بات من المؤكد خوض الأستاذ ياسر سعيد عرمان للانتخابات مرشحاً لرئاسة الجمهورية عن الحركة الشعبية، ومنافساً لقريبه وابن عمه المشير عمر حسن أحمد البشير مرشح المؤتمر الوطني وثمانية وعشرين حزباً أخرى، والانتخابات قطعاً ليست معركة يُقصى أو يفوز المرشح فيها لأنه (محظوظ)، بل هي انتخاب واختيار الأفضل قوامةً وسلوكاً وفكراً ومنهج حياة يتفق مع الأكثرية التي اختارته، ليعبر عنها ويمثلها داخل القصر أو على مقاعد الولاة أو حكومة الجنوب أو المجالس التشريعية قومية وولائية. لا نريد الحديث عمن هو الأقرب للفوز بمقعد الرئاسة فهذا أمر يعرفه المرشحون أنفسهم ويعرفه الناخبون وعامة الناس، لكننا نود الإشارة إلى ترشيح الحركة الشعبية للأخ الأستاذ ياسر عرمان، وكنت قد سمعت من مصادر أثق في معلوماتها أن (حزباً ما) سيقوم بترشيح الأستاذ عرمان للرئاسة، إذا ما دفعت به الحركة الشعبية مرشحاً لها لملء منصب والي الخرطوم في الانتخابات القادمة، وأن يتم ترشيح السيد الفريق سلفاكير ميارديت لمنصب رئيس الجنوب، والحركة قطعاً تضمن الفوز هناك ولا تضمنه في حال ترشيح السيد الفريق سلفا كير لمنصب رئيس الجمهورية، وحتى إن كانت تضمن فوزه فإنها لن تغامر بأن يكون رئيسها هو رئيس السودان الواحد، بسبب شدة وقوة التيار الانفصالي داخلها حسب قراءتنا وقراءة المراقبين للواقع السياسي، ويكفي ما حدث في جوبا مؤخراً عند زيارة وفد اتحاد الطلاب الذي لم يتم الترحيب به وأُسيئت معاملته، ولم يتم احترام وجود مستشار السيد رئيس الجمهورية ضمن الوفد الذي كان يحمل مساهمات تجاوزت المليار جنيه. ما علينا، فالوحدة أو الانفصال هو شأن يقرر فيه أشقاؤنا الجنوبيون بعد عام، لكن يبدو أن قيادات الحركة أو بعض قادتها حسموا الأمر في دواخلهم منذ الآن، ورأوا أن (يضمنوا) حكم الجنوب و(يشتتوا) أصوات الناخبين في الشمال بترشيح الأستاذ ياسر عرمان، مع الترويج لفكرة الوحدة داخل الحركة الشعبية وإيمانها بترشيحه لمنصب الرئيس. الحركة الشعبية أرادت أن تلعب في الجنوب على (المضمون) وأن تضحك في الشمال على (الدقون)، ولكن المواطن البسيط يعرف المرامي الواضحة والخفية، ويكشف ملامح الخطة التي يصبغ اللون الأحمر أطرافها وجوانبها.