البروفيسور إبراهيم غندور أمين الأمانة السياسية بالمؤتمر الوطني برغم درجته العلمية الرفيعة إلا أن عفويته جعلت الصحفيين يجدون فيه ما يمكِّنهم من الحصول باستمرار على تصريحات مثيرة وكثيرة لدرجة أننا من كثرتها مؤخراً صرنا لا نتخيل يوماً تصدر فيه الصحف دون أن تحمل تصريحاً للبروف الذي لا يصد صحفياً التقاه بالرغم من أن المرحلة لا تتطلب الإسراف في التصريحات من رجل مثل البروف بحكم موقعه الجديد الذي يجعل الناس يحكمون على مواقف الحزب بأقواله التي يصدرالكثير منها بالعفوية أو بالتسرع قبل أن يتداول الحزب حولها ويخرج بمواقف وأقوال بحساب المرحلة الجديدة التي لا تتطلب العنتريات أو إبراز الإحساس بأن الحزب يتعامل مع الآخرين من علٍ ، وإنما تحتاج من المؤتمر الوطني الذي يقود التحول الديموقراطي في تجربة فريدة لحزب جاء للسلطة بالبندقية ولكنه اختار بطوعه أن يتنازل عنها أو يعود إليها بالاحتكام لأهل السودان. ولابد أن يزن الأقوال بميزان الذهب وأن تأتي أقواله بدقة متناهية فهو ليس مثل الحركة الشعبية التي تضمر إفشال قيام الانتخابات لضعف مقدرتها على المنافسة الديموقراطية، أو مثل الاحزاب التي خرجت من قبورها بعد أن ماتت وجاءت الانتخابات لتبعثها من جديد وهي غير مستعدة وغير مصدقة وغير قادرة على التعايش مع الواقع الجديد فنجدها تقول ثم تنسخ ما تقول بأقوال أخرى وتغير من مواقفها باستمرار حتى صرنا لا نعرف هل هي مع الانتخابات أم تريد أن تبعث في قبورها مع الأموات. الشئ الذي يجعلني أقول إن المؤتمر الوطني كحزب كبير صاحب ممارسة طويلة وجماهيرية عريضة وموجود في السلطة حالياً والكل ينتظر أقواله، فهو بحاجة إلى ناطق رسمي واحد يقول ما يتم الاتفاق عليه، ولا أرشح هنا القادم الجديد «فتحي شيلا» وإنما مطلوب تسمية ناطق للحزب بخصائص ومواصفات ومقدرات تجعله ينقل ما يتم الاتفاق عليه داخل الحزب دون تسرع أو تمهل مضر حتى لا يخرج علينا غندور بتصريحات يقول فيها «إن الرئيس البشير سوف لن تقل نسبة فوزه في الانتخابات القادمة عن 75% وإنه سوف لن يحتاج لجولة ثانية» فمثل هذا التصريح غير موفق وغير مطلوب حول انتخابات لم تقم بعد وينازل فيها الرئيس البشير عدة منافسين للرئاسة، في انتخابات أكد الرئيس نفسه أنه لا يريد أن يعود للحكم إلا عبر منافسة نظيفة و انتخابات تتم في منافسة حرة يحتكم فيها الجميع لصناديق الاقتراع، وهنا يجب أن نترك الحكم والنِسب للجماهير التي قد تعطي البشير «90%» أوتعطي غيره بلا إملاء ما دمنا قد تركنا الخيار للجماهير لتحدد، ويقيني أن الوطني بدلاً من أن يتخيل النسب فهو بحاجة إلى نزول أكثر إلى قواعده للترتيب عملياً للفوز بنسبة عالية.. فالفوز في أي انتخابات لا يكون نظرياً أو بالتقديرات.. فعلى الحزب أن يتفرغ للندوات السياسية وليالي التعبئة المستندة على الحديث عن منجزات الإنقاذ التي يراهن عليها المؤتمر الوطني والتي هي بحاجة إلى توصيل الإنجازات بالأرقام مع المقارنات إلى الناس الذين ينتظرون طرح الوطني للمرحلة الجديدة لا الاعتماد على الماضي وحده وليت د. مصطفى عثمان إسماعيل يكون الناطق الرسمي للحزب بحصافته، وليت مؤتمرات الحزب الصحفية يكون المتحدث فيها حكيم الوطن الاستاذ علي عثمان محمد طه، إنها مجرد امنيات. أخيراً إنني من السعداء بصعود البروف غندور إلى الأمانة السياسية فهو من الكوادر المؤهلة والمقتدرة والمحبوبة ولكننا بحاجة إلى ناطق رسمي للحزب الكبير والذي تهم أقواله الناس كل الناس.