تحقيق النيل مكي قنديل، زواهر الصديق كشفت جولة ل«الأهرام اليوم» بداخليات الشهيد علي عبد الفتاح عن الأوضاع المعيشية والصحية البائسة التي تعاني منها أكثر من (448) طالبة اللائي أكدن أن صندوق دعم الطلاب لم يصرف لهن الدعم الشهري، المحدد بمبلغ «50» جنيهاً، منذ أكتوبر الماضي. ونادت طالبات مجمع الشهيد علي عبد الفتاح عبر صحيفة «الأهرام اليوم» بتحسين الأوضاع بالمجمع، خاصة فيما يتعلق بخدمات المعيشة والمياه والأمن؛ حيث تسرب في الآونة الأخيرة اللصوص إلى الداخليات وتفشت السرقات داخل المجمعات المختلفة. وكشفت الطالبات أن الصندوق استصدر مؤخراً قراراً بعدم تسكين الطالبات المتزوجات وتضررت من هذا القرار العديد من الطالبات، وأكد بعضهن ل«الأهرام اليوم» أن هذا القرار ربما يدفعهن لترك الدراسة والرجوع إلى ذويهن في الولايات. «الأهرام اليوم» فتحت هذا الملف.. معاً نتابع تفاصيله. ما يدور الآن من أوضاع بداخليات الطالبات يجعلنا نتساءل عن دور صندوق دعم الطلاب؛ فقد تكشف خلال جولة ل«الأهرام اليوم» بمجمع الشهيد علي عبد الفتاح رداءة الأوضاع بالداخليات، وما لفت الانتباه حقاً هو نعت الطلاب للصندوق ب«طلاب دعم الصندوق»! إذ يدفع الطالب النظامي أو الطالبة مبلغ «115» جنيهاً بداية كل عام دراسي ويدفع طلاب السكن الاستثماري ما بين (75155) جنيهاً شهرياً مقابل خدمات رديئة وبيئة غير صالحة للسكن! ممنوع للمتزوجات! إحدى الطالبات كانت تحمل حقائبها وحولها مجموعة من الزميلات تذرف دموعها بشدة. سألناها عن أسباب البكاء، فأكدت الطالبة ل«الأهرام اليوم» أنها طُردت من قبل إدارة الصندوق وفُصلت من الداخلية «لأنها متزوجة»، وأضافت أن بعض الطالبات المتزوجات يلجأن إلى السكن بالداخليات دون إعلام إدارة الصندوق بزواجهن حتى لا يكتشف أمرهن لأن قراراً رسمياً صدر بفصلهن من الداخليات من قبل إدارة الصندوق. وتلاحظ خلال جولة «الأهرام اليوم» بمجمع داخليات علي عبد الفتاح رداءة خدمات المياه حيث تنقطع المياه عن الأدوار العليا ابتداءً من الطابق الأول إلى الطابق الرابع لذلك تتزاحم كل الطالبات بالمجمع على دورات المياه بالطابق الأرضي، وأبدت الطالبات تذمرهن من تلك الأوضاع الخدمية المتردية. الكافتريات والمطاعم ليست بأفضل حالاً؛ حيث تتزاحم الطالبات حولها أيضاً مع رداءة ما يقدم من وجبات وارتفاع أسعارها. وتساءلت بعض الطالبات لماذا لا يدعم الصندوق هذه الوجبات ولماذا هي أعلى سعراً من المطاعم خارج المجمع؟! الكافتريات داخل المجمع لا يتعدى عددها لخمساً يمتلكها صندوق دعم الطلاب ويعهد بها إلى مستثمرين يوافق الصندوق على شروطهم. وتلاحظ خلال جولة «الأهرام اليوم» داخل المجمع أن الطالبات لا يترددن عليها بسبب غلاء أسعارها وخدماتها الرديئة. لا مياه ولا حياة داخل مدينة الشهيد علي عبد الفتاح أربعة مجمعات يحوي كل مجمع عدد «112» غرفة تقطنها قرابة «4480» طالبة تعاني جميعهن من انقطاع المياه حيث تنعدم بالطوابق العليا ليتدافعن نحو الطابق الأرضي. وتلاحظ خلال جولة «الأهرام اليوم» بالمجمع تكدس ما يفوق «1120» طالبة بكل مجمع على دورات مياه لا تتعدى أصابع اليد!! داخليات الطلاب.. دورات طافحة!! أما داخليات الطلاب بمجمع الصندوق القومي لدعم الطلاب بجامعة الخرطوم فتغرق في مستنقع الإهمال. وقد وقفت «الأهرام اليوم» خلال جولة بالمجمع على تردي الأوضاع الخدمية والصحية والمعيشية أيضاً بتلك الداخليات. وقد تكشف لنا أن الإمداد المائي في حالة انقطاع مستمر وينقطع عن الطوابق العليا بكل المجمعات طوال العام، ودورات المياه تعاني طفحاً مستمراً وأعطاباً لا تجد من يصينها. داخل داخلية أبودجانة التي تضم عدد «362» طالباً بها «30» حماماً، الصالح منها فقط «7» حمامات، وداخل مجمع كسلا عدد «20» حماماً، الصالح منها للاستعمال فقط عدد «5» حمامات، وداخل مجمع «الأصيل» تعطلت دورات المياه تماماً مما دفع طلابها إلى استخدام دورات المياه بداخلية الرهد. مجمع الداخليات بجامعة الخرطوم يعاني تزاحم الطلاب داخل غرف مساحاتها ضيقة بالإضافة إلى آخرين يقيمون لا علاقة لهم بالجامعة حيث لا رقيب ولا حسيب. قطوعات كهرباء وأكد طلاب استطلعتهم «الأهرام اليوم» تكرار انقطاع التيار الكهربائي بالمجمعات المختلفة وتذمر طلاب الملاحق وبقية الطلاب من صعوبة استذكار دروسهم بسبب تلك القطوعات المتكررة، وشكا بعضهم من انعدام وسائل الترفيه من تلفزيونات أو مساحات لممارسة الرياضة بتلك المجمعات، وانتقدوا سياسة الصندوق في مجال تسكين طلاب السكن الاستثماري من خارج الجامعة وإبقائهم داخل غرف ضيقة ومزدحمة وبلا مقومات. وأكد الطلاب الذين استطلعتهم «الأهرام اليوم » بمجمعات «الأصيل» والرهدوكسلا و«المناهل» أنهم يضطرون إلى جلب المراتب التي ينامون عليها من منازلهم وأن بعضهم يضطر إلى أن يفترش الأرض عند النوم! وبعد أوضاع مأساوية.. بيئة متدهورة.. وطاقم حراس يتعامل مع الطلبات بغلظة في غياب تام لإشراف اجتماعي ونفساني يراعي الحالات الاجتماعية للطالبات. أين صندوق دعم الطلاب وإلى متى يغيب؟ وماذا تفعل إدارته النائمة السارحة في وادي الأحلام تظن أنها أنجزت.. وأنها قدمت والواقع يكذب كل تلك الأحلام!!