لديّ.. ولدى الكثيرين قناعة تامة بأن السيد الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية، ورئيس حكومة الجنوب، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان هو (رجل المرحلة) في الجنوب، وهو الأنسب لرئاسة الجنوب.. بقيّ في أحضان الوطن أم آثر الإنفصال، والسبب في ذلك هو أن وحدة الجنوب الداخلية تكاد تكون أكثر ضماناً مع حكم الحركة الشعبية تحت قيادته، وحكومة السيد سلفاكير الآن أخذت تؤسس لمقومات إقليم واحد متماسك يمكن أن يكون مؤهلاً لإعلان دولة في حالة الإنفصال- لا قدر الله- ولأن السيد سلفاكير ميارديت رجل يقبل الرأي والرأي الآخر، أي أن روحه روح مواطن جنوبي أصيل ديمقراطي المزاج. أقول قولي هذا رغم احترامي الشديد لمنافسه على منصب رئاسة الجنوب الدكتور لام أكول أجاوين الذي تمتد معرفتي به إلى عام الإنتفاضة واجتماعات نادي الأساتذة في جامعة الخرطوم، وكنت أتمنى ألا يخرج الدكتور لام عن الحركة الشعبية ليؤسس حركة موازية تحمل اسم التغيير الديمقراطي، ولكن هذه أمنيات منع تحققها الصراع والحراك السياسي داخل الحركة الشعبية.. ومع كامل احترامي للمرشحين المستقلين الذين تفلتوا عن المؤسسية داخل الحركة الشعبية إرضاء لطموحات شخصية أو قبلية.. ما علينا.. فالذي حدث حدث، وانشق الوعاء الجامع الذي كنا نتمنى أن يظل واحداً متماسكاً، وأن يكون فوز السيد سلفاكير أول فوز معلن بالتزكية لأحد المواقع القيادية الكبرى التي يرتبط بها مصير البلاد كلها لا مصير جزء من أجزائها.. وكلها لنا وطن. نحن نعلم أن نيل المطالب لا يجيء بالتمني ولكن ومع التحول الديمقراطي تؤخذ السلطة (انتخاباً)، وقد راهن السيد سلفاكير ومن خلفه الحركة الشعبية على الفوز برئاسة الجنوب، وهو فوز نستطيع القول بأنه مؤكد ومضمون، ولم يراهن السيد سلفا ولا الكثير من قيادات الحركة الشعبية على الفوز بمقعد رئاسة الجمهورية لأسباب موضوعية، أبرزها أن المشير البشير هو الأوفر حظاً بالفوز والذي تصعب منافسته في مضمار السباق الانتخابي، لذلك- وهذا رأي شخصي- تم الدفع بالأستاذ ياسر عرمان لخوض انتخابات الرئاسة باسم الحركة الشعبية حتى لا تغيب عن ساحات التنافس في المناصب العامة، ولو كان الفوز مضموناً لمرشح الحركة في رئاسة الجمهورية لقدمت السيد سلفا ليكون مرشحها للرئاسة. لا اعتقد أن أحداً داخل الحركة الشعبية يتوقع أن يكون الأستاذ ياسر عرمان رئيساً للجمهورية، ليكون السيد سلفا نائباً «أول » له على مستوى الوطن الواحد، ويخلع له قبعته (تحية واحتراماً) كما تقتضي أعراف من يضعون القبعات على رؤوسهم. نعجب- حقيقة- لدعوة الأستاذ ياسر عرمان التي طالب فيها الرئيس البشير أن يتنازل لصالح الحركة .. (!) لأن مصدر تعجبنا هل سيكون التنازل لصالح الحركة أم لصالح عرمان نفسه الذي تبدو حظوظه في الفوز بالرئاسة مثل حظوظ الدجاجة في الطيران!..