أساليب جديدة برزت في الدعاية الإعلانية للمرشحين في انتخابات هذا العام على مختلف الدوائر الانتخابية تنبيء بتحول.. إن لم يكن ديمقراطياً فهو اجتماعي، حرك كافة شرائح المجتمع.. والمرشحون يستقطبون نجوم الفن ورموز الرياضة، وسؤال كبير يدور في أذهان المتابعين عن مدى تفاعل الجمهور وموقفه الفكري من هذا المطرب أو المبدع الفلاني دون أن ينتبه لدوره الإبداعي وقناعات جمهوره. الدعاية الانتخابية وطريقة العرض أصبحت موديلات، لعبت فيها عوامل كثيرة منها الصفات الاجتماعية للمرشح وحالته المادية والكاريزما الفكرية مما ترتيب ذلك على أحلام المرشحين، التي يعتقد المرشحون أنفسهم أنها صعبة التحقيق ولو أوتي بعضهم «عصا موسى»، الأمر الذي جعل بعضهم يقدم معلومات تاريخية مغلوطة للعجلة التي صاحبت صياغة تلك البرامج،..ومن المفارقات تقدم عدد كبير من المرشحين لم تتجاوز أعمارهم (26) عاماً، منهم عبدالحميد أمير عبدالحميد مرشح الدائرة القومية غرب بارا والسارة آدم موسى الطالبة بالمستوى الثاني هندسة السودان عن حزب الأمة الإصلاح والتنمية الدائرة (30) الخرطوم الشجرة .. أما الخطاب الرئاسي لمرشح الرئاسة عن حزب الأمة القومي الصادق المهدي قدم دراسة مفصلة عن أخطاء الماضي ورؤيته حول الإصلاح السياسي والاقتصاد والتنمية والقطاع العام والخدمة المدنية والقوات النظامية والتنوع الثقافي، باعتباره ثراء الأمة، غير أنه قدم عشر منجيات ومثلها مهلكات لعلها تكفر أخطاء الماضي... «آخر لحظة» قدمت قراءات لكل تلك المواقف وفرص نجاحات الدعاية وتعددها في استطلاع مع المواطنين وشرائح المجتمع. في البدء التقينا بالعم جاد السيد الفكي، حيث قال: دائماً في موسم الانتخابات تظهر حركة نشطة لأفراد متخصصين في فنون الدعاية الانتخابية مشهود لهم بالقدرة الخطابية والصوت الجهور والجرأة والقبول لدى المجتمع الذي يعيشون فيه، كما كان يفعل في السابق الراحل الشهير (بالخزين)، وهو معروف لدى العديد من المواطنين، حيث كان يجلس في الأسواق والأماكن الرئيسية ويحمل معه مايكرفون ويردد أسماء المنتخبين، والذي يأتي باسمه فحتماًً سيكون الفوز حليفه ودائماً ما يتلقفه المرشحون لدعاياتهم الانتخابية. وأضاف العم أن في كثير من الأحيان وخاصة المجتمعات الريفية، نجد من يقوم بتلك الدعاية يرتدي ملابس مختلفة مثلاً في شكل لبس أراقوز (مسرح عرائس) وأحياناً ملابس مرقعة لاصطياد الأسر بأطفالهم، خاصة الأطفال.. فسرعان ما يلتفون حوله وبعدها يأتي الكبار لمعرفة الشيء الذي يلتف حوله هؤلاء الصغار، هكذا تكون الدعاية الإعلانية للمرشح. فيما ذكر المواطن خالد عبدالله قائلاً: الآن برزت ملامح شتى للدعاية الإعلانية، وأحياناً تمثل نوعاً من الترفيه لدى كثير من المواطنين، وخاصة أن مستخدمي هذه الدعاية يتسمون بالصوت الجهور، حيث يقومون بترديد كلمات دعائية على أنغام أغنيات مشهورة لها وقع ملموس وسط الشباب مثل الأغاني الرائجة في الساحة وغيرها من الأغاني المعروفة حتى تكون جاذبة ويتحقق الهدف، مشيراًً إلى أنه يمكن أن يردد الحملة الانتخابية للطرفين، لأن هدفه الأول والأخير من يدفع له أكثر. وقال محمود الطيب: نشطت وسائل إعلانية متطورة، وهي وسائل للجذب مثل السيارات على عكس شاكلة (عبده والخزين) في الماضي، وإنما الآن شباب وفتيات في عمر الزهور نتيجة لإدارة الانتخابات الجماعية المنظمة على أسس علمية وشاملة ودخلت وسائل الإخراج الحديث في الحملة وطالت حتى المناطق الطرفية، و الآن أصبحت شركات الدعاية الإعلانية هي الرابح الأكبر نظراً لزيادة أعداد المرشحين وفي كل الشوارع عبر الصور، مضيفاً أنها فتحت أبواباً لكثير من الأسر (كمصدر دخل إضافي)، وكذلك نجد الفنانين دخلوا سوق الانتخابات ونجوم الرياضة، والآن نستطيع أن نقول ما عادت الحملات الإعلانية للانتخابات هي تلك التقليدية التي يسمع بها البعض ويكون السواد الأعظم من المواطنين على غير علم بها،وليكن معلوم لأي مرشح أن طريقه لن يكون سالكاً للبرلمان اذا انتهج الطريقة القديمة في التعريف بنفسه. وبرزت مظاهر الحملات الانتخابية الإعلانية في وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الإذاعة والتلفزيون، حيث تتيح للمرشح فرصة زمنية محددة للتعريف عن حملته، وهذا لم يكن موجوداً في الماضي، وربما تكون هناك مناظرات أسوة بالدول المتقدمة مثل أمريكا وغيرها.