أطل الشاعر والكاتب الدرامي « قاسم أبوزيد »على شاشة قناة الشروق ليبشّر بفيلم من أربعة أجزاء يوثق للروائي الراحل الطيب صالح. أثار الخبر فيَّ شجوناً دفينة وطربت أيما طرب بالجهد الكبير باتجاه التوثيق درامياً لعظمائنا خاصة بعد أن أصبحت الدراما وعاءً يتّسع لما تضيق عنه «أجناس» الإبداع الأخرى. فأمام حياة الطيب صالح «تئن» بحور الخليل وتقزم مساحات الكتب... والدراما قادرة على نقل الواقعية السحرية للطيب الصالح الذي رفع اسم «الوطن» عالياً في بيروت والقاهرة ولندن بعد أن توارى في جحافل صناعة الثقافة العربية والتزم آخر الطابور كثيراً... *فيلم قاسم أبو زيد عن الطيب صالح ذكَّرني بموضوع كتبته في صحيفة« الوطن السعودية» عام 2000م بعد أن استفزتني بعض مشاهد درامية عرضها «تلفزيون سلطنة عمان» ضمن برنامج (في الشعر العربي) وكانت المشاهد تحكي جزءاً من حياة الشاعر التيجاني يوسف بشير... كان المؤدون من السلطنة الحبيبة.. يعتمر الرجالُ منهم عمامتنا السودانية والنساء ثياب أمهاتنا.. قدموا بلهجتنا السودانية دراما مختلفة نوعاً وغاية... طالبت يومها ببناء خطوة وخطوات مماثلة لما أسس له «تلفزيون سلطنة عمان» والالتفات إلى ضرورة تسويق «الثقافة السودانية» والإرث الحضاري الثمين للأمة العربية وللإنسانية أجمع عبر ذات القوالب المستخدمة اليوم.. * فشكراً لك أستاذي قاسم أبو زيد وأنت توثق للطيب صالح ولعلها دعوة لئلا يقف حصان التوثيق عند «عبقري كرمكول» ولا يقتصر على الأدباء فقط .ففي بلادنا كثيرون تجاربهم ليست ملكاً إلا ل«الآخرين».