هو واحد من اثنين داخل الحركة الشعبية يعتبران افضل من يستطيع التعبير عن فكرة السودان الجديد وشرحها والدفاع عنها، ولكن حظوظه ضعيفة في تجسيد الفكرة، خاصة اذا تعلق الأمر بترشيحه ليخوض انتخابات رئاسة الجمهورية باسم الحركة الشعبية. الكثيرون يقولون ان عرمان مجردا من قدراته السياسية والفكرية لا يحمل مواصفات الرئاسة التي كانت تراود احلام جون قرنق زعيم الحركة الشعبية: ان يأتي يوم يحكم فيه السودان شخص غير عربي وغير مسلم. على كل فقد دفعت الحركة الشعبية به كمنافس من طينة الكبار.. المكتب السياسي للحركة الذي اختاره كمرشح لرئاسة الجمهورية ربما فضل ان ينحاز الى قدرات عرمان السياسية وروحه التواقة للتحدي، ضاربا بعرض الحائط مواصفات شكلية مثل غير عربي وغير مسلم تتوافر في الكثيرين من عضوية المكتب، ولكن لا تتوافر فيهم القدرة على(المعافرة). ليس سرا ان هناك مقترحات قدمت للحركة الشعبية تقتضي بان تدفع لانتخابات الرئاسة مرشحا يدين بالاسلام، وكانت التكهنات ترجح مالك عقار او عبد العزيز الحلو بحكم موقعيهما القيادي المتقدم في الحركة الشعبية، بالاضافة الى انهما ينحدران من منطقتين تلتقي عندهما العروبة والزنوجة والاسلام والمسيحية. الراجح ان هذا المقترح يرفضه الحلو وعقار، لأنهما يفضلان خوض الانتخابات كولاة لولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان..احتمالات الفوز هناك في حكم الوارد، اما في انتخابات الرئاسة ففرص الفوز فيها ضئيلة ان لم تكن ضئيلة جدا. هناك من يقول بناء على هذا انه لم يكن امام الحركة الا ان تسمي عرمان لأن مواصفات المقترح تنطبق عليه الى حد كبير..لأن الشماليين الآخرين في الحركة الشعبية وهم مسلمون بالضرورة تقترب احتمالات فوزهم او منافستهم على منصب الرئاسة من الخانة الصفرية. باحتمال انفصال الجنوب العام القادم وفوز ياسر عرمان برئاسة الجمهورية، فإن الأخير يكون قد أوجد للحركة مخرجاً من ورطة سياسية كبيرة، وهي ان ينفصل الجنوب ويظل مرشحه لرئاسة الجمهورية حاكماً على الشمال..عرمان سيحل هذا الاشكال اذا تحقق الاحتمالان مع بعض، وسيبقى حاكما على الشمال وليس غريبا عليه لا وجها ولا يدا ولا لسانا..ولا بأس بعد ذلك من ان يجتهد لوحدة الشطرين كما قال باقان اموم - الامين العام للحركة الشعبية. ترشيح الحركة الشعبية لياسر عرمان، وترشيح المؤتمر الشعبي لعبدالله دينق نيال كمرشحين لرئاسة الجمهورية أماطا اللثام عن طريقة تفكير معكوسة بين الشعبي والشعبية. المؤتمر الشعبي نظر الى ترشيح عبدالله دينق كظاهرة اوبامية (نسبة لباراك اوباما)، فأراد ان يصل الى حل لمشكلة وحدة السودان عبر جسور الالوان والانتماء القبلي، ناسيا ان الناخب الجنوبي اذكى من ان ينخدع بشخص من بني جلدته دون النظر الى محموله الفكري والثقافي ومشروعه السياسي.والحركة الشعبية لم تقف كثيرا عند اسلام ياسر ولونه القمحي ولسانه العربي، فاعتمدته مرشحا لها، وابقت على رئيسها الفريق سلفاكير ليحرس الجنوب ويؤمن مقعده من المغامرات والطامحين.