في ظاهرة أسعدت الوسط الرياضي بود مدني يتأهب أربعة من قيادات العمل الرياضي المشهورين لخوض معركة الانتخابات النيابية القادمة في دوائر مدني الثلاث ممثلين للمؤتمر الوطني. في مقدمتهم السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ الذي اكتسح بجدارة قائمة مرشحي الحزب في دائرة مدني غرب حاصداً أعلى الأصوات ثم السيد مبارك محجوب رئيس النادي الأهلي بود مدني الذي ترشح في دائرة مدني الجنوبية تسنده جماهير سيد الأتيام بكمها الهائل.. أما دائرة مدني شرق فيتنافس فيها عبدالله بابكر النائب البرلماني المشهور ورئيس نادي الاتحاد الأسبق وحكم الكرة الشاب الصادق يوسف رئيس لجنة التحكيم المحلية بود مدني. ويبدو من واقع الحال أن المؤتمر الوطني استطاع وبذكاء أن يستغل نجومية وشعبية هؤلاء المرشحين التي اكتسبوها من خلال العمل الرياضي مصنع النجوم الاداريين واللاعبين والحكام والمدربين. وهنا تبرز (شطارة) و(فهلوة) المؤتمر الوطني باقتحامه لمعاقل الرياضيين وقواعدهم الكثيفة متفوقاً بذلك على رصفائه في الأحزاب الأخرى الذين لا زالوا يتقوقعون في دوائر القبلية والطائفية والزعامات التقليدية التي خبا نجمها وعفا عنها الزمن. أقول قولي هذا وفي النفس حسرة وفي القلب غصة على إفول نجومية حزبنا العريق الاتحادي الديمقراطي الذي كانت دوائر مدني أيام زمان مقفولة له بالضبة والمفتاح قبل أن ينتاشه أبناؤه على أيامنا هذه ويتقاسموا أشلاءه فبات اليوم شئ اتحادي أصل وآخر تقليد وثالث تايواني وشي جماعة مولانا وآخرون جناح الشريف والبعض في معية أزرق طيبة وهكذا انتهى به الحال اليوم الى شلل وجماعات وصراعات كبلت خطاه وعطلت مسيرته. برافو معتصم ورضوان عندما انتخبت الجمعية العمومية الأخيرة لنادي الاتحاد السيد معتصم عبدالسلام رئيساً للنادي سعدنا للغاية وقلنا يومها بأنه مكسب ضخم وكبير ليس للرومان فحسب بل للحركة الرياضية عموماًً بالمدينة فهو والحق يقال إداري متميز اقتحم العمل الرياضي وهو يتأبط أفكار إدارية نيرة ومفهوماًً راقياًً ومتقدماً. ولذلك لم أفاجأ بتصريحاته الصحفية الراقية التي اتحفنا بها مؤخراً عبر صحيفة الصدى في عز الأزمة التي كانت مشتعلة بين الأهلي والاتحاد بتأكيده على خصوصية وأزلية العلاقات التي تجمعهم مع النادي الأهلي ومناشدته للجميع للتعاون الخلاق من أجل رفع لواء كرة القدم بالجزيرة. أما السيد رضوان آدم سكرتير النادي الأهلي فهو الآخر سكب دلوا من الماء لأطفاء حريق الأزمة وهو يعبر عن شكره وتقديره لمجلس ادارة نادي الاتحاد الذي كان كريماً معهم بموافقته على اطلاق سراح لاعبه عمر حسن وأضاف هذا التصرف من شأنه تعزيز العلاقات بين الناديين التي يفترض أن تكون أقوى وأكبر من الصراع على لاعب. برافو معتصم عبدالسلام وبرافو رضوان آدم فقد أحسنتما القول وأطفأتما نيران الأزمة وهكذا يمكن أن نقول إن ود مدني لا زالت بخير وعافية طالما أن فيها اداريين بوزن معتصم ورضوان ولا عزاء للمتفلتين هنا وهناك. آخر السطور هدمت حكومة الولاية السابقة مباني مجلس الشباب والرياضة بشارع النيل بدعوى قيام فندق خمسة نجوم.. ومرت السنوات وأرض الفندق لا زالت جرداء بينما استأجر مجلس الشباب عمارة بملايين الجنيهات وعلى رأي المثل (ميتة وخراب ديار).