أخيراً لم تجد نقابة عمال الزكاة سبيلاً لحل مشاكلها فاضطرت للجوء للصحف وإثارة مشاكلها مع الإدارة العليا لديوان الزكاة جهراً في وسائل الإعلام، لتهدد عرش سلطة الديوان العليا بالإضراب عن العمل لأن مرتبات العمل بديوان الزكاة في حدها الأدنى 250 جنيهاً والأعلى دون الألف جنيه، خلافاً لما هو سائد في اعتقاد عامة الناس من أن العاملين في ديوان الزكاة أحوالهم بحمد الله أفضل ما يكون إنفاذاً لمصرف العاملين عليها. في الأسبوع الماضي زرت ديوان الزكاة للقاء الأمين العام بروفسير عبد الرحمن الفادني لكن الفادني من الذين يصعب الوصول إليهم بالدروب المفتوحة، وهالني لحد الصدمة المظهر العام لديوان الزكاة، آلاف الملفات والأوراق القديمة (مرمية) أسفل العمارة السامقة ذات الطوابق المتعددة.. ملفات في العراء (تتطاير) الأوراق منها مثل عربة النفايات لم تجد حتى من يستر عورتها.. هل هي ملفات الذين يطرقون أبواب ديوان الزكاة عشماً وأملاً في حل مشاكلهم أم هي ملفات أخرى؟؟ وفي شرق البناية يقف المسجد الذي انهار سقفه فجأة لأسباب هندسية أو لأسباب أخرى.. المهم ديوان الزكاة مسجده انهار سقفه وبيوت الله في الغالب لا تسقط بدعاء مرتادي المساجد، أما سقوطه ذاك فهو قضية نعود إليها بالصورة والتعليق. التقطتُ صورة (لكوم) الملفات أو نفايات الديوان قبل الولوج لداخل مبنى الديوان، وفجأة حاصرني ثلاثة من الجنود الأشداء الغلاظ يسألون عن الأسباب التي دفعتني لتصوير المبنى الذي لم يكتب في مدخله ممنوع الاقتراب والتصوير (منطقة زكوية)، قلت للشباب الذين تطاير الشرر من أعينهم: سوف أنشر هذه الصور في صحيفة «آخر لحظة». وهنا تراجع الشباب خطواط وبدأت الاتصالات بالإدارة العليا لاتخاذ تدابير تحول دون كشف عورات الديوان، ويكفي ما نشره الأستاذ جمال علي من قبل عن القناة الفضائية التي يدعمها ديوان الزكاة مثل دعم سوداتيل لبعض القنوات الخاصة.. في مكتب المدير العام دار حديث شفاف جداً مع الأستاذ الغزالي مدير مكتب د. الفادني، وهو شاب مستنير جداً يتقبل الرأي الآخر برحابة صدر وسعة أفق.. اعترف الغزالي بوجود إخفاقات في الأداء واعترف بحاجة ديوان الزكاة للتواصل الإعلامي مع الآخرين مما استدعى تعيين الأستاذ الأمين قيدوم عليوة للمهمة، لكن يبقى جوهر قضية ديوان الزكاة في قيادته التي فشلت في حل مشاكل العمال العاملين عليها، وفشلت حتى اليوم في إقناع الذين يدفعون الزكاة خوفاً من الله والذين يدفعون الزكاة خوفاً من السلطات، وهم على يقين بأن مال الزكاة إسهامه في درء الفقر ضعيف جداً مادام مدير ديوان الزكاة يتولى توزيع المال (بسماعة) التلفون، وحريص على الظهور أمام القيادات العليا في الدولة أكثر من حرصه على دفع حقوق العاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وابن السبيل والغارمين، أما الرقاب فقد تحرر الناس من العبودية لكن ديوان زكاتنا في حاجة لتحرير جديد..