أتصور أن طاغية ليبيا معمر ألقذافي ( قاتله الله )، يعاني هذه الأيام الساخنة من ارتفاع حاد في ضغط الدم ، خصوصا وان الثوار وقوات الأممالمتحدة يضيقون عليه الخناق ، تذكرت حكاية معاناة ألقذافي من ضغط الدم المرتفع حينما سألني صاحبي، كيف دمك يا زول، ولأن العبد لله من ذوات الدم البارد تركته يبرطم، لكن اكتشفت أن الرجل ( تنح ) من الدرجة الأولى ويلح في السؤال عن دمي، قلت وإنا أضغط على أسناني ( دمي يلطش خلاص عاجبك كده )، لكن الرجل انفجر ضاحكا وسألني أن كنت أعاني من ضغط الدم خصوصا وأن ظروف العمل تجعل الإنسان يجلس على صفيح ساخن لأكثر من عشر ساعات، كما أن المعلومات الطبية تشير إلى أن الأجناس السوداء والسمراء ( مش فارقه ) يعاني أفرادها من أعراض ضغط الدم أكثر من غيرهم ، والمقصود هنا طبعا الشعوب البيضاء والصفراء، المهم أخبرت السائل ألتنح إنني أخاف من طرق عيادات الأطباء ، لذا لا اعرف إن كنت مصابا بالضغط من عدمه ، وبعد تلك المحادثة الدموية بأيام راجعت المستشفى السعودي الألماني في جدة لانجاز بعض المعاملات ومن سوء حظي صادفني صاحبي الجميل صديق الأمين المحاسب في قسم حسابات الشركات في هذا المرفق الطبي ، وصاحبي هذا يعرف تماما إنني اكره الأطباء وأقيم متاريس من الصمت بيني وبينهم ، أذكر أن الوقت كان ذات صباح شتوي والمستشفى يتثاءب ويحاول إزالة بقايا نعاس من جفون ردهاته ، الرجل دعاني أن انتهز الفرصة وافحص مستوى ضغط الدم والسكري والكلسترول واجري عملية تخطيط للقلب لحظتها حاولت التملص بحجة التأخير عن العمل ، وأبلغت الرجل عن خوفي أن تكشف الفحوصات علة مختفية ويعيش العبد لله في ( حيص بيص ) لكن ، في النهاية رضخت لنصيحة صاحبي وانتقل معي من عيادة إلى عيادة ، وبدأت الجولة بعيادة الكشف عن السكري وبعدها الكشف عن ضغط الدم ، وأخيرا عملية تخطيط القلب ، وفي النهاية دعاني إلى ضرورة العودة مرة أخرى للكشف عن مستوى الكلسترول بنوعيه في الدم ، لكن أطلقت سيقاني للريح ولسان حالي يردد ( تاني شوفة الخريف للريف ) ، وطبعا من ناحية النتائج (أمسكوا الخشب ) وخلوا الطابق مستور ، حكاية خوفي من الأطباء تذكرني بسيدة سودانية ابلغها الطبيب أنها بحاجة إلى عملية إلى إزالة المياه البيضاء عن عينيها وحينما سمعت المرأة ، أن الحكاية فيها بنج وعملية جراحية ، أبلغت ابنها أنها أصبحت ترى أكثر من زرقاء أليمامه وأمسكت صحيفة وبدأت تقرأ عليه بعض الصفحات ، المهم يا جماعة الخير خلونا من الضغط وسكري الدم ، ودعونا نسأل أنفسنا لماذا جميع الحكام العرب بدون فرز ( ناس دمهم يلطش ) ؟ سؤال عويص ، لكن الإجابة بسيطة جدا لأنهم يضغطون على مواطنيهم ويمصون دماءهم ويرفضون التنحي عن الحكم حينما تفور دماء الشعوب، الشواهد على ذلك كثيرة والكلام ليك يا المنطط عينك .