أيام الله كلها سمحة!! ولكنني لا أعرف لماذا أحب (السبت) وأتفاءل به كثيراً.. وهو هنا لا علاقة له بما يعتقده أهل السبت.. وعندما كنّا صغاراً كان أقراني في المدرسة يرتجفون من يوم السبت لأنه ارتبط عندهم بتفتيش الأجساد والملابس(النظافة) وبتفتيش العقول «التسميع» والعبد لله ليس عنده ما يخاف منه في هذين (البندين) وعندما شبينا عن الطوق قليلاً وجدنا أن مايو منعت الناس من أكل اللحوم يوم السبت ومعه الأربعاء التي لا يتفاءل بها الناس كثيراً خصوصاً عندما تقترب من مواعيد أفول القمر!! فيقولون(أربعاء وعقاب شهر). ورغم تقادم الزمان والحكومات وذهاب مايو لمحكمة التاريخ فإن السؤال الذي لازال يطرح نفسه ما هو السبب في تماسك هذا القرار وصموده رغم كل شيء؟. والآن في السودان «الحبيب» كل ناس الحكومة «مبسوطين» من الحكومة لأنها أعطتهم السبت «راحة هدية».. والمناسبة التي دفعتنا لكتابة هذه الخواطر دخول الأخ حسام أبو العزائم من سكرتارية التحرير علينا ونحن جلوس مساء الخميس في صالة الأخبار نمارس الوجع اليومي في معالجة الأخبار والأحداث وتطويعها في شكل حروف وكلمات تعانق عيون القارئ الذي يستحق كل هذا العناء وكل هذا الاحتراق النبيل في زمن انعدم فيه (النبل) والطهارة والاستقامة!. حسام قال لنا فيما يشبه التقرير الجريدة (جاهزة) عدا «الأولى» و«ثلاثة» وهاتان صفحتا الأخبار وعدد السبت أيضاً جاهز (تقديم) تحيّرنا في أمر هذه المهنة المحيّرة نشتغل عدد «الخميس» لعدد «الجمعة» و«السبت» في وقت واحد و«بعدة شغل واحدة» وبذات الإرهاق والرهق الجميل!!. ضحك من كان في الصالة في هذه اللحظة «المصري» و«رضا» و«الدويخ» و«صبري» وقلت لهم لماذا لا أكتب عمود السبت تحت هذا العنوان فنال الاقتراح حظه من «التجريح» والموافقة والإجازة ولم ينس الدويخ ممارسة(غريزته) في إتيان الحرف والنغم وأخرج من موبايله لقراء هذه الزاوية مقاطع رائعة ابن البادية التي ننسى جميعاً شاعرها الذي قيل إنه فلسطيني.. طال انتظاري ليلة السبت .. يا حلوة العنين يا أنت أنسيتي وعدك باللقاء هنا كم مرة لي أوعدت وبكى المساء الوردي.. وارتعشت كل النجوم ليلة السبت وحملت أشواقي وعدت بها ملتحفاً بالليل والصمت هل أبلغوك وشاية كذباً.. يا حلوتي عني فصدقت أم خفت أعين عازلين لنا بالحي ترقبنا فأحجمت أم أن مكروهاً ألم بك لا قدر المولى تأخرت وكل سبت وكل الأيام والجميع بخير وسرور.