يا أخي في الشرق في كل سكن أنا أدعوك فهل تعرفني يا أخاً أعرفه رغم المحن انني مزقت أستار الدجى انني مزقت جدران الوهن لم أعد مقبرة تحكي البلى لم أعد ساقية تبكي الدمن لم أعد عبد قيودي عبد ماض هرم.. عبد وثن ثم يقول: الملايين أفاقت من كراها ما تراها.. ملأ الأفق صداها خرجت تبحث عن تاريخها بعد أن تاهت على الأرض وتاها فانظر الإصرار في أعينها وصباح البعث يجتاح الجباها يا أخي في كل أرض عريت من ضياها وتغطت بدجاها قم تحرر من توابيت الأسى لست أعجوبتها أو مومياها لقد ظل محمد الفيتوري شاعرنا الكبير شاعر السودان الفذ صوتاً جهيراً متفرداً في سماء الشعر العربي، وكوكباً وضاءً في عالم التعبد والابداع، بل ظل شاعراً حبيباً الى قلوب عشاق شعره، على امتداد الوطن العربي الكبير، وعلى امتداد القارة البكر القارة الأم-القارة السمراء، التي انتمى اليها أهداها أجمل قصائده وابداعاته، ونحن في الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين والكتاب العرب، مازلنا نحتفي ونحيي هذا الشاعر الكبير، ولا تفوتنا مناسبة قومية أو أدبية أو ثقافية، بل ولا تفوتنا احتفالية على مستوى هذا الوطن الكبير، إلا وحرصنا على تكريمه والاحتفال به، وآخرها احتفالنا به وتكريمه في مقر اتحاد الأدب العربي في عامنا الماضي في القاهرة، مع كاتب مصر الكبير الأديب المعتق المؤرخ الدكتور المرحوم عبدالوهاب المسيري. واليوم ونحن نذكر شاعر افريقيا الكبير محمد الفيتوري في هذه الأيام، نذكر نشيده الخالد الذي يتزامن مع ذكرى استقلال وطنه السودان، والذي صدح به في الخرطوم منذ سنوات حيث يقول: أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق.. وهذا ما نأمله... كما تتزامن تحيتنا لشاعرنا الفيتوري هذه الأيام مع حدث مهم يهم افريقيا كلها، ألا وهو لقاء واجتماعات الاتحاد الافريقي في عاصمة افريقيا الجميلة زهرة الجبل (أديس أبابا) . عزيزي القارئ التحية لشاعرنا الكبير محمد الفيتوري ونحن نقول له من أعماق قلوبنا إنك في سويداء الفؤاد .. أيها الشاعر الافريقي السوداني الكبير.