كشفت التقارير الإستراتيجية التي قدمت الأيام الماضية بمجلس الوزراء، أن وزارة العمل والخدمة العامة وتنمية الموارد البشرية قد تقدمت- ولأول مرة في تاريخها- على كافة الوزارات، بالأداء المميز خلال أعوام الإستراتيجية الثلاثة الماضية، وتربعت على القمة في جانب التخطيط والتنفيذ معاً خاصة في جانب التدريب ورفع القدرات. والمراقب يلاحظ أن الوزارة بعد قدوم الوكيل آدم حمد حدث فيها تحول غير مسبوق، فالرجل يمتلك كاريزما إدارية وقدرات تنفيذية رفعت من همة الوزارة، ووضعتها في خط الالتزام بالتخطيط الإستراتيجي وإنزاله على أرض الواقع، إضافة إلى التناغم الذي حدث بين الوزير والوكيل في ظاهرة مفقودة في كثير من وزاراتنا؛ التي ظلت تعيش حالة الحرب الباردة بين قياداتها مثلما يتم في وزارة الاستثمار؛ التي جرد وزيرها وزير الدولة ووكيل الوزارة من أي صلاحيات، وصار هو الذي يقرر في كل شيء، وبقي وزير الدولة سلمان سليمان الصافي والوكيل عوض بلة يكتفيان فقط بمخصصات موقعيهما من سيارات ومكاتب مكندشة، وينفذان التعليمات، وكذلك الحال في كثير من الوزارات الأخرى.. المهم أن وزارة العمل بإدارتها الجديدة بدأت في تغيير كل شيء، وقد احتفلت قبل أيام بالتعاقد على إنشاء برجي رئاسة الوزارة وأكاديمية التدريب، لإنهاء نزيف الصرف الملياري الذي كان يتم كل عام على المقار المستأجرة لها، فهي الوزارة الوحيدة التي لا تماثلها إلاّ وزارة الثروة الحيوانية في تأخر حركتها في السابق، لأن تكون لها مقار أنيقة تناسب الدور الذي تقوم به.. مما جعل بيئة العمل في إدارات الوزارة بيئة معيقة للأداء، وجعل أهل المقار يطاردونها طلباً لاستحقاقات الإيجارات، إلاّ أن تناغم اللواء «م» ألسون منايي مقايا مع وكيل الوزارة آدم حمد أوجد الخلاص لكثير من معوقات الوزارة، التي تواجه كثيراً من المشكلات التي تنتظر مقايا وحمد وهما يبدآن بقوة في إصلاح حال الخدمة، بإجراء تغييرات إدارية جاءت مؤخراً بالأستاذ شمو على رأس شؤون الخدمة وربما تطال آخرين.. أعانكما الله مقايا وحمد، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وبالانسجام القيادي يتحقق النجاح، كما أن بيئة العمل الصالحة تجعل الأداء مميزاً.. ومبروك التقدم الذي تم على كل الوزارات لأول مرة في التاريخ، ويبقى الحفاظ عليه هو الأهم.