* (ومن نكد الدنيا على (الحر) أن يرى عدواً له ما من صداقته بُدُّ).. * والحرية هنا مطلقة ولا تشير إلى أي إستعلاءٍ عِرْقي.. أو تمييز عنصري.. وما من «عدو» سياسي أمقت إلى قلوب السودانيين «الأحرار» من الشيوعيين المتعصبين للنظرية الماركسية الملحدة القائلة بأنَّ الدين أفيون الشعوب.. وأنَّ الحياة مادة.. وإنْ تنصل منها البعض أو حاولوا تبعيضها «كأن يؤمنوا ببعض الكتاب ويكفروا ببعض» لأن «التوم ريحته واحدة» وإن كان بعض الشيوعيين يصلُّون كما نصلي.. ويصومون كما نصوم.. ويتمركسون ولا نتمركس.. ومن أحب الأشياء إلى نفس الشيوعيين أن يختفي الدين من الحياة العامة ويبقى في حدود ممارسة العبادات بصورة فردية. هذا إن دعت الضرورة ولا بأس به في شئون الأسرة كنوع من العادات والتقاليد التراثية أو الفلكلور الشعبي.. ومامن نفاق سياسي أوضح وأفضح من أن يقوم الشيوعيون بإصلاح ذات البين ما بين الإسلاميين قلباً وقالباً ليزيدوا من قوة دفع المشروع الحضاري للمؤتمر الشعبي.. والنهج الإسلامي لحزب الأمة.. ويجمعوا بين «الإمام والشيخ» في دارهم «وتَزْلِفْ» هالة عبد الحليم بالطلاق.. وبعظمة ماركس ولينين.. على الشيخين الجليلين اللِّذَين قاربا الثمانين من عمريهما.. لتعود المياه إلى مجاريها بين الصهرين المتخاصمين.. فلو أن هذا الدور قامت به السيدة مريم الصادق لقلنا من الطبيعي أن تصلح الدكتورة ما بين أبيها وزوج عمتها ما فيها حاجة.. ثمَّ إن كريمة الإمام ناشطة سياسية شاطرة تستثمر المواقف حتى كسر يدها أصبح له ذكرى سنوية وفي الإصلاح بين القطبين الإسلامييَّن خيرٌ للأسرة وللحزب وللوطن.. ولو كانت هالة «مُحجَّبة» لوجدنا مبرراً إذا كشفت عن شعر رأسها بين الرجلين فأغمدا سيفيهما!! مثلما كان العرف في الزمان الغابر عند نساء شرق السودان إذا ما إحتدم القتال بين فئتين تعمد النسوة إلى كشف شعورهن في ساحة القتال فتضع كل فئة سلاحها.. وتلبس الكاشفة مقنعها.. ومن هنا جاءت كلمة «يامُقْنَعْ الكاشفات.. الليلة حوبتك جات» .. وهذا تقليد نبيل ينال به من إستجاب له الشكر.. وقد إستحق شيخا الإسلام المهدي والترابي لقب «مُقْنَع الكاشفات» مع أن هالة عبد الحليم ما «مَقنَّعة» ولا مُقنعة.. لكن نعمل شنو؟ آدي الله وآدي حكمته.. ويضع سِرُّو في أضعف خلقه.. * إستضافتني قناة الشروق في برنامجها «المحطة الوسطى» للتعليق على الحملة الإنتخابية للمرشَّح الرئاسي في الإنتخابات المصرية «توفيق عكاشة» صاحب قناة الفراعين والذي يؤسس لحملته بالقول بأنَّه لا يعترف بدولة إسمها السودان.. ولا بالرئيس السوداني.. وقد قالت عنه بعض الصحف «عندنا وعندهم» بأنَّه معتوه.. وقد كتبت عن هذا الموضوع في هذه المساحة تحت عنوان «هذا المصري ليس معتوهاً» ودللت على أنَّ كثيراً من النخب المصرية ترى رأيه.. وأنه لم يزد على أنه فكَّر في الأمر بصوت مسموع.. وتمنيت أن لو كان لي الحق في التصويت في الإنتخابات المصرية إذن لأدليت بصوتي لصالح «عكاشة» المذيع المغمور والسياسي الإنتهازي.. ولقدتُ حملة إعلامية تقول «إنتخبوا هذا الرجل» لنرى كيف يتمكن من تنفيذ وعوده الإنتخابية بإعادة «إحتلال السودان» الأمر الذي ظل يمثل أشواق المصريين منذ صدور الفرمان السلطاني المؤرخ في 13/2/1841م الموافق 21 من ذي العقده 1256هجرية بتقليد محمد على باشا ولاية مقاطعات «النوبة والدارفور وكوردوفان» وسنار وجميع توابعها وملحقاتها «الخارجة عن حدود مصر.. ولكن بغير حق التوارث» وإرسال قائمة سنوية إلى الباب العالي حاوية بيان الإيرادات السنوية جميعها.. وفي الفرمان السلطاني الثاني يقول «تنتقل ولاية مصر من الآن فصاعداً مع ما هو تابعٌ إليها من الأراضي وكامل ملحقاتها وقائمقامتي سواكن ومصوَّع إلى أكبر أولادك.. وحتى إقامة المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر بالسودان وما تبع ذلك بعد هزيمة فريق مصر من إهانات وسب وتجريح من قبل الإعلام والفنانين المصريين لبلادنا وتحقيرها ورميها بكل منقصة.. وكانوا في جملتهم من المثقفين والسياسيين.. فكان يومٌ أخرج الله فيه أضغانهم.. مع أن أحداً لم يُصَب أو يُقتل.. لكنه الإستعلاء وعقلية الباشوات تجاه الخدم والمرمطونات والبوابين.. ونحن نقابل كل ذلك «بالطيبة» وهي اسم الدلع «للعبط».. * أنا أحب مصر لكنني أحب السودان أكثر وأكثر.. ولي أهل في مصر لكن أهلي في السودان أحب وأقرب.. ولا أنكر أفضال مصر علينا في التعليم والثقافة والعلاج ولا أنسى تغوُّل مصر على أرضنا في حلايب وشلاتين وأبورماد ونتوء وادي حلفا ووسط العاصمة الخرطوم.. وأتذكر بأنَّ الحريات الأربع يلتزم بها السودان ولاتلتزم بها مصر.. وأن منطقة «التكامل» في حلايب تستأثر بها مصر وحدها. وإن بروتكولات التجارة بين البلدين تصدر لمصر اللحوم حية ومذبوحة وتبادلها بالصناعات البلاستيكية أواني منزلية وحُصُر!! وألمونيوم مغشوش.. وأحفظ عن ظهر قلب الأكلشيهات الدبلوماسية التي تتحدث عن العلاقات الأزلية.. ووحدة التاريخ والجغرافيا.. والعمق الإستراتيجي .. والسقيا من نيل واحد.. وهي جعجعة بلا طحن.. ولا طحنية!! ثمَّ إنني لا أجد لمقالي هذا عنواناً غير عنوان مسرحية عبد المنعم مدبولي «هالة حبيبتي» لأحيَّ به هالة «حقتنا» لأنها طلعت أرجل من رجال كُتار وكُبار.. حقو يدلعوها ويقولوا ليها يا زكريا. وهذا هو المفروض