سلاطين وغردون قدم سلاطين الى السودان سائحا فى 1874 وهو فى سن 18 وذهب الى جبال النوبة لدراسة احوالها. والتقى فى الخرطوم بالدكتور امين باشا وهو ألمانى اسمه ادوارد سنتزر. له شهرة فى علم الطيور جاء الى الخرطوم بقصد الدخول فى خدمة غردون فى خط الاستواء مثل غيره من الاوربيين الباحثين عن المغامرة والثراء فى تلك الفترة من امثال جسى وقيقلر وغيرهما. تعرف سلاطين وامين على بعضهما وكتبا الى غردون يطلبان توظيفهما وجاء رد غردون بعد شهرين وتم تعيين امين ليصبح فيما بعد حاكما للاستوائية وكان سلاطين اثناء ذلك قد غادر الى وطنه النمسا بعد ان كتب اليه اهله يحثونه على الرجوع الى بلاده. ورجع فى ختام 1875 الى بلاده. ولما تولى غردون حكمدارية السودان سنة 1877 كتب الى الشاب سلاطين فى اواسط 1878 يستدعيه الى الخدمة فى السودان وكان سلاطين فى ذلك الوقت ملازما فى جيش النمسا استعفى من الجيش وعاد الى السودان وعينه غردون مستشارا ماليا لحكومة السودان ثم بدارفور وهو فى سن 22 ثم فى ابريل 1881 صار مديرا عاما على منطقة دارا في دارفور دارفور. طرد سلاطين من السودان عند بداية الحرب العالمية الاولى 1914-1919م لوقوف بلاده فى المحور المضاد للانجليز بعد انتهاء الحرب عاد سلاطين الى السودان للتصرف فى ممتلكاته وليبحث مع السطات مسألة منحه معاشا للتقاعد . قانونيا لم يكن يستحق معاشا ولكن حكومة السودان قد اوجدت استثاء لصالحه ومنحته معاشا مجزيا نظرا لخدماته الجليله السابقة. وأقام اصدقاؤه الانجليز حفل عشاء على شرفه. وفى خطابه فى العشاء ذكر انه وقع مؤخرا على كتاب لكاتب يسمى استراشى يتهم فيه غردون بالمبالغة في شرب الخمر بل ويعتبره سكيراً . ودافع سلاطين بحماس شديد عن غردون وذكر ان غردون كان يأخذ احيانا قليلاً من البراندى عندما يكون مريضا او مرهقا. والمعروف انه كانت توجد دائما على طاولة غردون نسخة من الانجيل وزجاجة من البراندى. ويتهم غردون كذلك بالانحراف الجنسى وذلك بسبب عدم زواجه طيلة حياته ثم استدعاؤه للشاب النمساوى الوسيم ليعينه مستشارا ماليا لحكومة السودان ثم مديرا لمنطقة دارا وهو فى سن الثانية والعشرين ثم حاكما على مديرية دارفور وهى مديرية بحجم فرنسا. بيرسى جيرارد وكتشنر كان كتشنر متغطرسا يتجاهل من هم دونه ولا يتحدث اليهم الا مضطرا لكن كان من بين ضباطه بيرسى جيرارد الكندى ذى الاصل الفرنسى واحدا فتيانه المدللين حسبما ذكر روبن نيللاندز صاحب كتاب «حروب المهدية» (THE DARVISH WARS) ويقول ايضا فى نفس الكتاب: «مثل غردون ايضا ظل كتشنر غازباً طوال حياته فالرجلان يشتركان فى بعض السمات فقد كان كلاهما تربطه علاقات قوية مع شبان صغار السن تميزوا بالوسامة ولكن تلك العلاقات كانت تبدو من كل الوجوه علاقات بريئة وقد جعلوا من اولئك الشبان رفاقا دائمين لهم ولم تكن لديهم اى رغبة فى مصاحبة النساء» الاطفال وماكدونالد: اما الجنرال ماكدونالد فهو احد اكبرخمسة قواد اداروا معركة كررى الشهيرة وبعد انتهاء معركة كررى ذهب مع كتشنر الى جنوب افريقيا لتأديب ثوار البوير وكما جاء على لسان مؤلف كتاب «حروب المهدية»: اثناء الفترة التى قضاها ماكدونالد فى جنوب افريقيا تسربت أقوال بأنه شاذ جنسيا وانه مارس فعلا مشينا مع صبى من البوير كان مسجونا .لم يثبت شىء من ذلك ولكن مثل هذه الاقوال عادة لايمكن محوها كما كانت هناك تعليقات على سلوكه كعازب فى المجتمع السيلانى (السريلانكى) وحتى فى الصحافة بأنه لايحب السيدات. وبعد عام تقدم اثنان من نظار المدارس فى سيلان للحاكم العام بشكوى فحواها ان ماكدونالد قد حاول بعض المحاولات الجنسية الشاذة مع تلاميذهم فقامت الحكومة بارساله الى بريطانيا لاستشارة رؤسائه ووزير الحربية فى ذلك الشأن الا ان وزير الحربية اعاده الى سيلان لمواجهة محكمة عسكرية وفى طريق عودته الى هناك اطلق ماكدونالد على نفسه النار فى بدروم احد الفنادق فى باريس» وهكذا كانت النهاية المأساوية لثلاثة من أكبر قادة الامبراطورية الذين قلدتهم الملكة فيكتوريا ارفع الاوسمة غردون قطع رأسه الانصار وقدموه الى المهدى وكتشنر صار بطلا قوميا بعد تغلبه على جيوش المهدية وانهائه للتدخل الفرنسى فى فشوده بقيادة الجنرال مارشاند وسحقه لثورة البوير فى جنوب افريقيا وعينته بريطانيا وزيرا للحرب وقام فى يونية 1916 بركوب الطراد هامبشاير للذهاب الى روسيا ومقابلة القيصر للتنسيق ضد ألمانيا فغرقت به هامبشاير نتيجة اصابتها بلغم حربى واما ماكدونالد فقد انتحر كما ذكرنا. من الصدف الغريبة ان ثلاثتهم كانوا ينتمون الى سلاح المهندسين البريطانى.