للولاية اعترضنا وقلنا إن ولاية الخرطوم لم تستطع إدارة مستشفياتها وحملتها بطوعها واعطت إدارتها للجامعات ووقفت تتفرج، وقلنا كيف للولاية أن تدير مستشفى اتحادياً إذا كانت لا تستطيع إدارة مستشفى ولائي.وبالمناسبة اعتراضنا ما زال قائماً ونتمنى أن تحتفظ وزارة الصحة الاتحادية بالمستشفيات، فالأيلولة للولاية جريمة لن يغفرها التاريخ.. لأن الوزارة بدون مستشفيات لن يكون لديها عمل بعد ذلك ويجب أن تغلق أبوابها، لأن حتى دور الإشراف سيكون غائباً عنها.. والشواهد كثيرة على ذلك والكل يعلمها جيداً.