وكالة «كمون» الأخبارية والإعلامية إحدى النوافذ الإعلامية الحديثة التي بدأت في تغذية الرأي العام بالمعلومات والأخبار واستطلاعات الرأي على طريقة الإعلام الغربي الالكتروني .. هذه الوكالة التي يقودها الصحافي يوسف محمد الحسن أصدرت الخميس الماضي نتائج استطلاع رأي حول عملية التسجيل للانتخابات ونجحت الوكالة في الوصول لأكثر من (40) ألف مشترك في خدمتها وهي تطرح سؤالاً من قرأه بتربص أعتبره خبث معارضين للنظام ومن قرأه بحياد احترم الوكالة ومن قرأه بحب سارع للإجابة عن سؤال صيغته الإعلان عن بدء التسجيل بالسجل الانتخابي برأيك؟؟(أ) جاء بعد إتمام التحضيرات السياسية المطلوبة (ب) يحتاج إلى مزيد من التوافق السياسي على إعلان بدايته (ج) يجب البدء فيه لاستحالة اجتماع إرادة القوى السياسية عليه؟؟ وجاءت نتائج الاستطلاع 62.4 % يعتقدون أن الإعلان عن بدء عمليات التسجيل بالسجل الانتخابي يجب البدء فيه لاستحالة إجماع إرادة القوى السياسية بينما 21.6 % يرون أن السجل يحتاج لتوافق سياسي على إعلان موعده و 16 % يقولون إنه جاء بعد إتمام التحضيرات السياسية المطلوبة!!. الجهد الذي بذلته الوكالة في الاستطلاع واختيار قضية الساحة جعل النتائج ذات قيمة إذا وجدت حظها من التناول الإعلامي في سياق قراءة ما يحدث في الساحة من انصراف حزبي عن أهم مراحل (العملية) الديمقراطية القادمة فتسجيل الناخبين مهمة ينبغي أن تنهض بها الأحزاب السياسية إن كانت تسعى بجدية للتغيير من خلال آليات مدنية حضارية لكن الأحزاب السياسية باستثناء الحركة الشعبية في الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق مشغولة بغير عمليات التسجيل حتى المؤتمر الوطني (كبيرهم الذي عملهم ال...) اختار توقيتاً مريباً جداً لبدء حملاته الداخلية لاختيار المرشحين لمناصب الولاة وعضوية المجلس الوطني والمجالس التشريعية لتنصرف القيادات عن التسجيل وتخوض معاركها الداخلية بطريقة جعلت القوى السياسية المعارضة (تتفرج) على ما يحدث في المؤتمر الوطني وتنصرف تلك القوى عن إعداد نفسها لمواجهة الوطني وتتجلى حالة العجز السياسي التام في ولاية القضارف وقوى المعارضة تختار الوقوف في صف أحد مرشحي الوطني وتتبرع بدعمه في الانتخابات إن حقق الفوز على الوالي فأي معارضة ينتظرها هذا الشعب؟؟ لكن الحركة الشعبية في محاولة لا تفتقر للذكاء حشدت قواعدها من أجل التسجيل حتى تثبت للرأي العام أن نتائج الإحصاء السكاني مفارقة للواقع في الجنوب وجبال النوبة وفي ولاية الخرطوم التي تشهد عمليات التسجيل في بعض أحيائها نشاطاً وفي أحياء أخرى انصرف الناس عن التسجيل بحثاً عن رطل السكر وكيلو (البنضورا) الذي بلغ سعره (15) جنيهاً ولا يزال عبد الجبار حسين عثمان يحدثنا عن النهضة الزراعية(نهضة قال). إذا فشلت الأحزاب في تسجيل مناصريها فإن الانتخابات لن تنتظر خمس سنوات قادمة ولن تلغي مفوضية الانتخابات النتائج المسجلة في دفاتر موظفيها.. بل ستعلن بداية الحملة الانتخابية بمن سجّل أسمه حتى لا يعاقب المواطن الحريص على حقوقه الدستورية... بجريرة (الساهي اللاهي) عن الاستحقاق الانتخابي.