الانتظار.. الجميع يعلم أن الانتظار ممل.. ودائماً ما تحدث المشاجرات بين الناس.. في (انتظرتك وإنت ما جيت) أو (اتأخرت مالك؟).. فالانتظار والترقب من أكثر الحالات النفسية صعوبة على قلب البشر... إلا قلبها.. مسافات بعيدة تفصلها عنه.. ولكنها تقربها بالصبر... بعيد عنها وهي تنتظر.. وتعلم أنه يتلهف للرجوع.. قلبها ينادي في صمت.. لقد طال الانتظار.. وقلبه يرد في حنين.. (والله ما مني).. وتعلم هي أنه لا يكذب.. ويعلم هو أنها تحبه. والحياة قاسية.. مد وجذر في الأحداث وقلبها لا يحتمل.. كثر الحديث.. وتكاثرت الانفعالات.. ولا تزال صامدة.. وقلبها يئن.. من الحنين.. والانتظار.. والترقب.. والوعود.. وهو بعيد قليل الحيلة.. يتمنى لو أن القمر قريب منه.. فيهمس له.. ليهديء من روع قلبها.. وتتمنى هي.. يرن الهاتف.. وتبهج روحها.. ويتحدثان عن كل شيء.. وتحكي له.. ويسمع لها.. يحكي لها.. وتسمع له.. لوحة رائعة بعيدة عن اللوم والعتاب وإحساس التأنيب.. فهي تعرف أنه لو كان يستطيع لما طال انتظارها.. وهو يعلم أنها لن تقول .. يجيب عليها دون أن تسأل.. جميل هو الحب.. والأجمل في الحب.. أن تثق في حبك.. ويطمئن قلبك.. فهو لا يعرف المسافات.. ولا يعترف بالأيام والسنوات.. فالحب الحقيقي (بيعيش يا حبيبي) فمهما بعدنا وطالت مسافات الفراق.. لابد أن يأتي يوم ترتاح فيه الأعماق... وتهدأ فيه الأفكار.. وتستقر الأمور0 فلك مني عزيزتي كل التحايا على هذا الصبر الجميل.. وهذا الإحساس النبيل.. فالخلود ليس من صفات البشر.. ولكن لأفعالهم.. فالروح تذوي وتموتك.. ولكن يبقى التاريخ.. الإخلاص والوفاء.. والصبر والعطاء.. من أجل مبدأ.. أجمل ما في الحب، بل أجمل ما في كل العلاقات الإنسانية.. فالتحية لقلبك الصابر.. ولأحاسيسك الصادقة.. والتحية لمن يقدر هذا الحب. أَدْرِي بأَنّكَ ِفي البَعِيدْ.. أَدْرِي أَنَّ مَسَافَةً كالطُودِ تَفْصِلُ بَينَنَا وَهماً وهَوَى شَرِيدْ أَدْرِي ِبأَنَّ الزَّاهِرَاتِ إِذَا انْتَشَتْ عِطْراً عَلىَ الآفَاقِ ضَاعَتْ والوُرودْ مَا َلامَسَتْ كَفَّيكَ َلا لاحَتْ مَلامِحُكَ الوَضِيئَاتُ السمَاتِ لَهاَ فَأَعْيَاهَا القُعُودْ أَدْرِي بِأَنَّ الشَّمْسَ حِيَن تُضِيء َلْم تَرََ وَجْهَكَ المَسْكُونَ باِلسِّحْرِ الفَرِيدْ أَدْرِي بِأَنَّ البَابَ حِيَن يَدُقّ مَاَ أَنْتَ الذِي فِيهِ وَلَكِنْ يَا سَنَا القَلْبِ العَمِيدْ مَا دَقَّ بَابَاً طَارِقٌ ِإَّلا وَدَقَّ تَوَجُّسَاً وَتَرَقُّباً وَتَوَتُّراً وَأَناَ أُتَمْتِمُ.. يَا أَيُّهَا القَلْبُ اتَّئِدْ فَغَداً يَعُودْ (روضة الحاج)