حذّر رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار الصادق المهدي من مخاطر تشظي السودان وصوملته وتدويل قضاياه. وقال إن المهددات أصبحت تحيط بالوطن إحاطة «السوار بالمعصم»، وطالب المهدي بضرورة إيجاد خطة قومية لمواجهة التحديات التي تجابه السودان في إطار الأجندة الوطنية. وشدد في خطبة الجمعة أمس بمسجد الشيخ يوسف إبراهيم النور بالملازمين بمناسبة مرور (50) عاماً على افتتاحه على ضرورة عقد مؤتمر أمن إقليمي يضم السودان وجيرانه من أجل إبرام اتّفاقية أمن إقليمي وتطوير اتّفاقية السلام كوثيقة قومية ملزمة للجميع بحيث تتناول الخطة ترتيبات ما بعد الاستفتاء، موضحاً ضرورة كفالة الحريات العامة وحقوق الإنسان وإلغاء ما يتعارض معها من قوانين الشمولية بجانب حل قضية دارفور وإزالة عثرات اتّفاق سلام الشرق من أجل سلام عادل وشامل وعقد مؤتمر اقتصادي قومي تكون مهمته الاتّفاق على تشخيص قومي للمسألة الاقتصادية ووضع خطة متفق عليها للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، موضحاً أهمية الالتزام باستحقاقات انتخابات حرة ونزيهة وإبرام ميثاق شرف انتخابي ملزم لكل القوى السياسية مشيراً إلى ضرورة عقد ملتقى قمة سياسي لدراسة الأجندة الخاصة بقضايا الوطن واتخاذ قرارات بشأن بنودها والاتفاق على الآلية المناسبة والوقت المناسب لتنفيذه. وأضاف الصادق أن العالم الإسلامي مأزوم، وقال نحن نعيش في ظل نظم سياسية مجافية للشورى واقتصادية لا تعرف التكافل وتحيط بنا في مجالات الحياة ثقافات أجنبية ومن حولنا نرى الدماء تسفك في الحروب والنزاعات، مشيراً إلى فلسطين وأفغانستان واليمن. وقطع الإمام بأن المآسي في بلداننا تعود إلى (5) أسباب منها اثنان داخليان هما الاستبداد والظلم و(3) خارجيات هي الاستيطان والاحتلال والاستعلاء الثقافي، وزاد ظن بعد مفكرينا أن الإسلام هو سبب تخلفنا فاتجهوا نحو العلمانية ومشتقاتها كما حدث في تركيا وآخرون رأوا أن يفرّغوا الإسلام من محتواه الغيبي. ولكن كل الآيدلوجيات الوضعية التي طرقتها بعض بلداننا باءت بالفشل وأدت مع عوامل أخرى إلى تيارات غلاة دمغوا الحكام بالتحالف مع الغزاة وكونوا حركات احتجاج قوية تمددت في مناطق كثيرة من العالم وأن هذه الحركات فقيرة المحتوى الفكري والبرامجي لكنها اكتسبت شعبية واسعة لوقوفها في وجه طغاة الحكام وتحالفهم غير المقدّس مع الغزاة.