لا أدري من الذي هدى الأستاذ محمد إبراهيم نقد للترشح لرئاسة الجمهورية في خطوة لم يحسب لها الرجل حساباً رغم عمره الطويل في السياسة والذي أضاع أغلبه تحت الأرض بعيداً عن الناس .. فالرجل بقرار ترشحه وضع نفسه في امتحان لا يمتلك فيه مفاتيح النجاح ،الشئ الذي يجعلنا نتوقع أن يضرب نقد في أبريل المقبل كفاً بكف ويلحقها بلطمة خد ويقول «إن حظى كدقيق فوق شوك نثروه وقالوا لحفاة يوم ريح أجمعوه» .. بحكم أن الشيوعية التي يحمل نقد رايتها في سباق الرئاسة هي «خصم» على أي مرشح يريد أن يعلو منها على التربة السودانية.. بعد أن فشل نقد ومن جاءوا بالفكرة من الخارج في أن يجدوا لها ترحيباً ويكسبوها عمراً في وطن نار القرآن .. ومن هنا وجد نقد عقب ترشحه وقبل الانتخابات انتقادات حادة من علماء المسلمين حيث قال الشيخ أبوزيد محمد حمزة : إنه لا يجوز ترشيحه إذا ما ثبت أنه شيوعي ينكر وجود الله كما يشاع عنه مما يجعل انتخابه لا يجوز.. وإنه إذا فاز فإن من صوَّتوا له يكونوا آثمين عند الله.. أما الشيخ إبراهيم خليل الناطق باسم حزب التحرير الإسلامي فقد أكد عدم جواز ترشيح نقد.. وقطعاً سيتواصل الهجوم عليه وهو يمثل حزبه الذي فارقه الكثير من الرفاق وماتت فكرته حتى في منبعها بالخارج وخرج منه أمثال أستاذنا عبد الله عبيد الذي كان من أنشط كوادره المؤمنة بالفكرة والذي ظل مزعجاً للحكومات بقدراته الفائقة على «شخبطة» الحوائط ليلاً بعبارات المعارضة.. المهم أن نقد أخطأ بترشيح نفسه في أرضية وظروف ومعطيات تجعل حظوظه ضعيفة جداً في تحقيق نتيجة تحفظ له حتى ماء الوجه مقارنة بسنوات عمره السياسي الطويلة التي تتطلب أن تكون كل خطواته بحساب وهذا ما لم يفعله نقد وهو يقحم نفسه في غمار المنافسة.