يبحث نجوم المريخ اليوم عن فرض شخصيتهم الأفريقية من المواجهة الأولى.. وذلك من أجل خلق كاريزما تجعله أولاً بين فرق أفريقية تعود هذه المرة للبحث عن شيء واحد فقط.. وهو تاج البطولة! قيمة الانتصار خارج الأرض.. أو حتى فرض التعادل على الفريق المضيف، يمنح الشخصية الاعتبارية القوية.. ويجعل للاسم هيبة وسطوة تجعل الفارق المعنوي في مصلحة الفريق المتمتع بتلك الشخصية القوية. سانت جورج فريق له طموح مشروع.. ويبحث عن نتيجة الأرض والجمهور أكثر من سعي لاعبي المريخ.. وهو أيضاً حق طبيعي لفريق سانت جورج. ولكن وضع المريخ.. فنياً.. واسمياً.. تجعل لاعبيه مطالبين بتحقيق نتجية تليق والفارق الموجود بين الفريقين.. من ناحية الاسم والعراقة.. والفارق الفني. لذا نتعشم أن يفرض لاعبو المريخ شخصيتهم على لاعبي سانت جورج.. وأن يدكوا شباكهم بأرضهم ووسط جماهيرهم.. وهو أمر لن يصعب على لاعبي المريخ إن تسلحوا بسلاح واحد فقط!! سلاح الجدية المطلقة في اللعب.. هو السلاح الماضي الذي يمكن أن يقضي به نجوم المريخ على طموحات مضيفهم.. وبغيره فنبشرهم بأوقات حرجة هناك بأديس.. وربما هنا بأم درمان. وثمة خيط من ثقة يتسلل إلى دواخلنا ويجعلنا نتفاءل بنتيجة كبيرة للاعبي المريخ هناك بأرض الأحباش، ولكنها ليست ثقة مفرطة.. فكرة القدم لها قانون صارم.. وصارم جداً! وهذا الخيط الرفيع من الثقة.. نستمده من ثقة المدير الفني للفرقة الحمراء في قدراته التنظيمية.. ومعرفته الجيدة بلاعبيه ولاعبي الخصم الذين وقف على قدراتهم من خلال مشاهدات قريبة. كاربوني أصر على إخفاء تشكيله الذي سيخوض به الجولة.. وألمح إلى أنه يحترم خصمه كثيراً ويعرف جيداً كيف يتعامل مع هذه المباراة.. وربما فاجأ الجميع بنتيجة غير منتظرة! من هنا نثق في أن كاربوني سيزرع في دواخل لاعبيه ثقة كبيرة تجعلهم يؤدون بجدية مطلوبة.. وبعدها نبشركم عشاق الأحمر الجميل بانتصار خارج الديار.. وهو نتيجة كما أسلفنا تفرض شخصية لاعبي المريخ القوية منذ بداية المشوار. تنظيم متوازن من خلال قراءة بسيطة جداً نابعة عن متابعة من بعيد لأسلوب كاربوني الذي اتبعه خلال جولات المريخ التحضيرية بكينيا.. نرى أنه لن يندفع هجوماً ولن يركن للدفاع المطلق.. بل إنه يبحث عن التوازن واللعب الواقعي الذي تفرضه ظروف اللعب. بحث كاربوني عن تقوية خط الظهر.. فدفع بطارق مختار صاحب القدم اليسرى والقوة البدنية، بجوار سفاري بدلاً عن دفعه بموسى الزومة بعد أن وجد ضالته في طارق مختار.. وهو ما يعد خياراً طيباً يقوي كثيراً من متوسط الدفاع. على أطراف اللعب نرى أنه يميل إلى الدفع بأحمد الباشا على الطرف الأيمن على حساب بلة جابر.. لأن للباشا قدرات هجومية تتسق وقدراته الدفاعية، وهو ما يمنحه أفضلية على بلة في مباريات خارج الأرض التي تتطلب اللعب بتوازن دفاعي وهجومي حسب مقتضيات اللعب. كما أننا نتوقع أن يدفع بنجم الدين بمحور الوسط إن لم يدفع بحمد عباس، لميل نجم الدين الدفاعي ورزانته في إرسال الكرة إلى لاعبي خط الوسط.. ولكن يبقى اسم سعيد مصطفى حاضراً على أي حال.. لأنه لاعب مهام من الدرجة الأولى! أما الشق الهجومي فيكفي أنه سيعتمد على الثنائي إستيفن وارغو.. وعبد الكريم النفطي في دعم المقدمة المريخية حال الإنطلاق إلى الأمام.. وهي استراتجية هجومية معتبرة! من واقع هذه القراءة المبسطة نجد أن المريخ سيلعبها اليوم بتوازن واضح.. ولن يألو كاربوني ولاعبوه جهداً في الوصول إلى مرمى سانت جورج.. ومحاولة حرمان لاعبيه من فعل نفس الشيء بشباك المريخ! الأمنيات الطيبة للمريخ في استهلالية المشوار وحتى الوصول إلى نهائي البطولة بإذن الله تعالى.