معدة الفقير في حاجة إلى طعام... وطعام الغني في حاجة إلى معدة، وكل الخضروات والخردوات في حاجة إلى وجه لتبييضه. أيُّها الناس، وأنا أتأمل برامج التجميل على الشاشات الفضائية أشعر أن هناك مؤامرة تدبّر في صالونات التجميل التي انتشرت كانتشار الذباب هذه الأيام. وإنكم لا شك ولا مندوحة مقبلون على مجاعة لا قبل لكم بها. فقط تابع هذه المرأ ة وهي تشرح لبنات جنسها من ذوات الثدي هذه الوصفة: المقادير: جهزي كيلو موز من النوع الأصفر، ونص رطل عسل نحل، وقطعة خيار، ونص كباية زبادي، وعليهم طماطمايتين وزيت زيتون، وبقدونس وبيضتين وختي دا كلو في الخلاطة وأضربيهو مع بعض لحدي ما يصبح محلول تخين كدا زي ملاح الروب.... إلخ. هذه الخلطة بكل أسف ليست للأكل.. وكان من الممكن أن تشبّع عائلة كاملة من النازحين.. ولكنها وصفة لقناع تضعه النساء على وجوههن لبعولتهن أو لغير بعولتهن لإزالة التجاعيد والنمش وحب الشباب إن كانت فيه بقية، وشد الجلد حول الفك الأسفل والرقبة أكثر المناطق تأثراً بتقدم السن. ويصلح القناع أيضاً للفتيات صغيرات السن لتفتيح البشرة دهنية كانت أو جافة ولترطيب الأجفان حتى تبدو ناعسة بعد وضع الماسكارا «المسخرة» والظلال.. بالاختصار لقد دخل سوق الخضار البيوت من أبوابها لا ليستقر على المائدة ولكن ليستقر على وجوه النساء. وأيادي النساء وكل موضع يمكن أن يخسسه أو يزيده امتلاءً والرجل البائس الجائع الهائم على وجهه في الكافتيريات باحثاً عن ساندوتش يزعمون أن كل تلك التحضيرات التي امتلأت بها المجلات النسائية والفضائيات من أجله وهو ما جايب خبر. الحاج أبو البنات رزقه الله ذرية صالحة من البنات وإلى وقت قريب قبل ثورة سوق الخضر والفاكهة كان عندما يعود لبيته تستقبله تلك الذرية بالبشر والترحاب ويجد الطعام معداً جاهزاً.. كل شيء في مكانه.. الخضار للملاح والسلطة والفواكه لما بعد الوجبة أو ما بين الوجبتين.. ولكنه الآن يعود ليجد كل أنواع الفواكه والخضروات موجودة وبكميات كبيرة فينشرح صدره ويحمد الله على هذه النعمة ويسأل الله أن يديمها.. وما أن تمتد يده لتفاحة تنقي الدم ولا سيما تفاحةً تفاحةً تفاحةٍ على الريق كما يقول كتاب النحو.. يسمع صوت بعلته مجلجلاً:- يا راجل.. دا ما تفاح أكل.. خلي التفاحة في محلها.. وطيب دا تفاح شنو؟ دا تفاح تفتيح البشرة.. إنت عايز تبور البنات ولا شنو؟.. وترتد إليه يده فاضية من غير سوء.. ولكن الصيحة ترتفع من الجميع مستنكرة إن امتدت يده لخيارة.. فهذه ليست للأكل وإنما لتوضع بعد القناع على العينين لتزيل إحمرارهما وتكسبهما غرودة مصطنعة، والبنت التي لا تستطيع أن تغرود عينيها.. تخرج من ملة البنات اللائي هن في دائرة الاهتمام. ويظل الحاج أبو البنات ينتقل من فاكهة محرمة إلى سلطة ملعونة ويقرر في النهاية أن يعود أدراجه ليحلي بساندوتش فول أو لقيمات يقمن صلبه.. وفي طريقه إلى الخارج يمعط صفقة من شجرة الليمون التي تنمو بالقرب من الباب فإذا بصوت بعلته يلاحقه زاجراً ألا يعود لمثلها. :- شوفوا يا أخواني الراجل المخرف دا.. يمعط صفق الليمونة وهو ما عارف دا قاعدين نستعملوا عشان يبييض الكوعين؟ عايز يبور البنات ولا شنو؟ قادر الله يا سارة أبو... تعالي شوفي خمج الرجال!! آخر الكلام: دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشتر ولا تهد هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سن الفيل وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيارة أوتعبر الشارع.