طالعت خبراً أعتقد أنه مهم.. لا، بل مهم جداً وقد استبشرت به خيراً لأنه كان يقول «والي الخرطوم يعفي أبناء الفقراء من رسوم امتحانات الأساس والثانوي من رسوم أرقام الجلوس».. وقد سعدت بالخبر كثيراً ورغم ذلك فقد طفق عدد كبير من المواطنين يحضر لمباني الصحيفة لعمل مناشدات لكي يجدوا من يساعدهم في دفع تلك الرسوم ولا أعتقد أن المواطنين المحتاجين قد جاوءوا لمقر الصحيفة فقط، بل هناك الكثيرون قد طرقوا أبواباً عديدة للحصول عليها وتمكين أبنائهم من الامتحان.. ورغم أن المبلغ بسيط، إلا أنه أقض مضاجع كثير من أولياء الأمور، خاصة وأن بعض المدارس قد ربطت هذه الرسوم بالمتبقي من الرسوم التي فرضتها هي على الطلاب، فهي الفرصة الأخيرة التي تضغط بها الإدارات على الطلاب لسداد ما تبقى عليهم من رسوم.. أي أن المدرسة تغيِّب اسم الطالب من كشوفات أرقام الجلوس حتى يدفع لها رسومها وبطريقة تخلو من التربية، فكيف لمدرسة تكتب على لافتتها وزارة التربية والتعليم وتأتي بأفعال غير تربوية وتدخل الطالب في ظروف نفسية صعبة.بالمناسبة لقد جاءتني إحداهن وهي تبكي وتقول إن ابنها طرد من المدرسة الخاصة التي يدرس بها منذ مرحلة الأساس وهو يمتحن الآن الشهادة، طرد بسبب تأخير الرسوم المقررة عليه للدراسة.. وإنه يجلس الآن في المنزل وإن حالته النفسية «تعبانة جداً».. فقلت لها أذهبي لمديرة المدرسة واطلبي منها وبكل جدية أن تخرج ابنك من مشكلة الرسوم وأن تتحدث معك فقط، فأنت من قمتِ بتسجيل ابنك في المدرسة وأنت من التزمت بسداد الرسوم وعليها أن لا تسأل ابنك.. ففعلت وقالت إن المديرة اقتنعت بحديثها.. وبعد أيام قليلة تحصلت على المبلغ ودفعته. المهم سادتي لابد من حلول سريعة لمثل هذه الشريحة التي لم تستطع دفع الرسوم، كما يجب على الوزارة أن تمدد فترة سداد رسوم أرقام الجلوس وأن تعفي كل من لم يستطع الدفع حتى الآن.