حالة انقطاع عام عن العالم أصابت (عبدو) فقد تقطعت به سبل التواصل مع العالم خارج إطار منزله بعد سرقة «جواله»... ثم انقطعت عنه الاخبار بعد أن عبث ابنه بجهاز (التلفزيون) فصار لا يدري ما يدور حوله.. وعمت حالة الانقطاع كل أسرته.. كل صباح يسأل (عبدو) عن ما يدور في البلد ويصادف أن يفاجأ بأن هناك حدثاً هاماً خلال اليوم أو الغد.. فبعد أن نزل المعاش وتحدد الرزق في أضيق الحدود سئم (عبدو) من تفاصيل كثيرة كانت تقربه مع الناس.. ولكنه بحكم عجلة الحياة مجبر على معرفة القدر اليسير مما يدور حوله.. وفكرة أنه أصبح معاشياً هزمته بصورة كبيرة.. رغم انه يعرف تحديداًً اليوم الذي سينزله معاشاً. إلا أن تغييرات كثيرة جعلته يخرج عن شبكة التواصل الإنساني مع الناس.. وتزيده الأعطاب الفنية بجهاز (الموبايل) والتلفزيون بعداً وانقطاعاً.. وآثار المعاش تنقش. سلامات يا المزاج المزاجات التي يمارسها البعض في غير مواضعها.. تعقد كثيراً من انسياب التعامل بين الناس بعضهم بعض، كمثال أن يكون الزوج مزاجياً لا تعرف الزوجة الوقت المناسب للتفاهم معه ولا تدري متى يكون صافي المزاج أو متعكر.. أو مثال آخر أن يكون الصديق هلامياً في المزاج وفي التصرفات حتى على مستوى الثوابت واسياسيات الأخلاق والاصول .. حتى لا يجد الصديق المحتاج للمؤانسة في وقت ضيقه عند هذا المزاجي المتقلب.. اما المزاجيات في مجال العمل فحدث ولا حرج وقصة «المدير مزاجه رايق.. ولا المدير مزاجه غير رايق عشان نخش عليه ونقدم طلباتنا».. وياما في المزاجيات من دراما حياتية مليئة بالعمق والاسى.. ففي المزاج.. ان احدهم تمنع عن زيارة اعز اصدقائه وهو طريح الفراش بالمستشفى القريبة من دارهم بحجة «مزاجه ما رايق» .. فرحل هذا الصديق الذي كان يسأل عنه حتى اللحظات الاخيرة ليوصيه على ابنائه وبعض الاسرار. اخر الكلام: ما بين التواصل مع العالم .. وفقه المزاجيات تتساقط الكثير من أوراق التوت التي تكشف عن حالتنا البائسة.