الأستاذة الكبيرة/ نازك يوسف- صاحبة عمود حواف حادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو شاكراً أن تجد سطوري المتواضعة مكاناً في عمودكم المتميز، فأنا أكتب لك والحزن يملأ قلبي مما يحدث في بلادنا، فلم أكن أتوقع أن يصل الناس إلى هذا الحد من المهارة الهائلة، فإذا سألتني عزيزي القاريء عن السبب.. ستعرفه إذا تابعتَ القراءة. أولاً: ولأني أحب الخير لكل الناس، أردت أن أنشر تجربتي ليتعظوا منها ولا يقعوا في الخطأ الذي وقعت فيه أنا، وهما مشهدان:- المشهد الأول: كنت أتجول في السوق كعادتي وأنا أمشي، أحب أن أرى ما يعرضه الباعة المتجولون أو (الفراشين)، وأعني (الذين يفرشون بضاعتهم على الأرض أو على ترابيز من كرتون)، فسمعت أحد الباعة ينادي ويقول: (الصندلية الأصلية).. ويرددها كثيراً ثم يقول: (بعشرة جنيه) ويرددها كثيراً، فلما وقفت أمامه جاء أحد ومد النقود وقال له: من فضلك أعطني أربعة، وجاء ثاني ومد نقوداً وقال له: أعطني ثلاثة، وجاء ثالث ومد النقود وقال له مثل الثاني والأول، فقلت في نفسي: (معناها الصندلية دي فعلاً رائعة، ما دام الناس يقبلون عليها ويشترون بهذه الكميات)، فقلت له: (من فضلك أعطني واحدة).. وأعطيته العشرة جنيهات، وبمجرد أن أعطيته العشرة جنيهات وذهبت منه مسافة مترين لاحظت أن الزحام الذي كان لم يكن إلا أفراد من المتفقين معه ليغروني لأشتري كمية، والحمد لله أني اشتريت واحدة.. وعلمت أنها كانت خدعة، فهي لم تكن صندلية ناهيك عن أنها أصلية أو غير أصلية، فلا تقعوا في ما وقعت فيه أنا. المشهد الثاني: قريباً من مكان المشهد الأول إلا أنه كان بعد سنة ونصف تقريباً، وهذه المرة ليست (صندلية) وإنما مجموعة عطرية مكونة من (زجاجة عطر+ مزيل عرق+ صابونة حمام صغيرة الحجم جميلة اللون)، مغلفة بغلاف شفاف يمكنك من رؤية المجموعة العطرية ولا يمكنك فتحها لكي تجرب أولاً، وكل هذه المجموعة العطرية يصيح بائعها الذي يحمل في يده زجاجة عطر (يبخ) لك منها (بخة) ويقول (بثلاثة جنيه).. ويرددها كثيراً، وفي هذه المرة أيضاً هناك بعض الأشخاص الذين يتفق معهم هذا البائع يقبلون عليه بمجرد وقوفك أمامه، ولأني كنت في عجلة من أمري أشتريت دون أن أجرب ولم يخطر على بالي أنها أيضاً خدعة كسابقتها، فلما ذهبت إلى البيت وجدت أن (فتيل مزيل العرق) فارغ تماماً ووجدت أن زجاجة العطر ليست إلا (كحول) فقط ليست فيها أي رائحة عطرية وليست لها أي علاقة ب (البخة التي يبخها)، أما (صابونة الحمام) وما أدراك ما صابونة الحمام فأمرها عجيب، لم تكن صابونة حمام ولكن كانت شيئاً آخر.. وأرجو منك عزيزي القاريء ألا تشتري أي شيء قبل أن تجربه، وخذوا مني العبرة. خلاصة:- قال صلى الله عليه وسلم: (حُبِبَ إليّ من دنياكم الطِيب و...) وكونه عليه الصلاة والسلام يحب من هذه الدنيا العِطر، فهذه سنته أرجو أن ينتبه إليها الناس ويقتدوا به. زهدي عبدالحميد أدهم من المحررة: نتمنى من الجميع التعامل بالأمانة والصدق.