كنا مجموعة كبيرة من الناس نساء ورجال في مناسبة إجتماعية وكان الشعر إبن الذي واللذين حاضرا في مداولات الحضور ، وطافت عربة الأسئلة بالفعل الإبداعي لكوكبة من أصدقائي الشعراء ، وليسامحوني ، فأنا واحد من «الغاوون» ، في وسط معمعة الكلام سألت إمرأة من عاشقات الطرب عن شاعر أغنية جمعنا قدر لسيد الغناء الراحل مصطفى سيد أحمد وعندها توقف الحضور جميعا في العقبة ، وسقطوا في إمتحان الأغنية الفلتة ، لم يتمكن أحدهم من معرفة شاعرها ، ولأن صاحبكم العبد الله عاصر كتابة هذا النص حينما كان العمر مشرقا كوردة على ضفة الحلم ، فردت عضلاتي وتحدثت عن صديقنا القديم عبد الرحمن مكاوي ، لدهشتي وحزني أن واحدا من الشلة الكبيرة لم يعرف ، عبد الرحمن مكاوي ، سألت الحضور إن كانوا يعرفون ، ، التيجاني حاج موسى ، عزمي احمد خليل ، عبد الوهاب هلاوي ، مختار دفع الله ، محمد نجيب محمد علي ،وسعد الدين إبراهيم ، فقالوا بصوت واحد نعرف كل هؤلاء ولكن لم نسمع بهذا المكاوي ولا نعرف أن كان أصلا هناك شاعر يركض في فضاءات الأغنية السودانية يدعي بهذا الإسم ، طبعا يا جماعة الخير مثل هذا الكلام يجيب الصدمة بنت أم الصدمة ، فشاعر ضخم مثل هذا الرجل يعيش في طي النسيان ، لا تحزن يا صاحبي كل شيء جايز في السودان من إقصاء وتهميش المبدعين إلى آخر محطات النذالة الإجتماعية والشلليات ، يا قلبي لا تحزن. المهم عبد الرحمن مكاوي كتب أجمل النصوص وجعا ورومانسية في الغناء السوداني منها أحلى منك خليتني ليه عشت الشقا شال هم فرقتك قلبي أسالمك في عيون الناس للبلابل من ألحان صديقنا أنس العاقب ، إلى غيرها من نصوص تعيش في الوعي الجمعي للذائقة السودانية ، لكن للأسف هناك من يتسلطن آخر إنبساط مع كلام هذا الرجل دون أن يدري من هو ؟، هذا الحال ليس وقفا على المكاوي هناك الكثيرين من مظاليم الإعلام في السودان ، ولكن ما عارفين نقول شنو ، صدقوني ما زلت أذكر عبد الرحمن الساخر جدا والرومانسي حد الوجع يصابح الحياة بإبتسامة منطفئة مثل غيمة هاربة من عنفوان الصيف ، آخر مرة إلتقيته كان في مجلس صديقنا المشترك عبد الوهاب هلاوي ,كان مساء بهيا ، مثل إطلالة الأحبة الغائبون ، أذكر أن عبد الرحمن في تلك الأمسية الغاربة عن فاتورة العمر ، كان خارجا من تجربة مؤلمة ، و أباح ليلتها بنصوص ، ما زلت أحتفظ في ذاكرتي الغربال بنتف منها ، بعدها إستضافت أرصفة الغربة صاحبكم العبد لله ، فركض بعيدا ، إلى فضاءات الدنيا ليل غربة ومطر ، للأسف القنوات الفضائية المتناسلة مثل أفراخ البط في السودان ، تغيب عنها إطلالة هذا المكاوي ، كما يغيب عنها آخرون ، في الوقت الذي يكرم فيه أشخاص لا يقل عنهم عبد الرحمن مكاوي إبداعا ، ولكن ماذا نقول يا بخت من كان الوزير خاله الله يخرب بيوتكم ، هريتو كبدي .