أجندة جريئة. الخرطوم عاصمة الظلام..! هويدا سر الختم الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم.. قال:(العام2012 سيشهد تطبيق الرؤية الاستراتيجية للولاية تحت عنوان (عاصمة وطنية آمنة متحضرة). تحتاج ثلاثية السيد الوالي إلى (تفكيك). وكل وحدة في هذه الثلاثية تحتاج إلى مقال كامل.. الآن - خلونا في عبارة (متحضرة!) دي - والتحضر في المدن هو ظهور عوامل التحضر وهي التقدم العمراني والتقدم في الخدمات وفي السلوك وغيرها من العوامل الأخرى المتعددة.. وبصورة أكثر تحديدًا نقف في محطة الخدمات.. وإلى الأمام قليلاً.. نحدد خدمة الكهرباء أو الإنارة.. ولو سمح لي السيد الوالي.. لأعدت ترتيب ثلاثيته بشكل مختلف لتصبح عاصمة (آمنة.. متحضرة..وطنية). فالانتماء للوطن والحب العميق لترابه لا يحدث إذا لم يتمتع المواطن بالأمن والاستقرار في وطنه.. والأمن والاستقرار لا يحدث (بتجييش) الشعب بصورة رسمية وصورة مليشيات بمسميات مختلفة.. ولا بمظاهر نشر القوات في كل حارة وكل زنقة.. فهذا من شأنه نشر حالة الرعب والفزع وليس الأمن والاستقرار. إذًا الشعب يحتاج أولاً إلى توفير مصدر رزقه ليكون آمناً.. ويحدث ذلك عبر توفير فرص العمل المختلفة التي تحقق هذا الجانب الهام.. وفي هذا الجانب نعلم أن السيد الوالي يحاول جاهدًا الوصول إلى حلول لمعالجة هذه القضية.. دون تقييم وتحليل لهذه المساعي لأننا ليس بصدد تناولها الآن.. ثانياً: يحتاج الشعب إلى توفير الخدمات الجيدة التي تتناسب والتقدم والتطور الذي يحدث حوله.. وهنا لدينا خلل كبير يحتاج من السيد الوالي جهدًا كبيرًا حتى يرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن.. وفي الخدمات ذاتها هناك ما هو سهل بيد السيد الوالي وأذرعه.. وهناك ما هو أصعب قليلاً لأنه يرتبط بالخدمة المدنية التي تحتاج إلى غرفة عناية مكثفة. الكهرباء وفيها الجزء الخاص بإنارة العاصمة..هو الجزء الأسهل الذي يستطيع السيد الوالي حسم أمره وإضافة عبارة (متحضرة).. إلي العاصمة التي ينشدها في العام 2012..لا يمكن أن يتحدث السيد الوالي عن التحضر والعاصمة تغرق في ظلام دامس.. حتى الأضواء الزخرفية التي ألبست بها العاصمة في الاحتفالات بأعياد الاستقلال لم تستطع أن تجلي عتمة الليل التي تغطي المدينة.. بل حدث العكس تماماً.. هذه الأضواء(الزخرفية) استطاعت أن تظهر هذا التخلف (الغير حضاري). بصورة كبيرة.. شارع النيل عند جارتنا جمهورية مصر العربية.. هو كل (مصر).. منه تستمد سمعتها السياحية وبه ترتفع أسهم خدماتها.. وعنده نسجت أجمل الكلمات لأعرق الشعراء.. ويكفي أن الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي قال إنه كتب أروع كلماته من على النيل.. هنا في السودان هل يستطيع أحدكم أن يتبين ملامح النيل مباشرة بعد الأصيل.. هل يستطيع أحدكم الآن أن يسير آمناً مع زوجته أو أخته أو أسرته على شارع النيل بعد مغيب الشمس.. وهذه أخف ضررًا. العربات الخاصة والعامة التي لا تسعها شوارع الخرطوم.. وتجوب العاصمة ليلاً وسط هذا الظلام الدامس دون أن تحدث حوادث كارثية.. يستحق منا ومن إدارة المرور كل أصحابها تعظيم سلام.. والاعتراف بالمهارة الفائقة. سيدي الوالي إنارة العاصمة الخرطوم لا تنقلها فقط من مرحلة التخلف إلى مرحلة التحضر.. بل تجعلها آمنة أكثر وهي تحت الأضواء الكاشفة. التيار