أديس أبابا: علاء الدين عبد الرحيم خلال زيارتنا لمنطقة تسمى «سودري» تبعد «130» كيلو متراً عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا؛ التي زرتها لرحلة عمل ومعي آخرون من أجل مؤازرة فريق المريخ أمام سان جورج في بداية رحلته بدوري أبطال أفريقيا، بعد المقترح المقدم من البعض لزيارة تلك المنطقة السياحية الجميلة «سودري»؛ التي ما أن حططنا بها رحالنا إلا وحفنا الجمال من كل جانب.. وثمة شيء آخر لفت انتباهي في تلك المنطقة.. وراودتني رغبة عنيفة في معرفة ماهية المياه التي أراها تصب على الرؤوس داخل حوض اجتمع به أناس كثيرون «نساءً ورجالاً»، ينشدون الصحة تحت هذه المياه بالرغم من سخونتها وبلوغ حرارتها الطبيعية «45» درجة مئوية.. وظننت في بادئ الأمر أن حرارتها اصطناعية غير أن تسفاي أكد لي أن المياه اكتشفت بذات حرارتها الطبيعية هذه منذ آلاف السنين وتم تقنينها، وتسوير النبع قبل (50) عاماً، كما تم إنشاء استراحات خاصة بالسياح الذين يزورون المنطقةللاستحمام في حوض المياه التي أطلق عليها اسم «مياه أبادير»، طلباً للشفاء من الأمراض، ومن أجل الراحة النفسية أحياناً.. وقد ذكرت لنا موظفة الفندق الذي كنا نقيم به أن المياه بالفعل تشفي المرضى، مؤكدة أن أباها كان «مشلولاً» وعندما جيء به إلى مياه أبادير واستحم فيها ثلاث مرات على التوالي شفي تماماً. من جانبه قال تسفاي إن اسم أبادير هذا أطلق على المنطقة تيمناً برجل صالح يدعى يوحنا أبادير زار المنطقة منذ عهد بعيد، مؤكداً أن أناساً من مختلف الجنسيات والأديان يزورون النبع باستمرار طلباً للراحة والتخلص من الأمراض.. وأثناء بحثي وجدت أن مثل هذه المياه يطلق عليها اسم «المياه الحارة»، وتم تعريفها بأنها نوافير من المياه المغلية والبخار الساخن النابع من داخل الأرض إلى خارجها، وتوجد في المناطق الصخرية والبركانية. وتقول المعلومات إن مثل هذه المياه لها عدة خصائص تميزها، وهي وفرة الكالسيوم وكبريتات المغنيسيوم والبيكربونات، وإن هذه الينابيع الحارة مفيدة لمعالجة أمراض الروماتيزم والشلل ووهن الأطراف والتهابات الكبد والمرارة والمثانة إلي جانب عدم انتظام الحيض، والأمراض النسائية الأخرى والمتاعب الصحية التي تحدث ما بعد العمليات الجراحية وبعض ، الأمراض العصبية والنفسية، وغيرها من الأمراض الأخرى المزمنة وغير المزمنة.. وتوجد مثل هذه الينابيع في العديد من دول العالم.