كتبت قبل أيام عن تجربة المخرج السورى مع الدراما السودانية فى سلسلة «حكايات سودانية »التى انتجها تلفزيون الشروق و قد شارك فيها عدد من الممثلين السودانيين دون غيرهم و شارك فى السلسلة بجانب المخرج طاقم ضم فنى إضاءة و صوت و مساعد مخرج ، و كتبت عن التصريحات التى أطلقها السوريون بحق الدراما السودانية من واقع المشاهد التى تم تصويرها و كانت فى مجملها إيجابية و للحق أقول أنها كانت قريبة من الواقع ، اشاد بأداء بعض الممثلين و أنتقد آخرين ، و راهن على الدراما السودانية و أنها ستكسب المصرية و السورية فى العام 2010م ، وفى أمسية الخميس الفائت بث تلفزيون الشروق أولى الحلقات . شاهدت الحلقة و تفاجأت و أصابتنى حالة من الإحباط و لكن سرعان ما أفقت منها و يعود إحباطى و سرعة إفاقتى الى التوقعات الكبيرة التى خلصنا إليها بعد حديث المخرج السورى و النقلة النوعية فى الصورة و حركة الكاميرا و هذا ما يجعلنا نقر بان الحلقة أضافت و لكن إضافتها لم تكن بالقدر الذى توقعناه ، كانت أكثر من عادية و لم تكن فى حاجة لمخرج من الخارج ، فأى مخرج سودانى يستطيع أن ينجز هذه النقلة . صاحبت العمل بعض العيوب التى ظلت تلازم الدراما التلفزيونية و التى تمثلت فى حزمة الدولارات التى فضحتها الكاميرا و هى عبارة عن مبالغ من فئات العشرة جنيهات السودانية و هى مغطاة بورقتى من الدولار الأمريكى و هذه واحدة من إشكاليات الإنتاج فى السودان و ما كان للمخرج أن يقبل بهذه المعالجة الساذجة ، و بالإضافة الى ذلك فإن التوفيق جانب الموسيقى التصويرية و المؤثرات ، وهناك ضعف فى النص كما أن عنوان السلسلة فيه الكثير من التغريب و كأن المنتج و هو تلفزيون الشروق لا علاقة له بالسودان و فيه تنازل لصالح الآخر و حياء زائد و هو سمة الشخصية السودانية مهما يكن فإن اى انتاج درامى يتقدم بالدراما السودانية للأمام..