الأدبيات السياسية تشير إلي أن هناك أكثر من بليون شخص يدلون بأصواتهم في أنحاء العالم في انتخابات ديمقراطية تنافسية، لاختيار الحكام ومن يمثلونهم في مؤسسات صنع السياسات، وصنع القرار، والديمقراطية عند جوزيف شومبيتر هي مجموعة من الإجراءات والمؤسسات التى يستطيع الأفراد من خلالها المشاركة في عملية صنع القرار السياسي عن طريق التنافس في انتخابات حرة، و التى تستند لستة شروط وهي: حق التصويت العام لكل المواطنين البالغين، ودورية الانتخابات وانتظامها، عدم حرمان أي جماعة من تشكيل حزب سياسي ومن الترشح، والحق في التنافس على كل مقاعد المجالس التشريعية، و حرية إدارة الحملات الانتخابية، وتهيئة جو من الحرية والسرية، وفرز الأصوات وإعلانها بشفافية، وتمكين الفائزين بعد إجراء الانتخابات من مناصبهم السياسية، حتي يحين موعد الانتخابات التي تليها. هذه هي الانتخابات كما يراها عرابو الديمقراطية وعلماء الغرب، وهم يريدونها أن تطبق في كل بقاع العالم وفقاً لهوى العولمة، ولشئ في نفوسهم، بالرغم من الفارق بينهم والمجتمعات العربية والأفريقية ودول العالم الغربي، ولذلك تختلف المنهجية في التعامل معها من حيث الإجراء والنتائج والتطبيق والرقابة والتجاوزات. الديمقراطية التي نريدها بعيداً عن الفوضى، واستخدام العنف واللجوء إلي الكراهية، ونبذ القبلية.. بل نريد تغييراً حقيقياً بأن نؤسس لبناء الشورى بجمع شتات المتفرقين، أو بناءً يضفي صفة الشرعية للنظام القائم، وليس اقتلاعه من جذوره أو كنس آثاره، ولذلك تأتي أول كلماتنا همساً لشبابنا وشاباتنا بأن «حسن العهد من الإيمان» كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: جاء بعير يشتد حتى سجد لرسول«صلي الله عليه وسلم» ثم قام بين يديه فذرفت عيناه.. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم «من صاحب هذا البعير» قالوا: فلان فقال: أدعوه، فأتوا به فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم «يشكوك» فقال «يارسول الله هذا البعير كنا نعمل عليه منذ عشرين سنة ثم أردنا نحره» فقال رسول الله صلي عليه وسلم «شكا ذلك بئسما جازيتموه استعملتموه عشرين سنة، حتى إذا رق عظمه، ورق جلده أردتم نحره بعينه» قال: بل هو لك يارسول الله فأمر به رسول الله صلي الله عليه وسلم «فوجهه نحو الظهر أى الإبل ». ألم أقل لكم بأنها كلمات ليست ..... كالكلمات و«العشرين سنة» هي العشرون قبل الانتخابات. وكلمتنا الثانية لكل الشباب : قول الشاعر: قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه خلق وجيب قميصه مرقوع فلا شرف إلا بالعلم، وقد تسأل ما علاقة العلم بما نحن فيه «الانتخابات»؟ وأقول كل إناء بما فيه ينضح، ولهذا كان العلم هو الداء والدواء، وإن شئت انظر إلى قول بن تيمية «ابتدأني مرض فقال الطبيب إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، قلت له لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك الى علمك، أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض؟ فقال.. بلي فقلت.. له فإن نفسي تسر بالعلم فتقوي به الطبيعة، فأجد راحة فقال.. هذا خارج عن علاجنا، ولذلك لا عزة إلا بالعلم «ولله العزة جميعاً» ولا عزة بالشعب، ألم أقل لكم إنها كلمات ليست .......كالكلمات، وكلمتنا التالية ما ذكره ابن بطوطة الرحالة الشهير قال: إن في الشمال مقبرة دفن فيها ألف ملك عليها لوحة مكتوب فيها: سلاطينهم سل الطين عنهم *** والرؤوس العظام صارت عظاماً وهو أخوف ما تخوف منه الخليفة عمر وقال كلمته الشهيرة وهي ليست ......كالكلمات، فيما روى عبد الله بن عامر أنه قال.. رأيت عمر بن الخطاب أخذ بنبتة من الأرض فقال ليتني هذه النبتة، ليتني لم أخلق، ليتني كنت نسياً منسيا، ياليتني كنت شجرة تعضد. وعذراً للشاعر اللبناني أنسي الحاج أن استعير منه عنوان قصيدته الرائعة مر إعصار فلم يقتلع شجرة .....والشجرة هي الكلمة الطيبة، ولكني لن أكلم الناس إلا رمزاً، ألم أقل لكم انها انتخابات وكلمات ...ليست كالكلمات.