في يوم 13فبراير عام 1841م الموافق 21من ذي القعده 1256ه أصدر (الباب العالي) من الأستانة (الفرمان) التالي :- (لوزيري محمد علي باشا والي مصر المعهودة إليه مجَّدداً ولاية مقاطعات نوبيا والدارفور وكوردفان وسنار. إن سدتنا الملوكية كما توضح في فرماننا السابق قد ثبتتكم على ولاية مصر بطريقة التوارث بشروط معلومة وحدود معينة وقد قلدتكم فضلاً عن ولاية مصر ولاية مقاطعات النوبة والدارفور وكوردفان وسنار وجميع توابعها وملحقاتها الخارجة عن حدود مصر ولكن بغير حق التوارث فبقوة الإختيار والحكمة التي إمتزتم بها تقومون بإدارة هاته المقاطعات وترتيب شئونها بما يوافق عدالتنا وتوفير الأسباب الآيلة لسعادة الأهلين وترسلون في كل سنة قائمة إلى بابنا العالي حاوية بيان الأيرادات السنوية جميعها) - إنتهى. { وبعد مضي ربع قرن من الزمان وبتاريخ 27مايو 1866م الموافق 12محرم 1283ه . صدر الفرمان التالي لسمو إسماعيل باشا خديوي مصر :- جاء فيه:- (وحيث إن مصر هي مقاطعة من مقاطعات مملكتي الأكثر أهمية وحيث إنك مابرحت تبرهن حتى الآن على أمانتك وخلوصك نحو ذاتي الملوكية. ولما كان مرادي أن أظهر لك بنوع سني ساطع عظم ثقتي التامة بك قررت بناء على هذا جميعه أن تنتقل ولاية مصر من الآن فصاعداً مع ما هو تابع إليها من الأراضي وكامل ملحقاتها وقائمقامتي سواكن ومصوع إلي أكبر أولادك.. الخ) وهكذا أصبح والي مصر(الألباني الجنسية) بأمر الباب العالي السلطان العثماني(التركي الجنسية) حاكماً على النوبة وكردفان ودارفور وسنار ثمَّ سواكن ومصوع (السودانية الجنسية). ثم أعقب ذلك إحتلال بريطانيا لمصر في عام 1882م، ومنذ ذلك التاريخ بدأ التدخل البريطاني في السودان تبعا لاحتلال مصر ، وجرت أحداث كان في طليعتها ثورة المهدي التى احتلت جيوشها الخرطوم في عام 1885م ، فانتهزت الحكومة البريطانية هذه الأحداث فرصة فرضت فيها على مصر إخلاء السودان ، ورفض شريف باشا رئيس وزراء مصر إخلاءه ، وقدم إستقالة مسببة سجل فيها حق مصر في السودان وأن بريطانيا تمنعه من حكم البلاد طبقاً للدستور. وتولى الوزارة نوبار باشا فنفذ للإنجليز ما طلبوه وقرر إخلاء السودان وبعد أن تم هذا الإخلاء بدأت الدول الإجنبية تتطلع إلى السودان فأوجست بريطانيا خيفة من ذلك ، وأوعزت إلى الحكومة المصريه أن تعد حملة لاسترداده حتى تدرأ عنه مطامع الدول. وفي عام 1856م أعدت هذه الحملة ولما كللت بالنجاح أرادت إنجلترا أن تثبت مركزها في ذلك الإقليم، فأملت على بطرس غالي باشا إتفاقيتي سنة 1899م التي احتفظت بريطانيا فيها بجميع مزايا السيادة الفعلية ، وأبقت لمصر فيها الأسم. وفي 18ديسمبر سنة 1914م أعلنت إنجلترا الحماية على مصر فامتدت هذه الحماية تبعا لذلك الى السودان ، وتنازلت تركيا عن سيادتها على مصر والسودان في معاهدة لوزان التي أبرمت في عام 1922م اعتبارا من 5نوفمبر سنة 1914م . وفي عام 28فبراير سنة 1922م أعلنت بريطانيا إلغاء الحماية على مصر، وإحتفظت بمسألة السودان. حتى إذا اغتيل سردار الجيش المصري سير لي ستاك في 21نوفمبر سنة 1924م ، انتهزت بريطانيا هذه الفرصة فأخلت السودان من الجيش المصري. وظل منذ ذلك الحين موضع أخذ ورد ومفاوضات حتى عقدت معاهدة سنة 1936م. فنصت المادة الحادية عشرة من المعاهدة على أن إدارة السودان تستمر مستمدة من إتفاقيتي 19يناير و10يوليو سنة 1899م وأعيدت القوات المصرية إلى السودان. هذا الذي أوردناه ملخص لما صدر عن رئاسة الوزراء المصرية في ماسُمي (بالكتاب الأخضر) تحت عنوان السودان من 13/2/1841م الي 12/2/1953م وذلك على إثر الأتفاق الذي وقع بين الحكومتين المصرية والبريطانية بشأن السودان في 12/فبراير 1953م وطبع بالمطبعة الأميرية بالقاهرة.. وللحديث بقايا لا بقية.. وهذا هو المفروض