إن المرأة هي المؤشر الدقيق لقوة الأمة أو ضعفها، وهي مقياس صحيح تقاس بها حالة الأمة صعوداً أو هبوطاً، رقياً أو انحطاطاً، فقد كان المعز لدين الله يرنو إلى مصر ويريد فتحها، ولكن سرعان ما كان بصره يرتد إليه خاسئاً واجماً متهيباً، ولم يزل على هذه الحالة حين جاء يوماً من يقول له إن نساء قصر الاخشيد يحاكم مصر قد أغرقن في الترف واستهن بالفضيلة، فبماذا رد الرجل؟ ما لبث أن قال اليوم فتحت مصر.. فصلاح المجتمع بصلاح الأسرة وصلاح الأسرة بصلاح البيت، وصلاح البيت بصلاح المرأة، وصلاح المرأة بالعلم، فلا يمكن لرجل نصف المجتمع أن يحيا حياة فاضلة ما لم تكن بجانبه زوجة صالحة (نصفه الآخر). فتعليم المرأة ومحو أميتها وإزالة جهلها من أهم الواجبات على الدولة؛ لأن المرأة هي الأم والزوجة والأخت والابنة، منها تتكون الأسرة والمجتمع ككل، فجهل المرأة يؤدي إلى إغراق وضياع وتشتت الأبناء وينتج عن ذلك جيل تائه ومشرد، مما يزيد نسبة الجريمة والانفلات الأمني والإجرام، فلابد للدولة أن تقف بشدة مع محاربة الجهل ومحو أمية المرأة بمساعدتها بالتعليم وإقامة المشاريع الصغيرة، حتى تساعدها في الدخل والمعيشة وملء الفراغ الذي تواجهه المرأة البسيطة.. مما يحتم ذلك فتح فصول محو الأمية في جميع أنحاء القطر وخاصة في الأحياء الطرفية للعاصمة والقرى. فمحاربة جهل المرأة ومحو أميتها يقود الأسرة إلى التماسك والترابط والالتزام بالمبادئ والقيم السمحة حتى تقدم فرداً صالحاً يقدم ما هو مفيد للمجتمع وتكون البلاد في مصاف الدولة الراقية.