جاء في الأخبار أن أحد أندية القمة عندنا تقدم لأحد محترفيه بطلب منحه الجنسية السودانية، ولكنه رفض.. والخبر في مجمله ومحمله هو مهزلة المهازل لأن الجنسية عندنا أكبر من كل محترفي العالم.. وأكبر مما تتعرض له من أذى نرتكبه في حقها باسم الرياضة.. الجنسية السودانية سادتي هي هويتنا ومصدر عزنا وفخرنا وزينة أسمائنا.. ولكنها على ما يبدو عند بعض الرياضيين لا تهم أمام مصالحهم الشخصية والأمجاد التي يسعون لها.. وإن كانوا هم قد ارتضوا لها ذلك فإننا والله لن نقبل.. و ( لن نقبل) هذه ليست كتلك التي قالها وكررها عادل إمام في مسرحية الواد سيد الشغال. لن نقبل هذه المهازل لأن الجنسية السودانية ليست ملكاً للأندية ولا لرؤسائها.. يتصرفون فيها كما يتصرفون في أموالهم.. يمنحونها هذا ويضنون بها على ذاك.. يستخرجونها للبعض قبل أن تطأ أقدامه أرض مطار الخرطوم.. ويحرمونها آخرين. إن تجربة منح الجنسية السودانية للاعبي كرة القدم من الأجانب.. تجربة لا تسر.. فالكثيرون لم يعطوها حقها ولم يقدروها حق تقديرها.. ولاحظنا أن الكثيرين منهم يقبلون بها مرغمين (عشان خاطر).. الورق الأخضر.. والمؤسف أن تجربتهم في الدوري السوداني غير مبشرة ولا محفزة حتى نتكرم عليهم بأغلى ما نملك. على الإخوة في أنديتنا أن يعطوا جنسيتنا حقها ويعرفون قيمتها.. عليهم أن يغامروا بأموالهم يشاءوون من صفقات احتراف وتسجيل لاعبين محليين بعيداً عن العزيزة جداً.. الغالية ( الجنسية السودانية).. ونرجو منهم ألا يقولوا لنا إن تجربة التجنيس أثمرت عن وصول الهلال لدوري المجموعات الأفريقي ثلاث مرات.. وأن المريخ وصل لنهائي الكونفدرالية.. فقد سبق للهلال أن وصل للنهائي الافريقي دون تجنيس أو (تحنيس) لأجنبي.. وسبق للمريخ أن حقق كأس الكؤوس الافريقي وسيكافا دون أن يمنح الجنسية لأحد أو حتى استجلاب محترف واحد.. أو حتى أن يكون هناك صرف للأموال كما يحدث الآن.. هي إشارة لابد منها بعيداً عن التدخل في الشأن الإداري للفريقين.. فهم مخيرون.. ولكننا في الجنسية السودانية.. لن نقبل.. ومن حقنا ألا نقبل، ومن حق أي سوداني غيور ألا يقبل.. ومن حقنا أن نطالب بوقف هذه المهازل فوراً وألا تمنح (العزيزة) إلا لمن يستحق وفي حدود وبشروط.. فلا يعقل أن يجتهد المواطن السوداني ويجاهد لنيل جنسية وطنه.. بينما تصل للأجنبي على طبق من ذهب، وفي كثير من الأحيان يكون راضياً بها على مضض.. أتقوا الله في حق الوطن يا هؤلاء، ويكفيه من الرياضة ما يلاقيه من سمعة هي غير طيبة في الكثير من الأحيان.