في تلك الأمسية المغسولة برائحة الرطوبة ونكهة البحر حاولت استدعاء السيد النوم بالقوة الجبرية ، للأسف الشديد اللعين مد لسانه الطويل وتركني وحدي أعاني مع الهواجس والعيون المنتفخة ، الله يخرب بيتك أيها النوم ، حتى أنت يا جربان مش عايز تزورنا ، المهم حاولت الهروب من حالة التوهان بالتسمر أمام شاشة التلفزيون للأسف معظم برامج الفضائيات تسبب الوخم لكنه وخم والعياذ بالله لا ينفع مع حالتي المستعصية ، الليل يواصل توغله ، اخيرا قلت في نفسي ( يا سجم الرماد ) أحسن تتمشي في الشوارع يمكن ان يأتيك النعاس طائعا ، تخرج من المنزل وانت ترتدي ( سوت ) رياضي ، تدير مفتاح السيارة ، تسير من غير تحديد مكان ، الساعة الآن الرابعة بعد منتصف الليل ولا شيء في الشوارع الناعسة سوى بعض المحلات المفتوحة حتى وجه الفجر ، تتوقف بجوار محل صغير لبيع القهوة والشاي ، تتذكر ان مثل هذه المنبهات تطرد النوم وأبو النوم كمان ، تواصل السير ، يآآآآآآآآآه ... هناك محل هامبورجر لذيذ ، في تلك اللحظة يسيل لعابك وتبدأ عصافير بطنك في الصوصوة ، تتوقف بجوار شباك الخدمة الذاتية في محل الوجبات السريعة يطل عليك آسيوي ذو وجه سمين وحليق تناوله بضعة دراهم فيأتيك الرجل بساندويتش معتبر رائحته تجنن ، قبل ان تأكله تتذكر انك تتبع برنامجاً قاسياً للحمية وتخفيف الوزن ، ترمي الساندويتش وانت تشعر بالغيظ لدرجة الغليان ، لا زالت جيوش النوم ابعد من شنبك ( المزعمط ) ، تتذكر في تلك اللحظة ان آخر الأبحاث تشير إلى ان عدم التمتع بحصة وافرة من النوم يؤدي إلى رفع ضغط الدم ، للأسف عدم النوم استمر لعدة أيام ، عندها طرأت على ذهني فكرة مجنونة كانت نائمة منذ سنوات طويلة ، الفكرة تتمثل في تأسيس جمهورية نيام نيام على أرض السودان بشرط ان أتولى رئاسة هذه الجمهورية ، وعند صياغة دستور دولة نيام نيام ، ينبغي اضافة بند ان من أهم مسوغات نيل المواطنة في دولة النوم ان يكون الفرد سواء رجلا أو إمراة أو طفلا من النوامين وعشاق النوم ( جافاني ) ، عموما من يريد الحصول على جنسية جمهورية نيام نيام ، عليه تقديم طلبه على عنواني الموجود في أعلى الصرخة على ان يكون مشفوعا بكافة المستندات التي تتيح له الحصول على جنسية هذه الجمهورية الفريدة من نوعها ، ومن الآن فصاعدا بصفتي عينت نفسي رئيسا لجمهورية نيام نيام يمنع منعا باتا حصول السياسيين المزعجين وزعامات الأحزاب من طرف والنسوة الشريرات ، والرجال الحاقدين الذين يضربون زوجاتهم ويشوهوهن على جنسية الدولة الوليدة ، وبإذن الله سيكون شعار جمهوريتنا ( اذا كترت الهموم ارقد نوم ). عموما جمهورية نيام نيام سوف تكون محايدة في جميع القضايا الدولية الراهنة وأجمل حاجة ان امريكا لن تتدخل في شؤوننا لأننا نائمون ولسنا من الدول المصابة بفرط النشاط الحركي ، نوم يا خويا نوم لمن يخمك