الحياة مصالح ، من لديه مصلحة عندك أو من يحتاج اليك سيكون على اتصال دائم بك وبعد ان تنقضي المصالح يذهب كل زول إلى حال سبيله ، هكذا هي الدنيا ، الإنسان منذ ان يعي الحياة يصادف في طريقه آلاف من البشر ، أصدقاء المدرسة والجامعة والعمل والحي وأصدقاء المصالح المشتركة في السوق والغربة ، كل هذه الهيلمانة يترجلون من شجرة الذاكرة بعد ان تفارقهم ( فراق الطريفي لجمله ) ، إما ( فردتك ) وكاتم أسرارك وصديق العمر هو الآخر يترجل عنوة من القاطرة بعد ان يلتقي الإنسان أصدقاء جدد تحكمه المصلحة ويقيم معهم علاقات من ابو كديس ، إما الحب الأول ، فمصيره مصير الهاربون من الذاكرة ، اسمعوني ولا ترموني بالطوب والحجارة ، بيت الشعر الشهير ( ما الحب الا للحبيب الاول ) مجرد كلام جرائد وخرابيط ، أتحدى أي زول أو زوله ان كان لا يزال يتذكر الحبيب الاول ويحن إليه وينتشي طربا حينما يردد الراحل رمضان حسن ( يا غرامي الاول ذكرى لا تتحول ) ، ما علينا عموما ، كلنا غير أوفياء ، مصالح الحياة تجعلنا هكذا غير أوفياء انا وانت وزيد وعبيد وفريد وفهيمه ورانيا وساميه وسلمى ، كلنا في الهوى سوا يعني العربي الفصيح غير أوفياء على الإطلاق ، وما خفي أعظم ، في الزمن الجميل استمعت إلى أغنية للفنان سيف الجامعة ، أغنية بعنوان ( يا صاحبه) أظن ان الأغنية ، لا زالت تنام في أضابير شركات الانتاج مطلع الأغنية يقول: يا صاحبه في الزمن الشحيح زمن المشاعر زيف وريح ما تبكي بالهم العليك في الدنيا ما فيش مستريح ، ويتجلى سيف الجامعة حينما يختمها بمقطع ( راح ألوفا ولي الناس بقت ما لناس والخيرين قله ) ، آآآآآآآآآآآآه يا صاحبي سيف ما أجملك حينما تتسلطن وتصهلل وانت تؤدي هذه الأغنية ، صحيح في هذا الزمن الخيرين قله ، انا نفسي لست من الأخيار ولا الخيرين ، اعترف بعضمة لساني بذلك ، وأتحدى أي إنسان يعترف مثلي انه غير وفي وليس من الأخيار ، فكم من أسماء مضيئة سقطت من شجرة الذاكرة ، أسماء أثرت فيك وأثرت فيها وبمرور الزمن أصبحت مثل الهشيم تذروها الرياح ، بعد ان تبدلت مصالحك تبعا للمهنة والعلاقات والذي منه ، بالأمس هاتفني صديق من زمرة الزمن الجميل وحكي بمرارة ان احد أصدقائه الحميمين من زمان الجامعة ، استقبله في الهاتف ببرود شديد حينما عثر على رقم هاتفه في الفجيرة واتصل به ، قلت له بسيطة ( يا زول تحدث في ارقي المستويات ) ، هكذا هي الحياة تحكمها المصالح ، ولأننا نعيش في ماراثون الانتخابات بنت الذي والذين فأن المصالح تبدأ في الخروج من بياتها الشتوي ، وبالنسبة للمرشحين فعدو الأمس يصبح صديقا وجارك صاحب الملامح العابسة تصبح تكشيرته مثل العسل على قلبك ، انها الحياة ( شيلني وأشيلك ) ، ويا حبيبه الناس مصالح والزمن يا عمري جارح ، بطل يا متخلف أنت اكبر المصلحجية