قالت الأستاذة خبية الطيب المكاشفي استاذة الحاسوب بمدرسة الشكينيبة الثانوية للبنات ان معظم طالبات المدرسة اصبن بحالة من الهستريا والتشنجات وسقطن على الارض بسبب الخوف من ضياع العام الدراسي خاصتهن لعدم قدرتهن على سداد رسوم الجلوس لامتحان الشهادة للعام الحالي وهي رسوم يمكن ان تؤجل لفترة ولكن يبدو ان سياسات وزارة التربية والتعليم اتجهت الى استلام الرسوم قبل وقت كبير من موعد الامتحانات ،الامر الذي ادخل كثيراً من الاسر الفقيرة خاصة اسر المزارعين في حرج وضيق وعدم قدرة على سداد الرسوم في الزمان الذي حددته الوزارة . وتقول الاستاذة خبية وهي قيادية في المؤتمر الوطني انها تريد مناشدة وزير التربية والتعليم الاتحادي للتدخل وتأجيل استلام رسوم الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية لمدة شهر او يزيد قليلاً نسبة لظروف الاسر الفقيرة ومن المعروف ان غالبية اسر مدينة الشكينيبة التي تتبع لمحلية المناقل بولاية الجزيرة هي اسر مزارعين وعادة ما تجد المال الكافي لسداد الرسوم الدراسية لأبنائها بعد الحصاد والذي يوافي نهاية شهر نوفمبر القادم، فلماذا لا تنتظر الوزارة فترة الشهر ونصف الشهر لتمكين الاسر الفقيرة من سداد الرسوم وبالتالي عدم حرمان الفتيات من الحصول على ارقام جلوس ؟ ونحن من هنا وعملاً بأن الصحافة هي مرآة المجتمع نضم صوتنا لصوت الاستاذة خبية المكاشفي ونناشد وزير التربية والتعليم الاتحادي بأن ينظر بعين الرعاية والإهتمام للظروف التي تمر بها العديد من الاسر الفقيرة حيث لا توجد سيولة حالية في ايدي المزارعين لكي يدفعوها لبناتهم للحصول على ارقام جلوس وبحسب المعروف عن عادات وطبائع الشعب السوداني العفيف تقدر ان اسر المزارعين لا تطالب بإسقاط الرسوم او إعفاء بناتهم من عملية السداد ..المطلوب فقط تأجيل هذه الرسوم الى حين موعد الحصاد وهو قريب جداً . ان التعليم في السودان يمر بمرحلة حرجة ولكن مجمل السياسات يجب ان تصب في اتجاه تيسير الامور على الشعب السوداني ولن يضير الدولة ان تدرس امكانية اعفاء ابناء الاسر الفقيرة من سداد رسوم الجلوس للامتحانات عوضاً عن تيسير عملية السداد بالنسبة للمقتدرين ولن نخفي سراً اذا قلنا ان غالبية السودانيين هم في حقيقة الامر فقراء متعففون ولذلك قلوبهم مع شعار مجانية التعليم ولكنهم يتعاطفون نوعاً ما مع بعض القرارات الحكومية الخاصة بالمشاركة في سداد بعض الفواتير ومن واجب الدولة ان تشجع عملية الشراكة بينها وبين المجتمع بمراعاة الظروف الطارئة، فمن ذا الذي لا يتألم لمنظر طالبات يسقطن فاقدات للوعي ومتشنجات بسبب الخوف من عدم الجلوس لامتحان الشهادة السودانية ؟ ان الشعور الذي ابدته خبية المكاشفي تجاه تلميذاتها هو شعور نبيل افتقده مجتمع التعليم في الفترة الاخيرة بسبب القسوة في تحصيل الرسوم الدراسية وبسبب العلاقات المتوترة بين القائمين على امر التعليم في المراحل الدراسية المختلفة وبين مسؤولي المدارس والجهات الرسمية المختصة وتعود الاسباب الرئيسية الى عدم قدرة الدولة على تحقيق شعار مجانية التعليم ووجود فجوة كبيرة بين الواقع والشعار ولكن تبقى بعد ذلك عملية التعاطف بين المعلم والتلاميذ للتخفيف من حدة الأزمات المادية التي يتعرض لها ابناؤنا وبناتنا في المراحل الدراسية المختلفة .