يخوض الممثل المصري الكبير أحمد بدير تجربة مسرحية بعنوان (داير شنو) مع فرقة تيراب المسرحية التي ستعرض قريباً على مسرح قاعة الصداقة بالخرطوم، فكرتها مستوحاة من المجتمع السوداني والصراع في دارفور.. وعندما حل ضيفاً على السودان كان ل «آخر لحظة» لقاء مطول معه، تحدث فيه عن تجربته الفنية وأهم أدواره ورأيه في الفن السوداني، وتقلب الحوار في منعرجات مختلفة، تخللتها بعض المقاطعات من زيارات بعض النجوم السودانيين كجمال حسن سعيد وهند راشد وفخري خالد والمخرج السوداني المتميز سعيد حامد والأستاذ أحمد محجوب منتج العمل.. كيف وصلتك الدعوة للمشاركة في مسرحية (داير شنو).. ؟ - لم أتردد حقيقة عندما أخبرني الأخوان محمد محجوب وأبوبكر محجوب عن نيتهما في إنتاج عمل فني مشترك سوداني مصري، فاستهوتني الفكرة ورحبت بها فوراً. وفكرة العمل نفسه.. هل هي سودانية؟ - الفكرة بدأت عندي ونقلتها للمؤلف صلاح عربي فقام بكتابتها وعملنا لها بروفات في مصر لمدة شهر وسنعرضها في مارس. الفن السوداني كيف يراه الممثل أحمد بدير؟ - البدايات التي تكونت لديّ من خلال الروائي السوداني العالمي الطيب صالح وروايته الأشهر موسم الهجرة للشمال ومن خلال أغاني الفنان الكبير سيد خليفة وكنا نسعد بها.. وما الذي ينقص الفن السوداني برأيك؟ - الذي ينقصه هو أن ينتقل إلى العالمية العربية.. ومع احترامي لكل الدول العربية هي لا تصل إلا من خلال القاهرة.. حتى فنانين سوريا ولبنان أو الكويت والسعودية ما من فنان منهم وصل وصار مشهوراً إلا من خلال مصر.. ولذلك أنا متأكد أن هذه التجربة ستضع فخري ومحمد وإخلاص وهند وكل الممثلين المشاركين في أول درجات الشهرة والانتشار عربياً، لأنهم سيشاهدون من خلال نجوم مصريين وهذا سيقرب المسافة.. كما أن انتقال المسرحية لتعرض من خلال التلفزيون سيكون له صدى طيب. ظاهرة ال Group أو الشلليات، في العمل الفني.. مثلاً مجموعة عادل إمام أو مجموعة صبحي وخلافه؟ - أعتقد أنها ظاهرة صحية.. لو سألتني لماذا.. أقول لك إنها أدعى للتفاهم والانسجام بشرط أن يضاف للمجموعة ممثل من خارجها إذا كان الدور المطلوب لا يتم إلا عبره، تماماً مثل فريق الكرة المتجانس ويعرف مقدرات أفراده، ففي (القروب) الفني أنت تعرف متى تقول (الافيه) لزميلك ومتى ستتلقى منه (خذ وهات).. فالحب هو الذي يسود ولكن ليس معنى ذلك أن يتحقق الثبات للفرقة على طول.. لأنه يمكن وحسب طبيعة النص أن يأتي دور قد لا يتوفر لممثل داخل المجموعة .. فيدخل عليهم واحد أو اثنان لماذا لا يكون.. ما رأيك في كتابة الاسم في «التترات»، مثلاً ممثل أدنى منك تجربة يوضع اسمه في الفيش قبلك وهكذا..؟ - (بص) نحن عندنا كعرب هذا الموضوع يشكل لنا حساسية (جامدة).. بره الكلام دا ما فيش.. في السينما العالمية مثل هذه الأشياء غير موجودة.. أنت ترى أن ممثلاً جديداً طالع (يادوب) في السينما يكتب اسمه قبل الباتشينو و(ده فين) وده فين، هم لا ينظرون كهذا المهم قيمة الدور وقيمة العمل ككل. أنت شخصياً هل تتقبل هذا الأمر؟ - عن نفسي قد (أزعل) لو لم أجد مبرراً منطقياً لهذا ولكن لا يصل لمرحلة الاعتذار وتدمير العمل وانسحب.. أقول لك (حاجة) أنا مرة بعرض مسرحية في تونس وكنت أعمل البروفات في مصر.. والبطلة حينما سافرت لتونس وجدت اسمها مكتوباً بالبنط الصغير وعملت (خناقة).. فقلت لها هذا ليس ذنبي- هنا خطأ طالما أن هذا ليس مقصوداً به تقليل قيمة الفنان فلا ضير.. بماذا تفسر اختفاء بعض كبار النجوم عن شاشة السينما؟ - ما تعتبرونه عدم ظهور أو اختفاء.. الفنان عندما يصل لدرجة كبيرة من النضج الفني وحب الجمهور والتاريخ ويكون له رصيد يجب أن تقل «طلته».. لأنه ينتقي ما يقدمه حتى لا يضيع ما قدمه من قبل.. يعني لو أنا (لسع) صغير قد أقوم بأي دور لأنني محتاج لفلوس.. بمعنى أن الاختيار لا يكون بدرجة مرحلة النضج والدليل أنني شخصياً وفي خلال الخمسة أعوام الأخيرة عملت فيلم «حين ميسرة» و«سكوت ح نصور» مع يوسف شاهين و«عمارة يعقوبيان» و«كباريه».. أربعة أفلام في خمس سنوات.. ورغم ذلك قد يوجد من كبار النجوم من يقبل حباً في الفلوس؟ - في طبعاً.. أكيد. أدوارك التراجيدية هائلة.. كيف تجيد أداء هذه الأدوار وأنت الفنان الكوميدي؟ - عارف ليه؟.. لأن الفنان الكوميدي اذا اعتبرنا أن الفنان موظف على الدرجة السابعة- الكوميديان منهم «ماخد» علاوة- يضحك- والكوميديان من السهل جداً أن يقوم بالدور التراجيدي، لأن الكوميديا إحساس مرهف ومشاعر وليست مجرد «افيه» و«افيهات» ولذلك تجد الكوميدي متفوقاً جداً اذا عمل تراجيدي ولكن ليس كل فنان تراجيدي يستطيع أن يعمل كوميدياً. من هو الفنان التراجيدي الذي يعجبك في الكوميدي شخصياً؟ - مثل محمود عبد العزيز وعادل إمام وأحمد راتب. ًً وصلاح السعدني؟ - هو تراجيديان ممتاز.. ولكن درجة الكوميديا عنده ليست جيدة. على ذكر الفنان الكبير عادل إمام تلاحظ أنك قليل الظهور الى جانبه؟ - أنا عملت معه «عمارة يعقوبيان» وقبلها أربعة أفلام.. عندما كنت فناناً صغيراً. ً هل يعجبك ظهوره السنوي بفيلم على حساب تاريخه الطويل؟ - «اكتست نبرات صوته بالجدية» وقال.. بص لا أحد ينكر دور الفنان الكبير عادل إمام وقد حقق نجاحات وإيرادات غير مسبوقة، سواء في السينما أو في المسرح.. وهو يستحق، فهذا لم يأتِ من فراغ. ولكن هناك من انتقد جودة ما قدم مؤخراً من أفلام وهذا يضر بتاريخه؟ - أنظر لا يوجد فنان في الدنيا يقصد عمداً أن يشوه تاريخه.. ناهيك أن يكون هذا الفنان بحجم وبقيمة عادل إمام.. أي فنان في العالم لازم تكون له «سقطات».. بس عادل وهو يعمل هذا الفيلم لم يكن في حساباته أن هذا الفيلم «وحش».. هو يعتقد أن هذا الفيلم ح يكون أحلى أعماله.. إنما هناك ظروف تتدخل.. طبيعة الناس التي لم يعجبها الفيلم أو النص أو الإخراج. هل بالضرورة أن ينصب الفنان من نفسه سياسياً ويتبنى أطروحات سياسية؟ - الفنان هو مرآة مجتمعه ويجب أن تكون له قضية وطنية واجتماعية ولكن ليس بالضرورة أن يكون موافقاً لمواقف السلطة.