قبل أيام قليلة أصدر السيد الصادق المهدي، إمام الأنصار، ورئيس حزب الأمة القومي بياناً مهماً، أعلن فيه أن أبواب حزبه مفتوحة أمام الذين خرجوا منه، وأن عضويتهم ما زالت قائمة. حقيقة ما حدث، أو ما جاء في البيان الذي نشرته كل الصحف كان مؤثراً ينم عن ذكاء سياسي وأفق فكري رحب ومتسع وروح متسامحة، الآن إذا عاد «الخارجون» أو «الخوارج» من حزب الأمة، أو بقوا في تكاياهم الفرعية، التي تفيأوا ظلالها في هجير العمل السياسي والعام.. فإن الرجل - السيد الصادق- قام بالواجب الذي يقتضيه موقعه الحزبي، أو مسؤلياته الطائفية، لأنه قام بما يجب أن يقوم به الكبار في أحزابنا ومؤسساتنا السياسية.. وليت دعوته تجد استجابة، وأن يتعامل معها الخارجون والخوارج بعقل مفتوح، وقلب سليم، لأن الرجل لم يطلب منهم مجرد الاعتذار حتى.. ولم يطالبهم بوثيقة اعتذار مثل تلك التي كتبها الشاعر المرهف الرقيق صاحب المفردات المتميزة، الأستاذ الراحل مصطفى سند ولحنها وأداها وأبقاها في سجل الأغنيات الخالدة الفنان الأستاذ صلاح مصطفى، التي يقول في بعض منها:- ما عدت قادر انتظر سامحني غلطان بعتذر ما كنت قايل من عتاب تحكم علي بالوحدة والشوق والعذاب إنت القبيل شلت الصعاب في دربو عديت ألف باب وهناك أحزاب سياسية تعمل بفقه العاطفة الذي جاء في أغنية الفنان الأستاذ زيدان إبراهيم المشهورة (قصر الشوق) حيث تقول بعض كلماتها التي كتبها الشاعر الأستاذ التجاني حاج موسى:- باب الريدة وانسدّ نقول يا ربي إيه جدّ؟ تمر أيام وتتعدّى ونقعد نحسب في المدة مهما أجرب النسيان ألاقي الشوق يمتدّ ما باب الريدة وانسدّ وكثير من الخارجين على أحزابهم، إنما دفع بهم إلى التمرد حدود الطموح وسقف الأحلام الذي لا يستطيعون تجاوزه في ظل هيمنة حديدية، وقوية على مفاصل القيادة داخل تلك الأحزاب، وهو الأمر الذي إذا تمت معالجته بكثير من التنازلات لتعافت حياتنا السياسية تماماً، ولاكتسبت عضوية الأحزاب الخبرة السياسية الكافية، ومارست المران الديمقراطي الذي هو خير واق من الشمولية، وقبضة الفرد وهيمنة الجماعة، وهؤلاء وأولئك يقول لسان حالهم مثلما قال صديقنا الشاعر محجوب شريف في أحد دواوينه (السرية) إبان الحكم المايوي:- يا مولانا ... أرخي أضانك الخدرانة بالتصفيق من المخدوع زمان وزمان ولسه جعان.. وما فتح وفك الريق ... يا سيّدنا شُفنا البغلة في الإبريق .. و .. كل عام وأنتم بخير .. و .. جمعة مباركة